القاهرة – أكرم علي
كشف الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ، أن غياب التوافق على مفهوم الأمن القومي العربي، يعدّ السبب الرئيسي في أزمات المنطقة العربية، وأن تآكل حضور العرب الجماعي في معالجة الأزمات هو ما يُغري الآخرين بالتدخل في شؤونهم والعبث بمُقدراتهما. وأوضح أبو الغيط أن التحديات الحالية تفرض على الجميع التفكير في إجراء حوار جاد ومعمق حول الأولويات الكبرى للأمن القومي العربي، وبحيث يجري تدشين توافق أكبر حولها وتناغم أوسع في شأن كيفية ضبط إيقاع تحركنا الجماعي والمشترك إزاء كافة التهديدات.
وتابع أبو الغيط خلال كلمته في القمة العربية المنعقدة في مدينة الظهران السعودية، الأحد، "أعتزم إجراء مناقشة معمقة مع الدول الأعضاء حول هذا الموضوع الحيوي الذي يلمس صُلب أمننا الجماعي واستقرار الدول العربية"، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تتعرض لانتكاسة رئيسية تمثلت في الإعلان الأميركي غير القانوني بشأن مصير القدس، وقد نجح الجهد العربي في حشد موقف دولي مناوئ للطرح الأميركي الذي انحرف عن طريق الحياد و"لكن الأمر يتطلب مزيدًا من الدعم السياسي والمادي لتمكين الفلسطينيين من الصمود أمام مخططات تصفية قضيتهم واختزال حقوقهم السامية في الحرية والدولة المستقلة في مجرد حفنة من الامتيازات الاقتصادية".
وأشار الأمين العام إلى أن الشعب السوري، ولا يزال، أبهظ الأثمان، في النفس والكرامة والمال، على مدار سنوات سبع لم يجن فيها سوى الخراب والدمار وتفتيت السيادة الوطنية، وإن الصواريخ والقذائف -المحلية والأجنبية- سقطت على رؤوس السوريين لتذكرهم بأن تطلعاتهم المشروعة في استعادة وطن حر وآمن لكل مواطنيه، لا تزال بعيدة.
ودعا أبو الغيط الدول العربية من صياغة استراتيجية مشتركة تسهم في الدفع بالحل السياسي على أساس مسار جنيف والقرار 2254، وبما يحقن دماء السوريين ويعيد إليهم الأمل في بناء وطن جديد على أنقاض ما تم تدميره. وشدّد أحمد أبو الغيط على أن التدخلات الإقليمية في الشأن العربي بلغت حدًا غير مسبوق من الإجتراء، وعلى رأسها التدخلات الإيرانية التي لا تستهدف خير العرب أو صالحهم، ولعل اليمن مثال بارز على هذه التدخلات التخريبية.
وأضاف أبو الغيط قائلا "لقد استفاد الإيرانيون من هشاشة الوضع اليمني، وما يواجهه أهلنا هناك من تحديات جسام، ليحققوا مأربًا قديمًا بالولوج إلى الساحة الخلفية للمملكة العربية السعودية"، داعيا إلى الوقوف أمام تلك المخاط
أرسل تعليقك