القاهرة – عصام محمد
شهدت منطقة الواحات الصحراوية الواقعة غرب الجيزة، معركة حامية الوطيس بين قوات الأمن وعناصر متطرفة مسلحة، بعد أن داهمت مأمورية أمنية من قطاعات الأمن الوطني والعمليات الخاصة ووحدة مكافحة التطرف وقطاع الأمن العام في وزارة الداخلية، موقعًا على بعد نحو 35 كيلو مترًا في عمق الصحراء من نقطة الكيلو 135 على طريق الواحات، لتوقيف عناصر مسلحة، دلت المعلومات الأولية على اتخاذهم من الموقع معسكرًا تدريبيًا، للتجهيز والتخطيط لتنفيذ عمليات عدائية ضد منشئات شرطية في البلاد خلال الفترة المقبلة.
وقالت المصادر إنه عقب ورود معلومات باتخاذ العناصر الموقع كمعسكر تدريبي، تم تجهيز مأمورية أمنية معززة بوحدات قتالية من إدارة العمليات الخاصة في الداخلية، شاركت فيها مدرعات قتالية وسيارات دفع رباعي، وداهمت الموقع، ووقعت معركة دامية بين قوات الأمن والعناصر، والتي استخدمت قذائف صاروخية "آر. بي. جي" وقنابل يدوية وبنادق آلية في المعركة.
وأمدت وزارة الداخلية "مأمورية الواحات"، بتعزيزات قتالية مدعمة بغطاء جوي "طائرات هيليكوبتر" لإجلاء الضحايا والمصابين وملاحقة العناصر التي فرت عبر دروب صحراوية إلى اتجاه الغرب، وأغلقت أجهزة الأمن في وزارة الداخلية كل الطرق المؤدية إلى مناطق العمليات في الواحات، بخاصة في المناطق الحدودية في نطاق محافظات الفيوم والجيزة والوادي الجديد، فيما نصبت عشرات الأكمنة الثابتة والمتحركة للتضييق على الجناة.
ورجحت مصادر أن عناصر متطرفة تتبع بشكل مباشر تنظيم "داعش"، كانت طرفًا في المعركة المسلحة التي دارت رحاها عصر الجمعة، واستمرت نحو ساعة، وأن من بين القائمين على المعركة هشام عشماوي، المتهم في حادث الفرافرة، بالتنسيق مع جماعة أنصار الشريعة التي تتخذ من دولة ليبيا المجاورة تمركزًا لها.
وقالت المصادر إن الحصيلة الرسمية الأولية لشهداء منطقة الواحات في الجيزة، ارتفعت إلى ٥٤ شهيدًا، معظمهم ضباط شرطة، تم نقلهم إلى مستشفيات الشرطة في العجوزة والمركز الطبي العالمي، على أن يتم تشييع جنازات الشهداء في محافظات عدة السبت.
ورفعت وزارة الداخلية من حالة الطوارئ في كافة قطاعاتها وإداراتها، وقطعت إجازات الضباط والأفراد والمجندين، وأعلنت حالة التأهب القصوى، لملاحقة الجناة وتوقيفهم، فيما فتح تحقيق عاجل في الحادث، للوقوف على أبعاده وملابساته، وتقديم تقرير وافٍ للقيادة السياسية.
أرسل تعليقك