القاهرة – أكرم علي
أعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، عن انزعاجه الشديد وقلقه من تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق، الذي يُعد مصدرًا لـ 85% من المياه التي تعتمد عليها مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، مؤكدًا خلال المؤتمر العربي الثالث للمياه في القاهرة، الأربعاء، أن الأمن المائي العربي كلٌ لا يتجزأ، ونسيج واحد لا تنفصم عراه، داعيًا إثيوبيا إلى إظهار الانفتاح الكافي في المحادثات المتعلقة ببناء وتشغيل السد، ذلك أن مبادئ التفاوض بحسن نية والتشاركية والشفافية هي الكفيلة بإيجاد صيغٍ للتعاون واقتسام الموارد المائية بصورة تُبعد عن المنطقة شبح صراعات المياه التي طالما تنبأ بها كثيرون.
وشدد أحمد أبوالغيط، على أن أزمة المياه في العالم العربي واضحة بما لا يحتاج إلى بيان، وخطيرة بما لا يستدعي التفصيل، والمنطقة العربية لديها 1% فقط من مصادر المياه العذبة على مستوى العالم و40% من سكانها يعيشون في مناطق الشح المائي المُطلق، موضحًا أن هناك 14 دولة عربية من بين التسعة عشر دولة الأكثر معاناة من نُدرة المياه على مستوى العالم، وأخطر ما في الأمر أن الوضع المائي في الدول العربية لا يتجه إلى التحسن، وإنما إلى التدهور بل إلى التدهور المطرد في بعض المناطق، وفي ظل معدلات نمو سكاني تصل إلى 2.5%، وفي ضوء ندرة سقوط الأمطار وتكرار دورات الجفاف.. يتناقص نصيب الفرد العربي من المياه باستمرار، بكل ما ينطوي عليه ذلك من انعكاسات على أمننا الغذائي، حتى صارت المنطقة العربية أكبر منطقة عجز غذائي في العالم.
وقال أبوالغيط "لا نواجه أزمة ذات أبعاد ثابتة، وإنما خطرًا يستفحل باستمرار، ووضعًا يتدهور بمعدلات مُتسارعة.. وفي مواجهة تهديدات استثنائية على هذا النحو، فإن الحلول والإستراتيجيات يتعين أن تكون استثنائية أيضًا، وينبغي ألا تنصب السياسات والإستراتيجيات على ما هو قائم في اللحظة الراهنة من تحديات، وإنما على ما قد يحمله المستقبل من احتمالات ومآلات".
ودعا الأمين العام الدول العربية إلى التعامل مع ما يتهدد أمنها المائي، سواء في فلسطين أو مصر أو لبنان أو غيرها من الدول بإستراتيجية جماعية واضحة، وسياسة تكاملية شاملة تعكس الإرادة الجماعية للدول العربية .. إن هذا النهج هو ما يضمن للمنطقة صوتًا مؤثرًا ووزنًا معتبرًا في مواجهة أي افتئات أو جور من جانب أي طرف على الحقوق العربية.
أرسل تعليقك