كييف ـ جلال ياسين
ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، في مقطع فيديو نشره الكرملين، لأول مرة بعد انتهاء تمرد فاغنر. وألقى بوتين كلمة أمام منتدى شبابي أطلق عليه اسم "مهندسو المستقبل"، حيث أشاد بجهود الشركات لضمان "التشغيل المستقر" للقطاع الصناعي في البلاد "في مواجهة التحديات الخارجية الكبرى".
الرئيس الروسي كان أكد، من خلال التلفزيون الرسمي في بلاده، أمس الأحد، أنه على تواصل دائم مع مسؤولي وزارة الدفاع، مضيفاً أن بلاده لا تزال واثقة من نجاح خططها المتعلقة "بالعملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، مضيفاً أنه يعطي أولوية قصوى للعملية العسكرية.
ولم يعلق علنا على الاتفاق الذي جرى الإعلان عنه في وقت متأخر يوم السبت، والذي يبدو أنه نزع فتيل الأزمة وجنب البلاد إراقة دماء محتملة من خلال السماح لمقاتلي فاغنر بالعودة إلى قواعدهم وانتقال زعيمهم يفغيني بريغوجين إلى روسيا البيضاء.
وشدد بوتين على أن زيادة حجم إنتاج الأسلحة لتلبية متطلبات الصراع في أوكرانيا يجب ألا ثؤثر على الالتزامات الاجتماعية تجاه المواطنين الروس. وأذاع التلفزيون الرسمي هذه التعليقات التي أدلى بها بوتين في مقابلة مع المراسل لدى الكرملين، بافل زاروبين.
وأتت تصريحات أمس بعد ساعات من انسحاب مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة الشديدة التسلح من مدينة روستوف في جنوب روسيا الليلة الماضية، بعد أن أوقفت زحفها نحو العاصمة الروسية موسكو بموجب اتفاق - برعاية بيلاروسيا - وضع حداً لتمرد داخلي لم يسبق له مثيل، في تحدٍ لقبضة الرئيس بوتين على السلطة.
وشدد بوتين على أهمية تعزيز القدرة الدفاعية لروسيا مع التركيز على التنمية الاقتصادية والوفاء بالالتزامات الاجتماعية تجاه المواطنين الروس.
وأوضح في المقابلة أن جدول أعماله يتضمن عقد اجتماعات ومحادثات هاتفية منتظمة ومناقشات حول القضايا المتعلقة بالإنتاج في المجمع الصناعي العسكري، وقال: "بالطبع، دائما ما نناقش مسائل الدعم المالي كي يتم إنتاج الأسلحة والمعدات بالسرعة المناسبة وبالكمية المناسبة والجودة المناسبة وفي نفس الوقت حتى نتمكن من الوفاء بجميع التزاماتنا الاجتماعية تجاه البلد، وتجاه الناس، كي نتمكن من حل المشكلات الاجتماعية".
من جانبها قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني اليوم الاثنين، إن أوكرانيا استعادت مزيداً من الأراضي من القوات الروسية على خط الجبهة الجنوبي لكن الوضع في ساحة المعركة لم يتغير سوى بقدر ضئيل على مدى الأسبوع المنصرم.
وأضافت أن القوات الأوكرانية حررت حوالي 130 كيلومتراً مربعاً في الجنوب منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد.
وأضافت ماليار للإذاعة الرسمية: "لم تطرأ تغييرات كبيرة على الوضع في الجنوب خلال الأسبوع الماضي".
وتابعت أن الجزء الشرقي من الجبهة، الذي يشمل اتجاهات ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا، شهد نحو 250 اشتباكاً خلال الأسبوع الماضي. وقالت ماليار إن "قتالاً عنيفاً لا يزال يتواصل هناك".وذكرت أن أوكرانيا بدأت عمليات هجومية مضادة في شرق البلاد واستعادت مسافة تتراوح من كيلومتر إلى كيلومترين في كل منطقة من المناطق التي شهدت هذه العمليات ومن بينها باخموت.
وكانت القيادة العسكرية في شرق أوكرانيا قد قالت أمس الأحد إن كييف تقدمت من 600 متر إلى ألف متر عن اليوم السابق بالقرب من باخموت وهي المدينة التي سيطر عليها مقاتلو مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في مايو بعد أشهر من القتال.
من جهتها، ذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم الاثنين نقلاً عن القوات المسلحة الروسية أن القوات الأوكرانية لا تشن عمليات هجومية على أرتيوموفسك، وهو الاسم الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية الذي تستخدمه روسيا للإشارة إلى باخموت.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
بوتين يتهم قائد فاغنر بالخيانة وكييف تتوقع بداية حرب أهلية في روسيا
بوتين يثمن الموقف الإفريقي بشأن أوكرانيا ويعلن انفتاح بلاده على الحوار
أرسل تعليقك