c إشكاليات “عميقة” تواجه دعوات التفاهم وإنهاء الخلاف بين مصر وتركيا - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القاهرة لا ترى “مصداقية” في خطاب أنقرة الساعي لـ”تهيئة العلاقات”

إشكاليات “عميقة” تواجه دعوات التفاهم وإنهاء الخلاف بين مصر وتركيا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إشكاليات “عميقة” تواجه دعوات التفاهم وإنهاء الخلاف بين مصر وتركيا

وزارة الخارجية المصرية
القاهرة - مصر اليوم

لا تعرف العلاقات السياسية بين الدول ثابتًا، كما أن تحولاتها لا يمكن أن تنشأ من فراغ، بل إن الوقائع التي قد تستحق وصفها بـ”المفاجئة” لا تظهر دون مقدمات يفلح البعض في فهمها؛ وهكذا فإنه يصعب القول إن العلاقة ما بين مصر وتركيا بصدد الانتقال الآن من مرحلة الخلاف إلى التفاهم، رغم “الإشارات المبطنة بدعوات من أنقرة إلى توافق ما.

والواقع أن حصر الخلاف بين القاهرة وأنقرة، باعتبارهما طرفي خصومة أو حتى تنافس، يظل قاصرًا عن رؤية خريطة النفوذ والتحالف في المنطقة، وهذه أولى الإشكاليات أمام دعوات التفاهم. فمصر المنخرطة في “التحالف الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب”، الذي يضمها مع “السعودية، والإمارات، والبحرين” في نسق سياسي مغاير لتوجهات تركيا في المنطقة، لن تتحرك وفق المعطيات الراهنة باتجاه “تفاهم”، أو “تنسيق” مع أنقرة بشكل فردي، إذ لا تزال صلابة تلك الآلية ظاهرة وقائمة في مواجهة مناوئيها، بل إنها ازدادت ربما تماسكًا على مستوى أهدافها، بعد تعثر “محادثات المصالحة مع قطر” في فبراير (شباط) الماضي.

النظرة الأولى لتموضع القاهرة وأنقرة على خريطة التحالفات الإقليمية تستبعد إذن، بدرجة ما، “التقارب الفردي”، خصوصًا إذا ما وضعنا في الاعتبار ما عبر عنه مصدر مصري مسؤول، أكد أول من أمس، أن تركيا “دائمة الدعوة لفتح قنوات اتصال مع مصر حتى على المستوى السري، لكن مصر في هذا الملف، بالإضافة إلى الملف القطري، تعمل في إطار التعاون والتنسيق مع السعودية والإمارات والبحرين، ولا تتحرك بشكل فردي إطلاقًا”.

أما ثاني الإشكاليات أمام مُضي الدعوات التركية للتفاهم باتجاه التنفيذ، فهي “آيديولوجية” حسبما يمكن رصده في الخطاب السياسي التركي، المشغول قولًا وفعلًا بتعضيد جماعات “الإسلام السياسي”، وأبرزها “الإخوان” المسلمون. ويستطيع الفاحص لإفادات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ومستشار رئيس حزب “العدالة والتنمية”، ياسين أقطاي، التي تبدو في جانب منها متضمنة لـ”دعوات التفاهم”، ومحملة بتعبيرات “التقدير للجيش المصري”؛ التوصل إلى أنها لا تتجاوز أحداث “ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013”، التي أطاحت بحكم الإخوان المدعوم تركيًا، بعد مظاهرات شعبية حاشدة ضده، والتي يتمسك المسؤولون الأتراك بالتعاطي معها بوصفها “انقلابًا”.

ومثلت تلك التعبيرات المنحازة لجماعة، باتت السلطات المصرية تصنفها بـ”الإرهابية”، عقبة أشارت إليها القاهرة عبر وزارة الخارجية المصرية، التي قالت في بيان أمس، إن حديث وزير الخارجية التركي “الذي تضمن - من بين إشارات مختلفة - تناولًا سلبيًا حول ما شهدته مصر من تطورات سياسية، تتصل بـ(ثورة 30 يونيو)، يؤكد استمرار التشبث بادعاءات منافية تمامًا للواقع، بهدف خدمة توجهات آيديولوجية”.
وزاد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، موضحًا أن بلاده تعبر عن “الرفض الكامل لهذا النهج”، منوهًا إلى أن “الاستمرار في الحديث عن مصر بهذه النبرة السلبية، وفي الوقت نفسه بهذا القدر من التناقض، يكرس افتقار المصداقية إزاء أي ادعاء بالسعي لتهيئة المناخ المناسب لعلاقات قائمة على الاحترام، والالتزام بقواعد الشرعية الدولية”.

