لا يُخفى على أحد أنّ شباب مصر، مستهدف من قبّل أعداء الوطن، في ظل منطقة تشهد إضطرابات وصراعات وخلافات وتناحر بين الدول، بدأت أحداثها جليًا تطفو على سطح المشهد منذ عام 2011، في ما يُعرف بـ" الربيع العربي" الذي جعّل من المنطقة بيئة خصبة للمؤامرات والمخططات.
ومنذ قديم الأزل، كانت "المخدرات" هي سلاح أعداء مصر لاستهداف أبنائها، وما قابلته الدولة بالعديد من التدابير والإحتياطات الأمنية على حدودها لمنع دخول أي مواد مخدرة تستهدف شباب بلادها، واطلقت في سبيل ذلك عشرات المبادرات والحملات القومية لتوعية أبنائها بخطر المخدرات.
وفي ظل التطور العلمي والتكنولوجي الملموس في العالم، يخرج علينا كل يوم نوع جيدد من أنواع المخدرات، يجذب الشباب إليه بتأثيره، وفي سبيل ذالك ينفقون الكثير من الأموال لشرائه، ويسلكون طرق غير مشروعة، من أجل الحصول على الأموال اللازمة لشرائه، وينتهي بهم الحال في نهاية المطاف إلى إيداعهم مصحة نفسية لتلقي العلاج، ونادرًا ما يتحقق الشفاء المرجو منها، أو ينتهي بهم الأمر إلى أن يصابوا بالعديد من الأمراض الخطرة التي تؤدي في النهاية إلى الوفاة.
أقرأ أيضا: محاكمة محامية وآخرين بتهمة تكوين تشكيل عصابي للاتجار بالمخدرات
ويلقي "مصر اليوم"، الضوء في السطور التالية حول مخدر جديد، ظهر حديثًا بين الشباب المصري، وانتشر بقوة داخل الأوساط الشبابية، وتبحث مع الخبراء والمسؤولين سبُل التصدي لهذا النوع الجديد من المخدرات، وحماية شباب مصر من مخاطره.
لم يمرَّ سوى شهور معدودة، على قيام الحكومة المصرية، بإدراج أنواع جيددة من المخدرات ضمن قائمة المواد المحظورة تداولها قانونًا، مثل " الأستروكس" و " الفودو"، حتى توصل تجار المواد الخطرة والسموم، من معدومي الضمير والإنسانية، ومنزوعي الوطنية، إلى تصنيع نوع جديد من المخدرات، يُعرف داخل الأوساط الشعبية بـ"الدينامو"، وعلى الرغم من تكلفته العالية ، إلا أنه وجد رواجًا واسعًا بين الشباب، لاسيما أبناء المناطق الشعبية والعشوائية، يمنح المتعاطي القوة الجسمانية والنشوة لوقت قصير، والشعور بالسعادة، وبمجرد انتهاء مفعوله، يصيبه بالإكتئاب الشديد.
وفيما يبدو من خلال الوقائع التي رصدتها " مصر اليوم"، تظهر خطورة هذا المخدر الجديد، فبمجرد انتهاء مفعوله، يدفع صاحبه إلى البحث عن مصدر أموال من أجل شرائه، وحال تعذر الحصول على الأموال اللازمة، يتجه إلى ارتكاب جرائم خطرة، كالسرقة والقتل، وقد يصل بصاحبه إلى الاعتداء على أهل بيته، من أجل أن يحصل على المال اللازم لشراء هذا المخدر اللعين.
الدكتور أمجد بسيوني، استشاري علاج السموم والاستاذ المساعد في كلية طب جامعة القاهرة، قال لـ" مصر اليوم"، :" أن مخدر " الدينامو"، وهو مخدر صيني يتم استيراده داخل الحاويات القادمة من الصين، وهو يشبه الحجر الجيري، يتم طحنه واستنشاقه بشكل مباشر مثل الهيروين، ألا أنه مختلف كليًا عن تأثير الهيروين، حيث يتم إضافة بعض المواد الكيميائية إليه، تجعل متعاطي المخدر الجديد يرى ويسمع أشياء غير موجودة في الحقيقة، وقد ينتهي الحال بالمتعاطي إلى الإنتحار.
