توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشرطة تستعمل "القوة المفرطة" لتفريق المظاهرات في الخرطوم

الحكومة السودانية تؤدّي اليمين الدستورية وسط سخرية المواطنين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحكومة السودانية تؤدّي اليمين الدستورية وسط سخرية المواطنين

الرئيس السوداني عمر البشير
الخرطوم ـ جمال إمام

أدى وزراء أكثر حكومات السودان إثارة للجدل، اليمين الدستورية، أمام الرئيس عمر البشير، ليضعون حدًا للفترة التي طالت عشرين يومًا عاشتها البلاد دون وزراء، في حين تجدّدت المظاهرات السلمية المطالِبة بتنحية الرئيس البشير، المستمر في الحكم منذ نحو 30 عامًا، في عدد من أحياء الخرطوم ومدن البلاد الأخرى، فرّقتها الشرطة مستخدمةً الغاز المسيِّل للدموع.

وفاجأ رئيس الوزراء محمد طاهر أيلا، الأوساط السياسية، الأربعاء، بإعلانه حكومته الجديدة، التي جاءت مُخيّبةً لتوقعات الكثيرين منهم، لا سيما أن الرئيس البشير تعهّد بتشكيل حكومة "كفاءات ومهمات رشيقة ودون محاصصات حزبية"، ما رفع سقف التوقعات بين المواطنين.

وحل الرئيس البشير الحكومة في 22 فبراير (شباط) الماضي، ووعد بتكوين حكومة مهمات وكفاءات بلا محاصصات حزبية، ورغم ذلك جرى إعلان رئيس الوزراء أيلا، لحكومته المكونة من 38 وزيرًا ووزير دولة، أول من أمس، ليس من بينهم (بحسب المعارضة) من يمكن أن يُطلق عليهم "كفاءات"، ما عدا واحدًا أو اثنين من الأكاديميين، أما بقية الحكومة فقد تكوّنت من "وزراء قدامى" بعضهم بقي في وزارته، ونقل آخرين لوزارات أخرى.

اقرأ أيضًا:

البشير يجري تعديلات واسعة في قيادة الجيش السوداني والاحتجاجات تتواصل

وبينما كان وزراء الحكومة الجديدة يؤدون اليمين الدستورية، بدأت في الخرطوم ومدن أخرى في البلاد، موجة جديدة من المظاهرات المناوئة للرئيس عمر البشير والمطالبة بتنحيه. ودعا "تجمع المهنيين السودانيين" للمظاهرة الأسبوعية التي درج على إقامتها كل يوم "خميس" المواطنون في مناطق وزمن يُحدد عادة بالواحدة، وعلى الفور تظاهرت أحياء في الخرطوم، وطلاب جامعات خاصة (ابن سينا، والكلية الأردنية، والفجر) وغيرها، فيما خرج طلاب المرحلة الثانوية الجالسين لامتحان الشهادة السودانية، عقب إكمالهم لـ"آخر امتحان"، أمس، في مظاهرات متفرقة.

وتظاهر المئات في أحياء الصحافة، وشارع الستين، والديوم، وبري، والكلاكلة، في الخرطوم، وأحياء شمبات، والكدرو في الخرطوم بحري، وأحياء بيت المال، وأبو روف، ودنوباوي، وأم بدة في أم درمان، فضلًا عن مظاهرات أخرى كثيرة، وقال متظاهر في حي بري شرق الخرطوم، إن قوات الأمن استخدمت ضدهم قوة مفرطة، وأطلقت "الغاز المسيل للدموع بكثافة، على المتظاهرين والميادين وداخل المنازل، وألقت القبض على عدد من المتظاهرين".

وفي نفس الإطار، عادت مدينة عطبرة شمال البلاد للتظاهر مجددًا؛ فبعد أن أشعلت شرارة الاحتجاجات في ديسمبر/كانون الاول الماضي، شهدت هدوءًا نسبيًا، بيد أنها عادت للتظاهر بقوة، بينما تظاهر مواطنون في مدينة الأبيض (وسط البلاد)، وذلك وفقًا لتجمع المهنيين وأحزاب معارضة.

وقال الرئيس البشير بعد أداء الوزراء الجدد لليمين الدستورية أمامه، الخميس، إن الحكومة الجديدة مكونة من "كفاءات"، اختيرت بعد مشاورات وتمحيص من بين عدد كبير من الأسماء، وتابع "التشكيلة التي تم التوصل إليها هم أناس مجربون وأداؤهم في الحكومات السابقة كان مرضيًا"، وأضاف بحسب "شروق نت" الحكومية "نحن نتحدث عن حكومة كفاءات، وهناك خلط مع حكومة التكنقراط، وهذه الحكومة من أناس نحن جربناهم من قبل، وأداؤهم كان مرضيًا".