وبشكل قانوني وسياسي تأتي الإشكالية الثالثة، إذ إنه من غير المتصور أن تتفاعل القاهرة مع دعوات أنقرة، بينما تستضيف مطلوبين في جرائم ذات طابع “إرهابي” دون حسم لتلك القضية. فمن جهة لا تتوقف وسائل الإعلام المصرية، وكذلك حيثيات أحكام قضائية عدة، عن تحميل تركيا نصيبها من المسؤولية في الدعم، بالإيواء والمال، لأنشطة وأشخاص ووسائل إعلام يسلطون أنشطتهم على مجابهة نظام الحكم المصري، ولن يكون من السهل بطبيعة الحال على تركيا التخلي عن تلك الأدوات “المهمة” في تحركاتها ضمن ملفات أخرى ضد القاهرة، وعواصم عربية أخرى لا تتوافق مع أنقرة.

وإذا كان هواء الفضائيات مُحمّلًا بإشكاليات تستبعد التوافق السريع بين مصر وتركيا، فإن سطح البحر ليس أفضل حالًا، وعلى صفحته تطفو الإشكالية الرابعة. فقد دخلت القاهرة وأنقرة في مساجلات قانونية عدة بشأن التنقيب في المتوسط، كما ازدادت الأمور سخونة مطلع الشهر الماضي بسبب “تداخل” إحدى المناطق الاقتصادية الخالصة، التابعة لمصر، مع خطط تركية لخطط المسح (قبل التنقيب) في مياه المتوسط، وأبدت الخارجية المصرية حينها اعتراضها على “الإنذار الملاحي الصادر من تركيا بقيام إحدى سفنها لأعمال المسح”، مؤكدة أن هناك “تداخلًا بالنقطة رقم (8) الواردة بالإنذار الملاحي (التركي) مع المنطقة الاقتصادية الخالصة المصرية”.
أما خامس إشكالية فمسرحها ليبيا، الجارة الغربية الملاصقة لمصر، لكن حكومتها المعترف بها دوليًا (الوفاق الوطني) هي التي وفرت غطاءً - بغض النظر عن مدى شرعيته الدولية - يسمح بوجود تركيا في الأفق، بحرًا وبرًا.

ولعل أكبر تعبير عن تصارع الإرادات بين مصر وتركيا ما ظهر في تحديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للشريط، الممتد بين مدينتي سرت والجفرة في ليبيا، باعتباره “خطًا أحمر” لبلاده، ولن يُسمح بتجاوزه من قبل “الميليشيات والقوات الأجنبية الداعمة لها”. في إشارة لحكومتي طرابلس وأنقرة، وهو الخط الواقع تحت سيطرة “الجيش الوطني”. لكن وفي المقابل يؤكد المسؤولون الأتراك أنهم متمسكون بوقف إطلاق النار بعد تراجع قوات “الجيش الوطني” المدعوم من مصر عن تلك المنطقة.
وبغض النظر عما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات، لن تكون “مفاجئة” على الأرجح؛ فإنه من غير المتوقع أن تفضي الدعوات التركية إلى نتائج ملموسة، ما لم نشهد قبلها تغييرات لافتة لحلحلة تلك الإشكاليات بين البلدين.

قد يهمك أيضا :  

وزارة الخارجية المصرية تؤكد دعمها لمساعي السعودية لدفع مسيرة الحل السياسي في اليمن

مصر تدعم كل ما يتخذه تحالف دعم الشرعية في اليمن من إجراءات للتعامل مع الحوثي

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إشكاليات “عميقة” تواجه دعوات التفاهم وإنهاء الخلاف بين مصر وتركيا إشكاليات “عميقة” تواجه دعوات التفاهم وإنهاء الخلاف بين مصر وتركيا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران

GMT 04:42 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتصدر تويتر بعد الهزيمة التاريخية أمام إستون فيلا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon