انطلقت في العاصمة الصينية بكين، الأحد، أعمال الدورة العشرين للمؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني وسط توقعات بقرارات حاسمة على صعيد القيادات وسياسات الحزب خلال الدورة الخمسية القادمة. وفي كلمته، قال شي جينبينغ، أمام مندوبي الحزب: "المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني هام جدا وينعقد في لحظة حساسة، عندما يبدأ الحزب بأكمله والشعب من جميع المجموعات الإثنية برحلة جديدة لبناء بلد اشتراكي حديث بشكل شامل". وبينما توقع خبراء أن يشهد المؤتمر تأمين ولاية ثالثة للرئيس الصيني كزعيم للحزب الحاكم ورئيس للبلاد حيث ألغى في 2018 حدود الولاية الرئاسية، لم يحسم بعد موقف الرجل الثاني حيث أعلن سابقا لي كه تشيانغ أن هذا العام هو الأخير له بعد 9 سنوات بالمنصب.
وأكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الأحد، على رفض بكين "عقلية الحرب الباردة" في الدبلوماسية الدولية، وندد بتدخل قوى خارجية في تايوان، وذلك خلال خطاب بمناسبة افتتاح المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني في قاعة الشعب الكبرى في بكين.
وقال إن "الصين.. تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية كما تعارض ازدواجية المعايير"، من دون أن يأتي على ذكر العلاقات مع واشنطن، بحسب فرانس برس.
وشدد على أن بكين "لن تسعى إطلاقا إلى الهيمنة ولن تنخرط في (أنشطة) توسعية"، بينما أكد أن بلاده "لن تلتزم أبدا بالتخلي عن استخدام القوة" في تايوان. وتعهد شي جينبينغ في خطابه بخوض "كفاح كبير ضد النزعة الانفصالية والتدخل" في جزيرة تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي.
وأضاف "لقد أظهرنا عزمنا القوي وقدرتنا على حماية سيادة الدولة ووحدة أراضيها ومعارضة استقلال تايوان". وأشار، في الوقت ذاته، إلى أن "الوضع في هونغ كونغ حقق تحولا كبيرا من الفوضى الى الحكم".ورد المندوبون الحاضرون بتصفيق حاد.
وقال شي، البالغ من العمر 69 عاما، إن الحزب الذي يضم 96 مليون عضو "انتصر في أكبر معركة ضد الفقر في تاريخ البشرية"، وفقا لرويترز.
وقال شي جينبينغ، أمام مندوبي الحزب "المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني هام جدا وينعقد في لحظة حساسة، عندما يبدأ الحزب بأكمله والشعب من جميع المجموعات الإثنية برحلة جديدة لبناء بلد اشتراكي حديث بشكل شامل"، بحسب فرانس برس.
ومن جانبه قال المكتب الرئاسي في تايوان، الأحد، إن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي لن تتخلى عن سيادتها أو تتنازل عن الحرية والديمقراطية، وإن شعبها يعارض بوضوح فكرة بكين عن إدارتها وفقا لمبدأ "بلد واحد ونظامين".
وأكدت الرئاسة التايوانية أن الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجانبين، وأن اللقاء في ساحة المعركة ليس خيارا مطروحا.
وقد تصاعد التوتر في مضيق تايوان مؤخرا ووصل إلى أعلى مستوياته منذ عقود في أغسطس الماضي (2021) مع قيام الصين بعرض قوة غير مسبوق ردا على زيارة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايبه.
إذ أجرت بكين حينها مناورات عسكرية استمرت أسبوعا بمشاركة طائرات مقاتلة وصواريخ وسفن حربية في مياه تايوان وأجوائها، ما اعتبرته تايوان تدريبا على عملية اجتياح.إلا أن واشنطن ردت عبر إقرار قانون يسمح بزيادة الدعم العسكري للجزيرة شبه المستقلة، لمدة 4 سنوات، ما صب الزيت على النار وأشعل غيظ بكين.
ومن المتوقع أن يستمر المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الحاكم أسبوعا، حيث يتوقع على نطاق واسع أيضا أن يفوز خلاله بفترة رئاسة ثالثة ويعزز مكانته كأقوى حاكم للبلاد منذ ماو تسي تونغ.
والذي يعقد دائما في الخريف لمدة أسبوع. ويتجمع حوالي 2300 من كبار أعضاء الحزب في قاعة الشعب الكبرى في بكين.بينهم 200 عضو في اللجنة المركزية يتمتعون بحقوق التصويت بالإضافة إلى 170 بديلًا لهم. واللجنة المركزية هذه مسؤولة عن انتخاب المكتب السياسي المكون من 25 عضوًا.وفي طبقة أضيق داخل الحزب، يتم تعيين أقوى 7 من أعضاء المكتب السياسي، فيما يعرف بـ"اللجنة الدائمة للمكتب السياسي".
ومؤتمر الحزب الحاكم هو أهم اجتماع في الدورة السياسية الخمسية للحزب الشيوعي الصيني. وتعلن خلاله ترقيات جديدة وتعيينات رئيسية بما في ذلك زعيم الحزب ويمرر تقييمًا لتقدم الحزب. ويحدد اتجاه الدورة الخمسية التالية وسياسات الحزب.
قـد يهمك أيضأ :
مايك بومبيو يُحمل "بكين" مسؤولية الاشتباك الحدودي مع الهند
السيسي يؤكد حرص مصر على جذب الاستثمارات الصينية وتعزيز التعاون المشترك
أرسل تعليقك