القاهره - مينا جرجس
تستعد الكنائس حول العالم للاحتفال بعيد الميلاد "الكريسماس" ورأس السنة الميلادية، وسط إجراءات أمنية موسعة وتهديدات من تنظيم داعش المتطرف، حيث تم نصب شجرة الميلاد، وسط ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وأضاءت بيت لحم في ساحة كنيسة المهد شجرة الميلاد وسط حضور رسمي وشعبي.
الشجرة التي تم نصبها في الفاتيكان تم نقلها من بولندا إلى الفاتيكان، كهدية للبابا وللمشاركة بها في احتفالات رأس السنة الميلادية، ويبلغ ارتفاعها نحو 30 مترًا وقطرها 7 أمتار، فالاحتفال ببدء السنة الميلادية- الكريسماس- يوحد الطوائف المسيحية، ففي الوقت الذي تحتفل بعض الكنائس في الغرب بعيد الميلاد في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تحتفل الكنائس الشرقية به في السابع من يناير/ كانون الثاني 2018؛ فالفاتيكان والكنائس الكاثوليكة والكنيسة الكاثوليكية في مصر- وكنيسة الروم الأرثوذكس تحتفل به خلال ديسمبر/ كانون الأول الجاري، فيما تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكنيسة الروم الأرثوذكس في فلسطين وروسيا في السابع من يناير/ كانون الثاني.
وبالرغم من أن الكتاب المقدس لم يحدد موعد ميلاد المسيح، إلا أن الاختلاف يرجع إلى التقويمين الغريغوري واليولياني، ونتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 يناير ونهار 7 يناير/ كانون الثاني.
وفي مصر بدأت الكنائس في الإعلان عن حفلات رأس السنة، حيث تنظم الكنائس الصلوات الطقسية، والتي يعقبها احتفال كنسي بحضور المصلين، ببدء السنة الميلادية الجديدة، ويحرص المسيحيون في مصر على تزيين منازلهم بشجرة عيد الميلاد، والمزود "مهد المسيح" وتناول الأسماك، حيث أن الاحتفال يأتي في الوقت الذي يصومون فيه 43 يومًا تنتهى يوم 7 يناير/ كانون الثاني الموافق 29 كيهك من الأشهر القبطية.
الأصل في هذا الصوم أن تكون مدته 40 يومًا فقط، والثلاث أيام أضيفت إلى مدة الصوم في عهد البابا إبرام ابن زرعة الـ62 (975 -979 ) تذكارًا للأيام الـ 3 التي صامها الأقباط قبل نقل جبل المقطم.
وكان أول من فرض صوم الميلاد بصفة رسمية في الشرق هو البابا خريستوذولس البطريرك السادس والستون من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية "1046- 1077"، وفي عام 1602 أمر البابا غبريال الثامن أن يبدأ صوم الميلاد من أول شهر كيهك وفصحه عيد الميلاد أي أن يكون لمدة 28 يومًا فقط، ولكن بعد وفاته بفترة قصيرة عادت الكنيسة القبطية إلى صومه 43 يومًا.
يمتنع الصائم عن نوع معين من المأكولات والمشروبات مثل اللحم والبيض والألبان وسائر المشروبات المسكرة، فيما يسمح بتناول الأسماك خلال الصوم الذي يسبق عيد الميلاد، أما المزود الذي تتزين به الكنائس والبيوت المسيحية يشير إلى" مزود البقر" حيث ولد المسيح طبقًا لما جاء في الكتاب المقدس، فيما اختلفت الأقاويل بشأن دلالة " شجرة الكريسماس" ففي الفلكور المسيحي تحمل معنى روحىي حيث احتمت بها العائلة المقدّسة خلال رحلة هروبها إلى مصر، بإحدى شجرات الراعي مدّدت أغصانها وأخفت العائلة من هيردوس الذي كان يطارهم.
وفي الغرب يعود استخدام الشجرة بطقوس خاصّة بالخصوبة، في القرن الرابع في إنجلترا، وفي فرنسا وتحديدًا في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا، اعتبرت الشجرة تذكيرًا بـ"شجرة الحياة" الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزًا للحياة والنور.
وفي ألمانيا بدأ استخدام الشجرة في القرون الوسطى بألمانيا، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله "ثور" إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، وفي عام 727 م أوفد إليهم البابا بونيفاسيوس مبشرا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل ومن ثم قام بتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزًا لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح.
أرسل تعليقك