القاهرة – أكرم علي
تنتظر مصر تعيين وزير خارجية جديد في السودان بعد إقالة إبراهيم غندور قبل أيام ,من أجل تحديد موعد جديد للاجتماع الثلاثي المرتقب التي دعا له وزير الخارجية المصري سامح شكري لبحث مسار سد النهضة عقب فشل الاجتماع التساعي التي استضافته الخرطوم بداية الشهر الجاري ولم يسفر عن نتائج حاسمة للملف.
وتأمل مصر سرعة تعيين وزيرًا جديدًا للخارجية السودانية من أجل استكمال مفاوضات سد النهضة، خصوصًا وإن عنصر الوقت لم يكن في صالح مصر والسودان (دولتي المصب) وأن القاهرة تأمل الوصول إلى نتائج دراسة آثار سد النهضة قبل بدء التشغيل التجريبي والتي تسعى إثيوبيا لإتمامه في أقرب وقت ممكن.
ويأمل السودان في أن تفي إثيوبيا بوعودها الخاصة بمنح السودان فائض إنتاج السد من الكهرباء، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، وأثر ذلك الموقف السوداني سلبا على العلاقات القوية بين القاهرة والخرطوم، إلا أن غندور ونظيره المصري سامح شكري كانا يعملان على إصلاح العلاقات بين البلدين تدريجيا.
وقال سفير مصر الأسبق في الخرطوم محمد الشاذلي إن مصر تريد تعيين وزير جديد للسودان في أسرع وقت حتى لا يؤثر إقالة غندور على سير الاجتماعات الخاصة بسد النهضة وهو ما يصب في مصلحة إثيوبيا التي تعتمد على عامل الوقت وتواصل أعمال البناء في الوقت التي تبينه خلالها أنها مستعدة للمفاوضات مع القاهرة والخرطوم.
وأوضح السفير محمد الشاذلي لـ"مصر اليوم" أنه يجب أن تدعو مصر لعقد اجتماع اللجان الفنية أو على مستوى وزراء الري حتى لا تنقطع مسار المفاوضات لحين تعيين وزير جديد للخارجية في السودان، وحتى لا يكون هناك غياب لاستمرار المفاوضات.
وأعلن وزير الخارجية سامح شكري في لقاء مع أحد القنوات التلفزيونية، أن مصر لم يصلها رد من إثيوبيا أو السودان بشأن دعوتها لعقد جولة أخرى من مفاوضات سد النهضة في القاهرة.
وأبدى شكري أسفه بشأن توقف المحادثات، وقال "رغم كل ما بذلناه لا نرى تفاعلًا بنفس قدر الاهتمام الذي نبديه وبالتالي سننتظر حينما يكون هناك رغبة من شركائنا لإثارة هذه الموضوع، لكن على الجميع أن يعلم أن مصر لن يُفرض عليها وضع قائم أو وضع مادى يتم من خلال فرض إرادة طرف على آخر وهذا غير مقبول."
و أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقي علي الحفني, أنه لابد من مخاطبة الجانب السوداني بضرورة العودة لمسار مفاوضات سد النهضة في أسرع وقت ممكن، وأن يكون هناك اجتماع قريب على مستوى وزراء الري من أجل استكمال المفاوضات الفنية لحين انعقاد اجتماع وزراء الخارجية ورؤساء المخابرات في الدول الثلاث خلال جولة ثانية بعد الاجتماع التساعي في الخرطوم.
وشدد الحفني على ضرورة الانتباه لاستغلال أثيوبيا لعامل الوقت، حيث من المتوقع أن تعلن بنهاية العام بدء التشغيل التجريبي لسد النهضة وفي الوقت نفسه تواصل أثيوبيا التفاوض مع مصر والسودان.
وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة الإثيوبي على حصتها من المياه والتي تصل لـ55 مليار متر مكعب، حيث سبق وأعلن وزير الري المصري أن هناك عجز مائي في مصر وصل لـ23 مليار متر مكعب بسبب الزيادة السكانية.
أرسل تعليقك