توقيت القاهرة المحلي 18:47:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من "كارثة ما بعد الحرب" مع التلويح بوثيقة استسلام

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من كارثة ما بعد الحرب مع التلويح بوثيقة استسلام

العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
كييف ـ جلال ياسين

بعد حصار روسي لمدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها فقدت الوصول إلى بحر آزوف "مؤقتا" بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيسي على البحر. كما أضافت في بيان متأخر ليل الجمعة السبت أن من وصفتهم بـ "المحتلين في منطقة عمليات دونيتسك نجحوا بحرمان البلاد مؤقتا من الوصول إلى بحر آزوف". إلا أنها لم تحدد لاحقا ما إذا كانت القوات الأوكرانية قد استعادت الوصول إلى البحر، بحسب ما أفادت وكالة رويترز. أتى هذا الإعلان بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن حلفاءه الانفصاليين دخلوا وسط ماريوبول، الميناء الأوكراني الاستراتيجي المحاصر في جنوب شرق البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، حينها إن "وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد)، بدعم من القوات الروسية، أحكمت حصارها وتقاتل القوميين في وسط المدينة"، وفق تعبيره.

في حين اتهمت كييف الروس بتدمير 90% من المدينة ومحاصرة السكان العالقين فيها كرهائن، وهو ما نفته موسكو جملة وتفصيلا بوقت لاحق.يذكر أن ماريوبول الواقعة جنوب شرقي البلاد شكلت منذ انطلاق العملية العسكرية هدفا استراتيجيا رئيسيا لموسكو، باعتبار أن السيطرة عليها تسمح بربط القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بدونباس، وتمنع وصول الأوكرانيين إلى بحر آزوف.فهي تقع على الطريق بين القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014 في الغرب، ومنطقة دونيتسك في الشرق التي يسيطر عليها جزئيا الانفصاليون الموالون للروس.

وكانت تلك المدينة حازت على اهتمام دولي وإعلامي خاص في النزاع الأوكراني الروسي، لاسيما بعد أن اتهمت كييف الروس بحصارها وقطع الإمدادات عن المدنيين العالقين فيها.يشار إلى أن تلك التطورات الميدانية تأتي مع دخول العملية العسكرية أسبوعها الرابع، فيما لا يبدو أن أيا من الطرفين مستعد للتراجع أو تقديم تنازلات تفضي إلى حل سياسي ينهي الصراع، على الرغم من استمرار المحادثات بين الطرفين، بجولتها الرابعة.

وحذر وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، من خطورة الذخائر الروسية التي لم تنفجر، مؤكدا أن انتزاع فتيلها سيستغرق سنوات بعد انتهاء الحرب الدائرة في بلاده. وقال موناستيرسكي لوكالة "أسوشيتد برس" في مقابلة، الجمعة، إن البلاد ستحتاج إلى مساعدة غربية لتنفيذ المهمة الضخمة بعد الحرب. وأوضح المسؤول الأوكراني: "أطلق عدد كبير من القذائف والألغام على أوكرانيا ولم ينفجر جزء كبير منها. إنها تظل تحت الأنقاض وتشكل تهديدا حقيقيا. سيستغرق الأمر سنوات، وليس أشهر، لتفكيكها".

وأضاف موناستيرسكي: "لن نتمكن من إزالة الألغام من كل تلك الأراضي، لذلك طلبت من شركائنا الدوليين وزملائنا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إعداد مجموعات من الخبراء لإزالة الألغام من مناطق القتال والمنشآت التي تعرضت للقصف". وأشار الوزير إلى أن معدات إزالة الألغام التابعة لوزارته تركت في ماريوبول، المدينة الساحلية المحاصرة التي يقطنها 430 ألف شخص وتعرضت لقصف عنيف خلال معظم فترات الحرب.

كذلك لفت موناستيرسكي إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجهها وزارة الداخلية، هو مكافحة الحرائق الناجمة عن القصف والغارات الجوية الروسية، في ظل النقص الحاد في الأفراد والمعدات على حد وصفه. وأكد أن منشآت دائرة الطوارئ في خاركيف وماريوبول دمرت بالكامل في وابل من القصف الروسي، مشددا على أن المستجيبين الأوكرانيين للطوارئ بحاجة ماسة إلى المزيد من المركبات ومعدات الحماية المتخصصة.

وتابع قائلا: "الأيام المقبلة سوف تؤدي إلى استفحال الكارثة الإنسانية في مناطق حرجة. يجب أن أقول إن الخسائر في صفوف المدنيين تجاوزت خسائرنا العسكرية عدة مرات".وتحدث موناستيرسكي عن مواجهات مع "مخربين روس" تدفقوا إلى البلاد لاستهداف الجسور وأنابيب الغاز ومنشآت البنية التحتية الأخرى، مضيفا: "ندرك أن التخريب هو أداة أساسية في الحرب. القوات الأوكرانية تمكنت من رصد المخربين الروس من خلال تعقب هواتفهم الروسية المحمولة. تفاعلنا على الفور من خلال البحث في المواقع التي تم اكتشاف هذه الهواتف فيها وتصرفنا ضد تلك المجموعات".

وبيّن موناستيرسكي أن القوات الروسية حاولت في المناطق المحتلة تخويف الشرطة الأوكرانية التي بقيت هناك من خلال زيارة منازلهم وأحيانا زرع متفجرات على أبوابهم. وبالإضافة إلى الذخائر الروسية غير المنفجرة، زرعت القوات الأوكرانية ألغاما أرضية عند جسور ومطارات ومواقع رئيسية أخرى لمنع الروس من استخدامها، الأمر الذي يزيد أعباء إزالتها بعد انتهاء العملية العسكرية الروسية.

ولم تتحدد حتى الآن ملامح النصر أو الهزيمة للقوات الروسية أو الأوكرانية، في الحرب التي دخلت بالفعل أسبوعها الرابع، إلا أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الوثيق لنظيره الروسي فلاديمير بوتن، لوّح لأوكرانيا بما سماه "وثيقة الاستسلام".وفي تصريح مثير قال لوكاشينكو إن كييف إن لم تتوصل لاتفاق مع موسكو خلال المفاوضات الجارية برعايته، فستكون النهاية أن توقع على وثيقة استسلام. وفشلت عدة جولات من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في وقف الحرب، ويبدو أن كلا الطرفين يرفض شروط الآخر للتهدئة.فما الذي يقصده لوكاشينكو بوثيقة الاستسلام التي قد تنتهي بها المفاوضات؟ وماذا يمكن أن تتضمن من بنود؟ وكم دولة رضخت ووقعت مثل هذه الاتفاقيات من قبل؟ وكيف ستبدو نهاية الحرب الجارية في أوكرانيا؟

يقول المحلل العسكري والخبير في شؤون ترسيم الحدود إبراهيم محمد، إن "اتفاقية الاستسلام وثيقة سياسية من الدرجة الأولى تتحكم في أمور عسكرية، وتنتهي بمقتضاها الحرب". وحسب تعليقات محمد لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن "الدولة التي توقع على هذه الوثيقة يكون توقيعها اعترافا رسميا بأنها ارتكبت أخطاء في حق الدولة المنتصرة، وأنها ستقبل بكل الشروط التي تضعها الأخيرة مقابل إنهاء الصراع، وإعطاء النظام الحاكم في الدولة المهزومة أمانا جزئيا وسيطرة غير فعلية على أراضيه". ويتابع: "الدول المهزومة عند توقيعها تضطر للتنازل عن جزء من الأرض أو تفقد نفوذها، أو تفكك جيشها أو تغيير أيديولوجيته بشكل نهائي، كما أن نقاط التماس التي توضع تكون داخل الدولة المهزومة، وهذه يكفي بالتأكيد لإعلان إخضاعها لسيطرة الدولة المنتصرة، وإشارة لوجود تغير جغرافي".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

سفير مصر في موسكو يلتقي مجموعة من المواطنين الذين غادروا أوكرانيا

الوساطة التركية في الأزمة الأوكرانية تتقدّم على ما عداها وبوتين يعلن شروطه للمصالحة مع زيلنسكي

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من كارثة ما بعد الحرب مع التلويح بوثيقة استسلام أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من كارثة ما بعد الحرب مع التلويح بوثيقة استسلام



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon