القاهرة – علي السيد
وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة العمانية مسقط في مستهل زيارة رسمية لسلطنة عمان هي الأولى له بدعوة من السلطان قابوس بن سعيد. ومن المقرر أن تشهد الزيارة لقاء الرئيس السيسي بالسلطان قابوس بن سعيد، وكبار المسؤولين في السلطنة، إذ تُعقد جلسة محادثات بين الجانبين لتناول سبل تعزيز التعاون الثنائى في مختلف المجالات، كما تتناول التشاور بشأن آخر مستجدات الأوضاع على صعيد القضايا العريية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي الزيارة في ظل حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على دفع وتدعيم العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والعماني، وتعزيز التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية بما يصب في مصلحة البلدين. وأكد بيان صادر عن الديوان السلطاني أن زيارة الرئيس السيسي تأتي امتدادا للعلاقات الأخوية الراسخة بين السلطنة ومصر، وتعزز مسيرة التعاون المثمر بين البلدين الشقيقين، كما أنها تعكس حرص قيادتي البلدين على دعم المصالح المشتركة في مختلف المجالات.
وقال سفير عمان في القاهرة علي بن أحمد العيسائي إن هناك حكمة سياسية تقدرها عمان التي دائما ما تنتهج سياسة الأبواب المفتوحة، ونسج خيوط الحوار بدلا من الصراع، رسالة سلام تعكس المكانة التي تتمتع بها مصر قيادة وشعبا في قلوب الشعب العُماني، وفي المنطقة العربية، ودورها المتميز في الدفاع عن القضايا العربية، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
وأوضح في مقال له في صحيفة "الأهرام" في عدد الأحد أن ثوابت في العلاقات العُمانية ـ المصرية، لم تتأثر بأي من المتغيرات العابرة، وفسرت معطياتها في مواقف عدة مع مصر الشقيقة، بالتأكيد دوما على مواقف عُمان الثابتة، في علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء، وعلى رأسها مصر العروبة مصر الريادة.
وأشار إلى أن هناك قناعات في السياسة الخارجية العُمانية، تسعى من خلالها عُمان لبناء جسور الصداقة والتعاون مع جميع شعوب العالم، ودوما ما تتم ترجمتها في الرؤية العُمانية إزاء الكثير من التطورات التي شهدتها المنطقة، وهي تطورات ربما يقف الماضي بل والحاضر شاهدا عليها، في الدور العماني في علاج تسمم العلاقات العربية، في الكثير من الأزمات والمستجدات، وتفادي اندلاع الحروب في المنطقة التي تعج بالأطماع والنوايا المتعارضة.
واعتبر أن ثوابت سياسات عمان الخارجية، تعكس مدى المحبة التي تجمع الشعبين العماني والمصري، تنبع من سند شعبي، وتنطلق منه منذ أقدم العصور في العلاقة الممتدة بين مصر وعمان، عبر مختلف الحقب التاريخية والتى تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، "علاقات وثيقة ومتميزة في كل الأوقات، ومهما اختلفت الظروف والتوجهات والتطورات".
وقال العيسائي إن الزيارة تأتي "وسط تطورات عديدة على صعيد الأوضاع الإقليمية والعالمية، وهي تطورات لاشك ستكون محل مباحثات عميقة في لقاء السلطان قابوس والرئيس عبد الفتاح السيسي، تبادل للآراء ستفتح آفاقا واسعة لتنسيق مشترك ليس فقط لخدمة قضايا أمتنا العربية، والإسلامية، وإنما أيضا للعلاقات بين البلدين التي يتطلع الجميع إلى أن ترقى إلى مستوى طموحات الشعبين الشقيقين في السلطنة ومصر".
ووصفت الصحف العمانية الزيارة بأنه ذات حفاوة تستند إلى العلاقات الراسخة والوثيقة بين السلطنة ومصر، وسوف تبحث مختلف جوانب العلاقات بين الدولتين والقضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك بالطبع مختلف التطورات التي تشهدها المنطقة ، وما تفرضه من تحديات كبيرة على دول وشعوب المنطقة.
وعلى أرضية راسخة من العلاقات الوثيقة فإن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري والقمة التي يعقدها السلطان المعظم وأخيه فخامة الرئيس المصري ، هي قمة على جانب كبير من الأهمية ، ليس فقط لالتقاء المواقف بالنسبة للكثير من التطورات والقضايا الراهنة في المنطقة ولكن أيضا لأنها ستكون بمثابة قمة الحكمة والعمل المخلص والدؤوب من أجل إيجاد حلول سلمية لا غنى عنها في الواقع ، للخلافات الراهنة، والتي تدفع شعوب عربية عدة ثمنها من حاضرها ومستقبلها، بخاصة وأن هناك إسهامات عمانية بناءة بالنسبة للكثير من هذه القضايا والتطورات.
أرسل تعليقك