القاهرة – علي السيد
بعد ارتفاع أسعار اللحوم خلال الفترة الأخيرة نتيجة قرار تعويم الجنيه وارتفاع أسعار العلف والطاقة بما أدى إلى ارتفاع سعر كيلو اللحم إلى ما يقرب من 100 %، لجأت بعض الجمعيات الخيرية لاقناع المواطنين بإمكانية تقسيط صكوك الأضاحي بعد ارتفاع الأسعار، رغم تحديد الشرع وجوب الأضحية على القادر فقط دون أن يستدين لشراء الأضحية.
ودفع ارتفاع أسعار اللحوم، خلال موسم عيد الأضحى المقبل، مؤسسة "الأورمان الخيرية" على سبيل المثال، لتقسيط ثمن صك الأضحية، لمدة تصل إلى 12 شهرًا، بحد أدنى 160 جنيهًا شهريًا، وقالت الجمعية حسب الإعلان المتلفز إن "هذا العام شراء الصك بالتقسيط، ودون مقدم، بسبب ارتفاع الأسعار، وتسهيلا على الراغبين في التضحية".
وتوفر جمعية الأرومان 3 أنواع من الصكوك، الأول للعجول المستوردة، مقابل 1900 جنيه، مقارنة مع 1490 جنيها العام الماضي، بزيادة حوالي 27.5%. والنوع الثاني هو عبارة عن عجول بلدي صغيرة، وسعر الصك هذا العام وصل إلى 2450 جنيها، مقابل 1690 جنيها العام الماضي، بزيادة 45%، والنوع الثالث هو عبارة عن عجول بلدي كبيرة، وسجل سعر الصك 2850 جنيها، مقابل 1999 جنيها العام الماضي بزيادة 42.6%.ويمكن سداد قيمة الصك، من خلال إرسال مندوب المؤسسة لمنزل المتبرع، كما يمكن الدفع حتى رابع أيام العيد، وقد ارتفع سعر صك الأضحية في جمعية الأورمان، بنسب تتراوح بين 27.5% و45%، مقارنة بالعام الماضي.
واعتبرت سعاد صالح أستاذة الفقه في جامعة الأزهر أن ما تقوم به الجمعيات الخيرية بتقديم صك الأضاحى بالتقسيط للمتبرعين، أمر مخالف للشرع وليس في صالح الفقراء كما يدعون، مضيفة أن الأضحية سُنّة واجبة على من يستطع وليس على الفقير، وبالتالي فإن أسلوب تلك الجمعيات بتقديم صك الأضاحي لغير القادرين بالتقسيط به إغراء للفقير وبالتالي يترتب عليه تحمل غيرالقادر أعباء مالية في غنى عنها، كما أشارت إلى أن الأضحية لمن يستطع ولديه قدرة مالية بعيدة عن مصاريفه الشرعية من حيث الإنفاق على زوجته وأولاده أى لديه فائض مالي يسمح له بأن يضحي دون الإخلال بواجباته المالية تجاه أسرته لا العكس الاستدانة من أجل التضحية.
ومن جانبه أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية علي فخر، أنه يوجد في العصر الحالي من يشتري صكوك الأضحية بالتقسيط لأنه غير مستطيع على شرائها أو دفع ثمنها، فلا يجوز ذلك لأن الشرع لم يجبر احدًا إلا على غير المستطيع أن يذبح الأضحية، وبذلك تكون الأضحية على المستطيع فقط وإن لم يكن مستطيع فلا حرج في أن يكفي نفسه ومعونة أولاده، مشددًا على أن الأضحية تكون على المستطيع فقط وإن لم يكن مستطيعًا على شراء الأضحية فلا يرهق نفسه ماديًا لقوله تعالى {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}، ولكن إذا استشعرت النفس أنه لا يستطيع أن يشعر ببهجة العيد إلا إذا بذل من أمواله حتى يتصدق على الققراء والمساكين ففي هذه الحالة لا حرج عليه ولكنه غير مطالب أن يضحي حتى لو بالتقسيط، لأن الله عالمًا بإخلاص نيته وقد يجازيه حتى وإن لم يذبح.
أرسل تعليقك