ولم توقف تصريحات البشير سيل السخرية الذي انهمر غداة إعلان الوزارة الجديدة، بل وصفها نشطاء سياسيون، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها مجرد "إعادة تدوير" للوزراء، أو حركة تنقلات وزارية من وزارة إلى أخرى، وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير، تعليقًا على الحكومة، إنها "تشبه شرابًا قديمًا، في جرار جديدة"، وتابع "ضمّت أسماء من ذات الأشخاص الذين ظلوا يتبادلون مواقع السلطة ومنافعها".

وأوضح الدقير أن تشكيل الحكومة الجديدة يعكس تجاهل "النظام" للأزمة الوطنية الشاملة، واستخفافه بالشعب ومطالبه، وأنه "يسير معصوب العين والدماغ غير متعظٍ بمصائر أنظمة سبقته على تحدي الإرادة الشعبية". ورأى الدقير أن تشكيل الحكومة يفضح ما سماه "أكذوبة ابتعاد (المؤتمر الوطني) عن الحكم، إذ إنه احتفظ برئاسته والنسبة الأكبر من مقاعده، مردفًا معه آخرين من الموالين له، على أساس المحاصصة السياسية والجهوية، لا على أساس الكفاءة والجدارة".

وتناولت منصات التواصل الاجتماعي الحكومة الجديدة، بكثير من السخرية، وانتقد الصحافي عبد الجيل سليمان على صفحته في "فيسبوك"، بقوله "38 وزيرًا من الوجوه القديمة"، فيما وصفت الصحافية مزدلفة دكام، تكوين الحكومة بأنه "إعادة تدوير نفايات"، بينما قال الناشط في "فيسبوك" عمر محمد علي "ننتظر حكومة كفاءات جاءتنا حكومة (كفاوي)"، أما الكاتب الساخر بجريدة السوداني حسين ملاسي، فقد قال "إشراقات التشكيل الوزاري الجديد - إن كان ثمة إشراقات - ليست فيمن ضمت، وإنما فيمن لم تضمّ".

ولم تخلُ صفحات الموالين لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، من التعليقات الساخرة من الحكومة الجديدة، وقال ناشط محسوب على الحزب الحاكم متهكمًا "تفقدوا لنا كشف وزراء الدولة، حتى أرى (يومنا المش فايت دا)"، وقال آخر "لا جديد في المشهد السياسي، بعد مخاض شديد، ولدت الحكومة نفس الأشكال، ولا أتوقع حلًا، فالغموض يلف مصير هذا البلد".

وتتكون حكومة أيلا الجديدة من 38 وزيرًا ووزير دولة، بعضهم لم يغادر المنصب الوزاري سنين عددًا، فوزير الداخلية بشارة أرور، كانت قد تقلد من قبل عددًا من الوزارات، آخرها وزارة الإعلام، فيما انتقل وزير البيئة ولاية الخرطوم حسن إسماعيل، الذي اشتهر بقضية "أكياس البلاستيك"، ما جعله ينال أكبر حصيلة من الانتقادات الساخرة، إلى وزير اتحادي على وزارة الإعلام.

ولم يتضمن التشكيل وزير الداخلية السابق أحمد بلال عثمان، وهو الآخر كان "قد تمرغ في تراب الوزارات"، وتنقل بين الصحة والإعلام والداخلية، لكنه خرج من التشكيل، وهو ما أثار موجة سخرية واسعة من الرجل، ونسب إليه الأسبوع الماضي انتقاده القاسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وقوله "حزب المؤتمر الوطني ما زال حاكمًا بآلياته ومؤسساته ومنظماته، ويتغذى من حبل سري ولم يُفطم بعد".

ورجّح محللون أن يكون "التصريح الناقد لحزب المؤتمر الوطني"، الذي أطلقه بلال، وأثار جلبة كبيرة داخل الحزب، كان سببًا في خروجه من الوزارة، دون أن تشفع له علاقته الوثيقة بالرئيس البشير.

قد يهمك أيضًا:

الرئيس السوداني عمر البشير يقيل محافظ البنك المركزي السوداني

قوى المعارضة السودانية تدعو الى إضراب عن العمل تمهيداً للعصيان المدني

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة السودانية تؤدّي اليمين الدستورية وسط سخرية المواطنين الحكومة السودانية تؤدّي اليمين الدستورية وسط سخرية المواطنين



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon