قتل نحو 8 آلاف و525 شخصا في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» اليوم الثلاثاء، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان «ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 8 آلاف و525 بينهم 3542 طفلا، و2187 امرأة».
وأضاف القدرة في مؤتمر صحافي أنه جرى تدمير أجزاء من مستشفى الصداقة التركي نتيجة استهداف إسرائيلي مباشر صباح اليوم. وتابع «نعلن بدء العد التنازلي لتوقف المولدات الكهربائية الرئيسية في مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي مع نهاية يوم الأربعاء». وأشار الى أنه تم استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 15 مستشفى و32 مركزا صحيا عن الخدمة نتيجة الاستهداف وعدم إدخال الوقود.
ومع توسع العمليات البرية وتكثيف الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف دون هوادة، كشفت صور للأقمار الصناعية تفاصيل دقيقة للعمليات.
فقد أظهرت صور الأقمار التي تم التقاطها، صباح أمس الاثنين، الحجم الكبير لأحد التقدمات الإسرائيلية الرئيسية في شمال غزة، حيث توغلت مئات المركبات المدرعة على بعد أميال عبر الحدود إلى المناطق الحضرية على مشارف مدينة غزة، بحسب تقرير حصري لصحيفة "نيويورك تايمز".
ولم تصل إسرائيل حتى الآن إلى حد الهجوم البري السريع والساحق الذي توقعه العديد من المحللين، لكن الصور التي التقطتها شركة "بلانيت لابز" التجارية للأقمار الصناعية تظهر قوة غازية كبيرة تتكون من مجموعات عديدة من عشرات المركبات المدرعة تقطع الحقول المفتوحة وتتجمع في المناطق الحضرية.
ووفرت الصور فهماً أكبر حتى الآن لمعرفة مدى انتقال أحد الخطوط الرئيسية للغزو الإسرائيلي إلى غزة والدمار الذي سببه.
فيما شوهدت مركبات إسرائيلية جنوبا حتى حي الكرامة شمال مدينة غزة. وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها الجيش الإسرائيلي في السابق خطوطا من الدبابات تعمل بالقرب من المنطقة الحدودية.
ويبدو أن العديد من المباني المجاورة قد تعرضت لأضرار جسيمة أو دمرت بالكامل بسبب الغارات الجوية. ويمكن رؤية مئات الحفر الناجمة عن الغارات الجوية والقصف، بما في ذلك في المنازل وعلى الطرق، وقد سويت المباني السكنية بالأرض.
والمنطقة الظاهرة في الصورة هي واحدة من ثلاثة اتجاهات تحركت فيها الدبابات الإسرائيلية والمركبات الأخرى باتجاه مدينة غزة، أكبر مدينة في غزة.
كذلك شوهدت صفوف من الآليات المدرعة على الطريق الرئيسي الممتد من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وكذلك في الزاوية الشمالية الشرقية من القطاع، في بلدة بيت حانون.
لكن القوات الإسرائيلية تراجعت عن القتال المباشر في مدينة غزة، أكبر مدنها، واختارت بدلاً من ذلك البقاء على أطراف المدينة لتأخير القتال الأكثر خطورة وإبقاء الخيارات العسكرية مفتوحة. أما في منطقة الكرامة، فقد تم تجريف الحقول والمباني خلال الأيام التسعة الماضية.
في الأثناء، استخدمت الأراضي الزراعية المدمرة لتجميع العشرات من المركبات المدرعة، لاسيما أن مسارات الدبابات الواسعة تعطي فكرة عن كيفية تحركها في جميع أنحاء المنطقة.
وإلى الجنوب، تظهر الصور سلسلة من المباني التي تم تدميرها، إلى جانب الحفر الإضافية والمركبات العسكرية.
يذكر أن أكثر من 8000 شخص قتلوا في جميع أنحاء غزة، العديد منهم من الأطفال، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس، منذ أن بدأت إسرائيل بشن غارات جوية انتقامية رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ومن جانبه قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية اليوم (الثلاثاء) إن غزة تواجه «كارثة وشيكة في الصحة العامة» وسط الاكتظاظ والنزوح الجماعي، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وفقا لوكالة «رويترز».
وفي المؤتمر الصحافي نفسه، حذر متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من خطر ارتفاع وفيات الرضع بسبب الجفاف مع توفر خمسة في المائة فقط من إمدادات المياه العادية.
كما تحدثت اليونيسيف عن بلاغات بفقدان 940 طفلا في غزة.
من جهته، قال مارتن غريفيث المنسق الأممي للإغاثة اليوم إنه «يشعر بالعجز» بعد تحدثه هاتفيا مع عائلات في غزة. وأضاف غريفيث «إن ما عانوه منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هو أمر مدمر للغاية».
وتابع «عندما تخبرك طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات بأنها لا تريد أن تموت، فمن الصعب ألا تشعر بالعجز».
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
حماس مستعدة لإطلاق جميع الأسرى المدنيين مقابل اطلاق سراح الرهائن الفلسطينين
«القسام» تعلن قصف آليات إسرائيلية متوغلة شمال قطاع غزة
أرسل تعليقك