وحول تأثيره الجسدي والنفسي، يرى استشاري علاج السموم، أن المخدر الجديد يتسبب في خلل للهرمونات والخلايا العصبية في عقل الإنسان وفقدان الهشية والذاكرة وأحيانًا يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية وجلطات في أطراف الجسم، وهو ما يجعل فرصة استعادة المدمن وعيه بعد منع المخدر عنه، صعبة بعض الشيء. وتابع: أن المواد المخدرة سواء التقليدية أو الجديدة تتحكم في الخلايا المسؤولة عن الطاقة والسعادة داخل عقل الإنسان، وهو ما قد يدفع بعض الأطباء إلى اللجوء إلى استخدام مضادات للإكتئاب ومسكنات قوية للآلام.
ويرى النائب اللواء تامر الشهاوي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، أن الدولة تبذل جهود واسعة من أجل حماية شبابها من خطر المخدرات، وذالك على شقين؛ أولها يعتمد على مؤسساتها الأمنية ولاسيما أجهزة المعلومات، التي تقوم بتشديد الرقابة على منافذ ومداخل البلاد، وتفرض رقابة صارمة على المواد القادمة من الخارح، وجزء كبير نقوم به قوات حرس الحدود، المعنية بتأمين حدود البلاد، عبرّ ضرباتها الإستباقية التي تستهدف إحباط محاولات تهريب المواد الخطرة والمحظورة داخل البلاد.
ويضيف:" أما الشق الثاني، فهو يعتمد على ثلاثة وزارات الصحة والتعليم والرياضة، من خلال التعاون والتنسيق فيما بينهم، من أجل توعية طلاب المدارس والجامعات من خطر المواد المخدرة، كما تقوم الدولة بإيداع المُدمنين لمراكز علاجية ومتابعة سير علاجهم.
وحول دور وزارة الصحة للتصدي لمثل هذه الأنواع الجديدة من المخدرات، شددت الدكتورة منن عبدالمقصود، رئيس أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان في وزارة الصحة النفسية لـ"مصر اليوم":" أن وزارة الصحة والسكان تقوم بدورها على أكمل وجه من حماية الشباب المصري من المواد المخدرة، وهناك خطة تم إعدادها من جانب أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان في وزارة الصحة، تم توزيع نسخة منها لمراكز علاج الإدمان في مختلف محافظات الجمهورية".
وتابعت: كما تعول الوزارة كثيرًا على الجانب التوعية، في التصدي للمخدرات، عبر إطلاق حملات مكبرة بالتعاون والتنسيق مع الوزارات المعنية".
وحول ظهور أنواع جديدة من المواد المخدرة مثل مخدر " الدينامو" المنتشر حديثًا بين الشباب، أكدّت على أنه لابد من صدور توصية من اللجنة الثلاثية المعنية بهذا الأمر، والتي يتم تشكيلها من جانب وزارات العدل والداخلية والصحة، ومن ثم يتم إدراج أي نوع جديد ضمن قائمة المخدرات.
النائب خالد مجاهد، عضو لجنة الصحة في مجلس النواب، أكد أنه سيتقدم بطلب إحاطة إلى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، حول ظهور أنواع جديدة من المواد المخدرة، وانتشارها بقوة بين الشباب كمخدر " الدينامو"، من أجل أن يتم إدراجه ضمن قائمة المخدرات.
النائب فيصل راجح، عضو لجنة الضحة في البرلمان المصري، عبرّ عن إستيائه من انتشار المواد المخدرة بين الشباب قائلًا:" شبابنا مستهدف، وينبغي على كل أسرة أنّ تقوم بدورها على أكمل وجه، في مراقبة أبنائها، والعناية بهم، وحال ظهور أي أعراض جديدة في تصرفاتهم لابد من التحرك فورًا والعناية بهم، لحماية أبنائهم من هذه المواد الخطرة".
وأكّد "راجح"، أنه سيتقدم بطلب إحاطة لثلاثة وزراء وهو؛ التعلم والصحة والرياضة، من أجل الوقوف على خطة الدولة في حماية الشباب من مخاطر المخدرات.
قد يهمك أيضاً :
الرئيس السيسي يوجّه ببذل الجهد لخفض الدين العام وعجز الموازنة
الحكومة المصرية توافق على إصدار عملات تذكارية توثق بها أبرز إنجازاتها
أرسل تعليقك