القاهرة – علي السيد
آثار ارتفاع الأسعار هذا العام خلافًا حول قيمة زكاة الفطر، وذلك بعد أن حددتها دار الإفتاء المصرية بقيمة 12 جنيهًا للفرد كحد أدنى، وذلك بعد أن كانت 7 جنيهات للفرد في العام الماضي، حيث رأى البعض أن القيمة المعلنة أقل من قيمة السلع في الأسواق مثل الأرز والقمح والفول والعدس.
واعتبر مواطنون أن القيمة المعلنة من دار الإفتاء تم اعتبارها على أقل سعر في السوق للحبوب وإنها يفضل أن توزع كحبوب وليس في شكل أموال حتى تلائم القيمة المحددة لأن قيمة الحبوب بـ12 جنيها لا تتناسب مع القيمة المحددة سواء كان أرز أو فول أو عدس أو قمح أو غيرها من الأنواع الأخرى.
وقال أحمد عبد المنعم "صاحب محل علافة وعطارة" إن سعر كيلو الدقيق 8 جنيهات وسعر الأرز 9 جنيهات وسعر العدس 16 جنيها، فإذا تم شراء 2 كيلو من الحبوب سيتعدى قيمة الـ 12 جنيها التي تحدثت عنها دار الإفتاء كحد أدنى حسب أسعار السوق".
وأشار عبد المنعم أن فكرة توزيع زكاة الفطر في شكل حبوب ليست مفضلة لدى الكثير ولم يرغب البعض في شراء حبوب لتوزيعها ضمن زكاة الفطر وكافة السلع المباعة للاستخدام الشخصي فقط، ولم يطلب منه شراء أشياء للزكاة وحسب الوزن المطلوب لكل منها والمحدد لها.
فيما قال محمد حسين "54 عاما" إنه ملتزم بفتوى دار الإفتاء وسيتم توزيع الحد الأدنى لزكاة الفطر عن نفسه وزوجته وأولاده القصر، وأنه سيقوم بتوزيع 60 جنيها عن زوجته وأولاده الأربعة، مشيرا إلى أن دار الإفتاء من تتحمل مسؤولية ذلك.
وحددت دار الإفتاء المصرية بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية الذي يرأسه الإمام الأكبر أحمد الطيب، بتحديد قيمة زكاة عيد الفطر، حيث بلغت 12 جنيه للفرد الواحد، الإختلاف كان في الماضي بين العلماء عن الوسيلة التي تخرج بها الزكاة من كل مسلم، هل تخرج بالمال أم بالحبوب، بينما مالت دار الإفتاء المصرية إلى وجه نظر ورأي الإمام أبي حنيفة، حيث أقر الإمام أنه هناك جواز بإخراج زكاة الفطر بالنقود لتكون بديلة عن الحبوب، وذلك من أجل التيسير للفقراء بسرعة جلب مطالبهم واحتياجاتهم.
وأكد مفتي مصر شوقي علام أن آخر موعد لإخراج زكاة عيد الفطر قبل صلاة العيد وذلك من أجل صواب أجرها، وأيضًا ليكون هناك وقت كافي لجميع الفقراء والمساكين بقضاء حاجتهم لتعم الفرحة على الكل فقير وغني على حد السواء، وإذا تم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، هنا أصبحت صدقة وليست زكاة.
وزكاة الفطر هي نوع من أنواع الزكاة الواجبة على كل مسلم ومسلمة، وهي صدقة مُقدَّرة عن كلِّ مسلم تدفع قبل صلاة عيد الفِطر في مصارف معيَّنة، وقبل انقضاء صوم رمضان، وهي زكاة تُدفعُ مرة واحدة فقط في العام، وهي مفروضة على الأشخاص، وليس على الأموال، فلا يهم مقدار مال الشخص ولا نوعه، ولكنها واجبة على عدد أفراد الأسرة بما يُعادل مقدار صاعٍ من بُر أو شعير أو أرز ونحوهم.
وهي تجب على ربِّ الأسرة وكل فرد هو مسؤول عنه من زوجة وأبناء، كما يُستحبُّ إخراجها عن الجنين في رحم أمه، أما إخراجها عن الميت فهي صدقة عنه وليست زكاة فطر على الإطلاق، وفرضت من أجل تطهير نفوس الصائمين، وليس لتطهير الأموال كما في زكاة المال، وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها.
أرسل تعليقك