دخل مجلس النواب المصري والحكومة، على خط المواجهة من اللعبة الإلكترونية الانتحارية "الحوت الأزرق"، حيث تحركت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحدد اجتماعًا عاجلًا لها خلال ساعات، لإعلان كيفية التعامل مع الأمر، وتحديد 20 تطبيقًا إلكترونيًا مماثلًا في حاجة لمواجهته وحظره.
وقال وكيل لجنة الاتصالات، أحمد بدوي، في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم"، إنه جاري تحديد مواعد اجتماع واستدعاء الخبراء المتخصصين من علماء النفس والاجتماع وخبراء الاتصالات، من أجل التصدي للظاهرة الخطيرة المتنامية مؤخرًا، مضيفًا "من حق الدولة المصرية أن تتخذ فورًا إجراءات تكفل لها حظر اللعبة، وجاري تحديد قائمة بـ 20 تطبيقًا آخر.
وتابع بدوي "اللعبة الانتحارية التي تدفع عشرات الشباب إلى إيذاء أنفسهم جسديًا ونفسيًا تعد تهديدًا مباشرًا للأمن القومي للبلاد، وأنه حال اعتبرتها الدولة خطرًا على الأمن العام والسلم الاجتماعي فيحق لأجهزة الدولة على الفور حظر اللعبة، وأن إجراء مماثلًا تم اتخاذه في عديد من بلدان العالم، وآخرها الجزائر.
من جانبه، حذر النائب محمد هاني الحناوي، عضو مجلس النواب، الحكومة من ظاهرة انتشار لعبة "الحوت الأزرق" التي تؤدي إلى انتحار من يدخلون إلى عالم اللعبة، مستنكرًا انتشارها بين الأطفال والمراهقين واستهدافها تلك الفئة، وأعلن عن انتهاءه من رفع طلب إحاطة برلماني عاجل، ضد رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ووزير الاتصالات ياسر القاضي، لحثهم على سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وطالب الحناوي الحكومة باتخاذ خطوات عاجلة وسريعة، لمنع دخول مثل هذه الألعاب الخطيرة عبر الإنترنت ووجودها على الهواتف المحمولة، خاصة أن المآل الأخير للعبة لايتوقف عند حد التحريض على العنف أو تشويه سلوكيات الأطفال، وإنما في الموت مباشرة .
وحكوميًا، أبرز الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام في وزارة التربية والتعليم المصرية، أن الوزارة حذرت الطلاب من لعبة الحوت الأزرق، مشيرًا إلى أنه تم التنبيه على المديريات والمدارس بضرورة توعية الطلاب بخطورتها وعدم تحميل اللعبة عبر الهواتف الذكية، مع التركيز على تفعيل الأنشطة بشكل كبير، وأضاف أن الوزارة سبق وأن وجهت خطابًا للمديريات التعليمية خلال مارس/ آذار الماضي، حذرت فيه من خطورة انجراف الطلاب على الألعاب الإلكترونية والبرمجيات الرقمية، التي من شأنها التأثير على حالتهم الذهنية وتدفع لإيذاء أنفسهم.
وبيّن رئيس القطاع، أن الوزارة شددت على مديري المديريات والإدارات التعليمية والمدارس، ومسؤولى الأنشطة، وكذلك الأخصائيين النفسيين ومجلس الأمناء والمعلمين بتوعية الطلاب، وعدم الاشتراك بمثل هذه الألعاب، حرصًا على سلامتهم.
من جانبها، صرحت الدكتورة أسماء عبدالعظيم، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن لعبة الحوت الأزرق، صممها شخص متخصص في علم النفس، ويستهدف بها المراهقين بسبب حب الفضول، خاصة أن تلك الفترة يكون المراهق ميالًا للاكتئاب، وأضافت لـ"مصر اليوم"، أن مدة اللعبة 50 يومًا، وفي اليوم 21 تكون اللعبة كافية لبرمجة عقل المراهق ويكون مهيأ تمامًا للاستجابة لأوامر هذه اللعبة، موضحة أن مصمم هذه اللعبة ذكي ويستطيع أن يسيطر بشكل كبير على اللاعبين.
وأشارت الاستشارية إلى أن شرط دخول اللعبة هو رسم "الحوت الأزرق" بآلة حادة على ذراعه، مؤكدة أن المراهق يستجيب للتعليمات، لأن لديه حب فضول للتعليمات التي تأتي بعد ذلك، موضحة أن اللاعب إذا حاول أن ينسحب من اللعبة يتم تهديده بقتل أسرته.
وظهرت لعبة "الحوت الأزرق" في روسيا على يد طالب علم النفس فيليب بوديكين، 22 عامًا، ووجدت طريقها لأكثر من دولة في العالم آخرهم كانت الجزائر، حيث ارتبطت بانتحار 5 أطفال خلال الأسبوع الماضي، ويواجه حاليًا مؤسس اللعبة حكمًا بالسجن لمدة 3 أعوام، بعد أن وجهت السلطات الروسية له تهمًا تتعلق بتحريض 16 مراهقة روسية على الانتحار من خلال المشاركة في اللعبة.
وقال بوديكين، في التحقيقات إنه يعتقد أن الفتيات اللاتي انتحرن يشعرن الآن بالسعادة، قبل أن يصفهم في تحقيقات رسمية بأنهم "نفايات بيولوجية" كان يجب التخلص منهم، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد سارعت بإعلان موقف شرعي رافض لمجرد "المشاركة في اللعبة" منذ البداية أو الإقدام عليها، حيث قالت في بيان رسمي صادر عنها منذ يومين: المشاركة في اللعبة المسمّاة بـ"الحوت الأزرق Blue Whale" حرام شرعًا، على كل من استُدرِج للمشاركة فيها أن يُسارِعَ بالخروج منها، ونهيب بالجهات المعنية تجريمَ لعبة" الحوت الأزرق"، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة.
وأوضحت الدار، أن الشريعة الإسلامية جاءت رحمةً للعالمين، واتجهت في أحكامها إلى إقامة مجتمعٍ راقٍ متكاملٍ تسوده المحبةُ والعدالةُ والمثلُ العليَا في الأخلاق والتعامل بين أفراد المجتمع، ومن أجل هذا كانت غايتُها الأولى تهذيبَ الفرد وتربيتَه ليكون مصدر خيرٍ للبلاد والعباد، وجعلت الشريعةُ الإسلامية الحفاظَ على النفس والأمن الفردي والمجتمعي مقصدًا من أهم المقاصد الشرعية؛ التي هي: النفس، والدين، والنسل، والعقل، والمال. فكل ما يتضمن حفظ هذه المقاصد الخمسة فهو مصلحةٌ، وكل ما يفوتها فهو مفسدةٌ ودفعها مصلحة.
ونوهت الإفتاء بأن الشريعةُ الإسلامية، قررت أن الأصلَ في الدماء الحرمة، وسنَّت من الأحكام والحدود ما يكفل الحفاظ على نفوس الآدميين، ويحافظ على حماية الأفراد واستقرار المجتمعات، وسدَّت من الذرائع ما يمكن أن يمثل خطرًا على ذلك في الحال والمآل.
ويشار إلى أن اللعبة قد دفعت نجل نائب مصري سابق للانتحار الخميس الماضي، وهو النائب حمدي الفخراني، وذكرت الدكتورة ياسمين الفخراني، شقيقة الشاب المنتحر على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن لعبة الحوت الأزرق وراء انتحار شقيقها، خاصة أنهم عثروا في غرفة نومه على أوراق تحوي إشارات خاصة باللعبة وصورة حوت وإشارات غير مفهومة.
وأضافت نجلة البرلماني المصري السابق، إن شقيقها كان ملتزمًا دينيًا ولا يمكن أن ينتحر بهذه السهولة، خاصة أنه لا توجد مشاكل أو أزمات يمكن أن تدفعه لذلك، موضحة أن اللعبة تحدته وهزمته وجعلته ينتحر، مؤكدة أن تلك اللعبة مليئة بخرافات وخزعبلات، طالبة من متابعيها مراقبة الهواتف المحمولة والحواسيب الإلكترونية الخاصة بأبنائهم حتى لا يقعوا فريسة لتلك اللعبة التي قتلت شقيقها، مؤكدة أن الضعيف هو من ينهزم في هذه اللعبة القاتلة ويمكن أن يصرخ في آخر لحظة دون أن يجد من ينقذه من مصيره المؤلم .
وكشفت ياسمين أنها عثرت على أوراق بها 50 مستوى من اللعبة تبدأ كما تقول بتعليمات وأوامر تافهة حتى تصل للاستحواذ التام على اللاعب، مرورًا بتعليمات له تطلب مشاهدة أفلام رعب معينة وسماع أغانٍ معينة، مشيرة إلى أنها وجدت شقيقها مدونًا لتلك التعليمات حرفيًا ثم ألقاها في سلة القمامة بالمنزل، وذكرت أنها عثرت على ورقة بها تعليمات لشقيقها بالسرية التامة، وكان آخر أمر له بمسح اللعبة قبل أن يتلقى الأمر الأخير بالانتحار، محذرة من لعبة أخرى اسمها مريم شبيهة بنفس لعبة الحوت الأزرق
أرسل تعليقك