القاهرة - مينا جرجس
كشف سكرتير البابا تواضروس للرعاية الاجتماعية القمص بيشوى شارل، عن تفاصيل برنامج جديد وضعته الكنيسة لخدمة الأسر الفقيرة والمحتاجة ضمن برنامج شامل للرعاية الاجتماعية، بدأته الكنيسة منذ أربعة أعوام في بداية عصر البابا تواضروس الثاني، ويحمل البرنامج الجديد اسم "علّم ابنك"، وهو نتاج رؤية الكنيسة وتقديرها لأهمية التعليم في حياة أبنائها، بحسب القمص بيشوي، مؤكّدًا أنّ الخدمة ترفع شعار "من حق الطفل أن يتلقى التعليم المناسب"، الأمر الذي دفع الكنيسة للتفكير في طريقة لتحسين جودة التعليم.
وأوضح سكرتير البابا تواضروس، أنّ الكنيسة بدأت منذ مطلع العام الجاري، برنامج "علّم ابنك" الذي أسس فصول تقوية في الكنائس في العديد من الأبراشيات في القاهرة والصعيد، وتتولى كل كنيسة حصر أبنائها من التلاميذ غير القادرين وتقوم بتوزيعهم وفقًا لمراحلهم الدراسية، ثمّ تعمل على تقسيمهم إلى مجموعات تقوية، تضم كل مجموعة 10 تلاميذ فقط، يتلقون الدروس في المواد التي يطلبونها داخل الكنائس التابعين لها، لافتًا أنّ الكنيسة حرصت على أن لا يضم الفصل الواحد أكثر من عشرة تلاميذ، كيّ تضمن أنّ الطفل يستوعب المادة الدراسية بعيدًا عن التكدّس في الفصول التي تشبه المواقف العامة، وتقضي على أي فرص لصعوبة الفهم والاستيعاب أو طرح الأسئلة، مشيرًا إلى أنّ الكنيسة تزوّد هذه الفصول بكافة احتياجاتها من أدوات مدرسية ومكتبية ومقاعد دراسية وتوفر الجو اللازم للدراسة فيها.
وشدّد سكرتير البابا تواضروس للرعاية الاجتماعية، على أنّ الكنيسة ترفض أن تتحمّل كافة تكاليف مجموعات التقوية بالشكل الذي يجعل الأسرة لا تشعر بقيمتها، لذلك فإن الكاتدرائية تتحمل 50% من النفقات، والكنيسة التابع لها الطفل تتحمل 25%، وأسرة الطفل تتحمل 25% الباقية، مضيفًا بالقول "نحرص على أن تدفع الأسرة مبالغ بسيطة لضمان حضور الطالب ومواظبته على الدراسة"، مؤكّدًا أنّ الكنيسة تعاقدت مع معلمين تربويين يعملون في تدريس هذه المواد وهم في الأغلب من معلمي نفس المدارس التي يدرس فيها الأطفال، كما أنّهم سيحصلون على أجر من الكنيسة مقابل هذا العمل، كشكل من أشكال المساعدة للمدرس وطريقة لحفظ كرامته ومساعدته في نفس الوقت، معلنًأ بقوله "بدأ البرنامج في أكثر من أبراشية والمعلمين سعداء به، وحرصًا منا على قيمة الانضباط فإننا نسجل الغياب والحضور للمعلمين والطلاب على حد سواء، ونبلغ المعلم غير الملتزم بعدم إمكانية الاستمرار معنا ونستبدله بأخر"، مشيرًا إلى أنّه رغم أنّ البرنامج في بدايته، لكنه منظم جدًا.
وبدأت الكنيسة منذ أعوام عدّة برنامجًا للرعاية الاجتماعية للأسر المحتاجة ماديًا، يهدف إلى سد احتياجات سائر المحتاجين المسيحيين حتى في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، مع العدالة في التوزيع على المحتاجين والاهتمام بالجانب الروحي وإجراء إحصائيات متنوعة عن أصحاب المهن المختلفة ونسبة الأمراض ونسب التعليم والأمية وعدد الأٍسر التي تحتاج سكن ملائم، مع الأخذ في الاعتبار توصيات المجمع المقدس التي تقضى بتخصيص 30% من إيرادات الكنائس للمحتاجين، و30% للمباني، و30% للإدارة والرواتب، و10% للطوارئ، وأطلق البرنامج الذى يرعاه البابا تواضروس شخصيًا دليل للخدمة يتعرّف من خلاله الكهنة على الطريقة المثلى للمشاركة في هذا البرنامج، الذي يسعى لإيجاد قاعدة بيانات لكل الأسرة المحتاجة في الكنيسة وسدّ حاجاتها بشكل منظم ومرتب.
أرسل تعليقك