ناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي، المجتمع المصري والمفكرين والمثقفين والإعلاميين، بالوقوف بجانب الدولة؛ لمساعدتها في تحقيق نتائج ناجحة للجهود التي تقوم بها، قائلًا: "تضافركم معنا مهم جدًا، لإنجاح منظومة التأمين الصحي الجديدة"، مضيفًا: "لابد من تعامل الناس برشد لإنجاح الفكرة في المحافظات التي ستشهد بدء تطبيق المنظومة".
وتابع حديثه، "اعطوا دفعة لنجاح المنظومة، وحطوا إيديكوا في إيدينا، عشان نقدر نكمل"، على حد تعبيره، مشددًا على أهمية الاستقرار لتحقيق التنمية بالدولة، موكدًا لن ينجح أي نظام في الدولة المصرية، سواء كان تعليم أو تأمين صحي أو استثمار أو تنمية إلا بالأمن والاستقرار.
وأكد السيسي، خلال مشاركته بجلسة "تطوير منظومة التأمين الصحي" خلال المؤتمر الوطني السادس للشباب، الأحد، إنه كان من المفترض البدء في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل منذ عام 1964، لكن لم يتحقق ذلك بسبب دخولنا في حرب عام 1967 وتعثرنا في تطبيق هذا النظام. وأضاف أنه "لو استمر استقرار الدولة منذ عام 1964 وحتى اليوم، لأصبحت مصر في منطقة أخرى، فيما يتعلق بالخدمات الطبية المقدمة للمواطنين"، متابعًا: "لو استمر تحقيق الاستقرار وتوفير الأمن سنحقق كل ما نخطط له".
وأوضح أن "نظام التأمين الصحي لم يتحقق أيضًا عام 2010؛ بسبب دخولنا في حالة ثورية، كان لها تكلفة، وتسببت في توقف كل شيء"، مضيفًا: "عدم الاستقرار يهدد كل ركائز النجاح". وأشار إلى أن علاج 12 ألف بقوائم الانتظار يتكلف مليار جنيه، ما يعني كل حالة 100 ألف جنيه، والقصة اللي في بلدنا هي في من يتحمل هذه التكلفة، فالخدمة يمكن تقديمها في أي مستشفى، ولكن المهم هو من يسدد هذه التكلفة ويضع الـ100 ألف جنيه".
من جانبها قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة المصرية، إن ملفي الصحة والتعليم على رأس أولويات الحكومة خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى كونها ركائز أساسية لبناء الإنسان المصري في برنامج الحكومة. وأضافت زايد، في كلمتها خلال جلسة "تطوير منظومة التأمين الصحي"، ضمن فعاليات مؤتمر الشباب السادس، أن الوزارة عملت بالتعاون مع الوزارات الأخرى لبناء منظومة التأمين الصحي الجديدة، والتي تبدأ بتهيئة المؤسسات الصحية ومتلقي الخدمة وتصحيح العوار في المنظومة الصحية، والمتمثل في قوائم الانتظار وقوائم مرضى فيروس "سي"، موضحة أن الوزارة أطلقت برنامجًا للقضاء على قوائم الانتظار وتعظيم مخزون اللقحات والأمصال وخفض معدل النمو السكاني وتدريب وتحفيز مقدمي الرعاية.
وأوضحت أن الدولة لا ترغب في منظومة ذات جودة متوسطة ولكن تريد إحداث تحول جذري في المنظومة الصحية، لافتة إلى وجود شركاء لوزارة الصحة من المستشفيات الجامعية والشرطية والعسكرية لتقديم خدمة جيدة تغير نظرة المواطن وتمنحه الثقة في المنظومة، بالإضافة إلى شركاء من الجمعيات والمنظمات الخيرية.
ولفتت إلى إجراء المستشفيات 3992 جراحة وتدخل طبي ببرنامج القضاء على قوائم الانتظار منذ إطلاق مشروع قبل نحو 3 أسابيع، موضحة أن قوائم الانتظار تضم 12127 مريضًا، وسيتم الانتهاء منهم جميعًا خلال 6 أشهر.
وأشارت إلى برنامج الدولة للقضاء على فيروس "سي"، قائلة إن أغسطس/آب 2014 شهد تحولًا في هذه المنظومة بعد توفير أفضل منتج وبأقل سعر عالمي بالإضافة إلى إتاحة دخول الشركات المصرية للدخول في الصناعة، مشيرة إلى علاج 800 ألف مريض حتى الآن من إجمالي 5 ملايين مواطن تم مسحهم، بينما تستهدف الوزارة مسح نحو 45 مليون نسمة بمسح سريع، بتكلفة 2 مليار و322 مليون جنيه، مضيفة أنه من المتوقع الكشف عن 2 مليون و150 ألف مصاب سيتم علاجهم خلال عامين بتكلفة 3 مليارات و250 ألف جنيه.
وذكرت أن منظومة التأمين الصحي ستشمل جميع أفراد الأسرة وسيكون الاشتراك إلزاميا بها، مضيفة أن المنظومة ستبدأ مرحلتها الأولى في محافظة بورسعيد وستطبق من خلال 6 مستشفيات و23 مركز ووحدة طبية بالمحافظة.
وأوضحت أنه لتطبيق المنظومة بكافة مناطق الجمهورية بعد انتهاء المرحلة الأولى بمحافظات القناة، فإنه يلزم إنشاء مستشفيات نموذجية تكون أكثر جاهزية بالمحافظات، على أن يكون بكل محافظة مستشفيين إحداهما جامعية والأخرى تابعة لوزارة الصحة ليحدث تكامل بينهما، مؤكدة أن مصر قادرة على تطبيق المنظومة في أقل من 8 سنوات بدلًا من 15 عامًا.
وانطلقت صباح الأحد، فعاليات اليوم الثاني والأخير للمؤتمر الوطني السادس للشباب، بجامعة القاهرة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وعدد من المسؤولين في الدولة. ويحضر المؤتمر نحو 3000 شاب من الجامعات والأحزاب والشخصيات العامة والبرلمان وأوائل الثانوية العامة والتعليم الفني، لمناقشة أبرز الاستراتيجيات التي تتبناها الدولة في مجال التعليم والصحة وبناء الإنسان المصري.
أرسل تعليقك