أكّد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن رؤية الرئيس الراحل أنور السادات في السلام كانت مبنية عن تجربة الصراع وآثاره.
وأضاف السيسي، خلال حديثه في جلسة " دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام"، في إطار تواصل فعاليات منتدي شباب العالم، في شرم الشيخ، أن " الرئيس السادات اختار هذا التوجه في بناء السلام، الذي كان يعتبر قبل 50 عامًا عملًا متفردًا في عصره، وفكرة السلام لم تكن مقبولة أو مستساغه في الرأي العام للمنطقة وقتها، لكنها كانت تجربته ورؤيته".
وأشار السيسي إلي أنه عندما تحرك السادات من خلال تجربته التي رآها، ورأي معها ثمن الصراع والحروب الضخم علي الدول وعلي مستقبلها، تحرك بإيجابية، ودفع ثمنًا آخر، ليس اغتياله، لكنه مجهوده طوال سنوات التفاوض، حتي أصبح السلام جزءًا من قناعات المصريين الآن، الذين أصبحوا ثلث سكان المنطقة العربية.
وأكّد على أن ما حدث الجمعة في المنيا هو اعتداء علي مواطنين مصريين دون تمييز وإننا في مصر لا نميز في الدين بين مسلم ومسيحي وإنما الكل مصري، مشيرًا الي أن سقوط أي مصري في حادث متطرف يؤلمنا ويؤلم كل المصريين.
وتابع " أنه منذ خمسة أعوام كان المجتمع المصري في حالة انقسام شديد ولكن تجربتنا أثبتت أن حقيقة التآخي والعيش المشترك والتعامل بشكل متساو مع كل المجتمع هو أحد عناصر بناء السلام الاجتماعي الحقيقي "، موكدًا على أهمية وجود رؤية لدي قيادات الدول بأن تتعامل مع مواطنيها دون تمييز سواء بين رجل وامرأة أو بين الأديان وأن تتحول هذه الرؤي إلي سياسات وآليات عمل مستقرة.
ودعا دول العالم المتقدمة والغنية إلي المشاركة الحقيقية مع الدول النامية من أجل حل مشكلة البطالة التي تعد أحد أبرز عوامل تهديد السلام الاجتماعي علي المستوي العالمي , وجاء ذلك ضمن مداخلة الرئيس خلال حضوره " الأحد" ندوة عنوانها "دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام" في اليوم الثاني من فعاليات منتدي الشباب العالمي في شرم الشيخ.
وشدد الرئيس في مداخلته علي خطورة مشكلة البطالة المتفاقمة سياسية واقتصاديًا واجتماعيًا وتداعياتها علي السلام الداخلي وكذلك علي التزايد في معدلات الهجرة غير الشرعية، وتساءل عما إذا كانت الدول الغنية والمتقدمة مستعدة بالفعل لتشارك مع الدول النامية وذات الدخل المحدود التي لا يتوافر لديها ما يكفي لتوليد فرص العمل المطلوبة.
واستطرد الرئيس في هذا الشأن متسائلًا "هل الدول المتقدمة مستعدة فعلا لإتاحة الفرص أمام الدول النامية في الاسواق العالمية للتخفيف من حدة مشاكل البطالة أم مواقف وردود أفعال هذه الدول المتقدمة غالبًا ما تراعي مصالحها الذاتية بعيدًا عن أية مراعاة لاحتياجات الدول النامية.
وهل هذه الدول المتقدمة التي لا تتجاوز نسبة البطالة فيها 3 ـ 4 في المائة مستعدة علي أرض الواقع للتشاور مع دول مثل مصر والعديد من الدول الأفريقية في مشاريع تسهم بشكل جدي في مواجهة تحدي البطالة المتنامي.
واعتبر الرئيس أن مثل هذه المشاركة الدولية الحقيقية يمكن أن تؤدي في حال تجسيدها فعليًا علي أرض الواقع أن تخدم قضية إحلال السلام الاجتماعي والسلام العالمي , حيث أنها تفتح طاقات من الأمل للشباب.
وقال الرئيس إن صورة الواقع تشير إلي أن المصالح الذاتية للدول الغنية والمتقدمة كثيرًا ما تحتل الأولوية في مواقفها حتي وإن كان ثمن ذلك يتعلق بحياة بشر في بعض الأحيان , وتتضمن فعاليات المنتدي، لأول مرة، تجربة فريدة من نوعها بافتتاح مسرح شباب العالم ليكون ملتقي شبابيًا للفنون من مختلف دول العالم، وتستمر عروضه علي مدار 3 أيام، إضافة إلي انطلاق راديو شباب العالم، تحت شعار "لنكسر حاجز الصمت"؛ بهدف الاستفادة من التنوع الفريد والثقافات المختلفة عبر تقديم برامج شبابية عدة.
وضمّ جدول الجلسات وفق ما أعلن عنه الموقع الرسمي للمنتدي نحو 30 جلسة تتمثل في 18 محورًا، إلي جانب محاكاة القمة العربية الأفريقية، إضافة إلي حفلتي الافتتاح والختام، وورش العمل التي تسبق عقد المنتدى
أرسل تعليقك