القاهرة – علي السيد
أوضح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أنه تناول مع رئيس وزراء أثيوبيا التعاون في إطار دول حوض النيل وتعزيز التنمية المشتركة، مبينًا أن نهر النيل يتمتع بموارد هائلة ليكون مصدرًا للتعاون وليس للصراع، بما فيها مجالات الربط الكهربائي والصناعة والزراعة من خلال مبدأ المنفعة المشتركة، وأضاف" لدينا نماذج ناجحة عديدة من خلال التعاون دون الإضرار بأي طرف وعدم قيام أي طرف بإجراءات أحادية".
وشدد السيسي على أنه أكد على ضرورة تفهم شواغل الطرف الآخر خاصة وأنها تتعلق بشريان الحياة الرئيسي وهو نهر النيل، والذي يعتمد عليه الشعب المصري، معربًا عن القلق البالغ من جمود المفاوضات الخاصة بسد النهضة وضرورة الالتزام بإعلان اتفاق المبادئ الموقع في مارس 2015، قائلًا "إننا نقدر ما تقدمه إثيوبيا من حرصها على عدم الإضرار بمصالح مصر المائية وأن السبيل الأمثل لذلك هو استكمال الدراسات المطلوبة لآثار السد على دول المصب".
وأشار السيسي إلى أن مصر طرحت مشاركة البنك الدولي في اجتماعات اللجنة الفنية لسد النهضة كطرف محايد، حيث أن تم طرح مشاركته كطرف محايد في مفاوضات دراسة آثار السد كان لخلق الارتياح بين الأطراف الثلاثة، مبينًا أن هذا الإجراء كان لتسريع التقدم في المفاوضات، مشيرًا إلى أنه اتفق مع رئيس وزراء إثيوبيا على دراسة محددة لهذا الأمر والوصول لتصور بشأنها.
وقال الرئيس السيسي، إن كلًا من مصر وإثيوبيا بحثا عقد جلسات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، حيث تربطهما علاقات ممتدة عبر آلاف السنين ويجمعهم نهر النيل الذي كان ولا زال مصدرًا رئيسيًا للحياة لشعبي البلدين، مشيرًا إلى أن أهمية الزيارة لا تنبع فقط مما تتيحه من فرص للتعاون الاقتصادي والسياسي بين مصر وإثيوبيا، وإنما إشارة واضحة على ما لدينا من إرادة سياسية وعزم لتجاوز أي عقبات بين البلدين.
وأكد الرئيس السيسي على أن نتائج أعمال اللجنة المشتركة خرجت بالعديد من الاتفاقيات في المجال الصناعي والسياسي، مشيرًا إلى أنه بحث مع ديسالين التعاون الاقتصادي بين البلدين في ضوء اهتمام القطاع الخاص المصري لزيادة استثماراته في إثيوبيا.
من جانبه، بيّن رئيس وزراء إثيوبيا، هيالي ماريام ديسالين، أنه ناقش مع الرئيس المصري تعزيز العلاقات المشتركة، مشيرًا إلى أن هناك دور هام لعبته البلدين في تنمية القارة الأفريقية ومواجهة التحديات التي مرت بها المنطقة، موضحًا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري في القاهرة، أنه بحث مع السيسي مواجهة ظاهرة الإرهاب، معربًا عن إدانته للأحداث المتطرفة التي تعرضت لها مصر.
ونوه ديسالين، بأنه تحدث عن نهر النيل والذي يعد الرابط بين الشعبين المصري والإثيوبي، قائلًا "اتفقنا على أن هذا النهر لا يجب أن يكون للخلاف أو الصراع أو التنافس وإثيوبيا تزدهر وترتقي ولكن نريد أن نتقدم كأمة أفريقية مسؤولة وتلهم الآخرين ولا تهددهم، ويجب على حكومتنا أن تدعم هذا الهدف ونفهم تخوف الشعب المصري ولكن مصر تفهم طموحات إثيوبيا ورغبتها في التقدم ويجب أن نفهم أراء ومواقف بعضنا البعض".
وأضاف ديسالين: "أن مصر يجب أن تثق بأن إثيوبيا تلتزم بما تم الاتفاق عليه، وإن بناء سد النهضة جاء لتنمية إثيوبيا والأمر لن يؤثر على مصر أبدًا بشكل سلبي ولن نحدث أي ضرر لأي بلد وهذا أساس التعاون المشترك، وأن مصر تبحث عن التنمية وستفهم التنمية في أديس أبابا والتنمية سوف تساهم في تنمية السودان ومصر أيضًا".
وشدد رئيس وزراء أثيوبيا على ضرورة خلق الثقة بين البلدين، وأنه سوف يستمر في التواصل مع السيسي للوصول إلى حلول لأي مشاكل تواجه مصر وإثيوبيا، مشيرًا إلى أنه يطمأن الشعب المصري بأن إثيوبيا وشعبها لن يشكلوا خطرًا أو تهديدًا لأخواتهم في مصر ولا يجب ابن من أبناء النيل أن يعطش ولدينا الكثير من الفرص المشتركة للتعاون حتى نصل لحياة أكثر ازدهارًا، قائلًا إن مصر من خلال رئيسها تقدمت باقتراح مشاركة البنك الدولي كطرف محايد في دراسة آثار السد وسيتم مناقشته في اجتماع ثلاثي من أجل الوصول لنتيجة بشأنه.
أرسل تعليقك