جدَّدت الطائرات الحربية السورية عصر اليوم الأربعاء، قصفها الجوي والصاروخي على عدة أحياء في مدينة حلب وعدد من بلدات الريف الغربي والشمالي، موقعة عددًا من القتلى والجرحى ، فيما "قوات سورية الديمقراطية" تتقدم وتسيطر على دوار "السبع بحرات" في مدينة منبج .
وترافق القصف الجوي مع معارك طاحنة تخوضها فصائل المعارضة المسلحة ضد القوات النظامية والمليشيات الموالية لها في عدة جبهات من مدينة حلب، حيث نجحت هذه الفصائل بصد هجوم قوات النظام وكبدتهم خسائر بشرية وعسكرية كبيرة. وقالت مصادر في المعارضة السورية أن " قوات النظام مدعومة بتغطية جوية روسية ومساندة مجموعات من المليشيات العراقية والإيرانية حاولت التقدم نحو مواقع المعارضة على أطراف حي الخالدية، إلا أن مقاتلي فتح حلب نجحوا في صد الهجوم وقتل أكثر من عشرة جنود من قوات النظام ".
وأضافت المصادر " ان مقاتلي الفرقة 16 مشاة تمكنوا من قتل عدد من جنود القوات الحكومية على أطراف حي بني زيد، الذي تحاول قوات الحكومية السيطرة عليه، فيما سقط أربعة مدنيين قتلى وعدد من الجرحى، بعد استهداف طائرات النظام الحربية لمنازل المدنيين وسط بلدة الليرمون شمالي مدينة حلب".
أما جبهات مدينة حلب الشمالية فهي تشهد منذ أول أيام عيد الفطر هجومًا عنيفًا من قوات النظام من جهة أحياء الخالدية وبني زيد، ومن جهة منطقة الملاح وحندرات، بهدف الوصول لطريق الكاستيلو وقطعه ومحاصرة أحياء المعارضة داخل مدينة حلب.
وفي ريف حلب الشرقي سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" اليوم الاربعاء على دوار "السبع بحرات" والمنطقة الممتدة منه إلى دوار "المدرسة الشرعية" غربي مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة ضد تنظيم "داعش".
وقالت مصادر مقربة من قوات سورية الديمقراطية أن " القوات تتقدم في المدينة بعد تراجع مقاتلي التنظيم الذين انسحبوا من مواقعهم غربي دوار السبع بحرات باتجاه المشفى الوطني، مؤكدا أن الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في محيط جسر السراب وشارع الرابطة والمشفى الوطني غربي منبج. وأضافت المصادر أن طيران التحالف الدولي شن أكثر من 20 غارة على الأقل على مواقع للتنظيم منذ ساعات الصباح الأولى وحتى الآن، ما أدى لسقوط قتلى من التنظيم.
و قالت وكالة "أعماق" الإعلامية التابعة للتنظيم إن ثمانية عناصر من القوات قتلوا وأصيب آخرون صباح اليوم، جراء استهدافهم بعربة مفخخة يقودها عنصر من التنظيم في القسم الجنوبي الغربي من منبج.
ودعا المجلس العسكري لمنبج وريفها التابع للقوات، اليوم، المدنيين في منبج إلى عدم التنقل بالدراجات النارية، وتأمين احتياجاتهم اليومية ما بين الساعة التاسعة صباحاً والثانية ظهراً من كل يوم، والابتعاد عن مواقع ومقرات التنظيم ومناطق الاشتباكات مسافة لا تقل عن 300 متر، وذلك حرصاً على حياتهم، على حد قوله على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وفي حمص لقي 20 شخصًا على الاقل مصرعهم وأصيب أكثر من 30 آخرين في حصيلة أولية لاستهداف الطيران الحربي النظامي مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حمص الشمالي. ونقل ناشطون أن الطيران السوري استهدف، بثلاث غارات بالصواريخ الفراغية، سوقا شعبيا مكتظا بالمتسوقين على مفرق طريق الغجر جنوبي الرستن، تزامنا مع مرور حافلتين تقلان ركابا على الطريق، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا.
واستهدفت فصائل المعارضة، بأكثر من ستة صواريخ من طراز غراد، أحياء وادي الذهب والمهاجرين والأرمن الخاضعة لسيطرة القوات النظامية بمدينة حمص، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بالمهاجرين وأضرار مادية.
وفي ريف دمشق قال المصرد السوري ان ضابطا برتبة عقيد من القوات الحكومية قتل خلال اشتباكات مع تنظيم "داعش" في محيط مدينة "الضمير" بالقلمون الشرقي، فيما تستمر الاشتباكات متفاوتة العنف في محور حوش الفارة بغوطة دمشق الشرقية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين. وفي ريف دمشق الغربي تستمر المواجهات العنيفة بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية في مدينة "داريا" المحاصرة التي قصفت بالصواريخ والبراميل المتفجرة .
وأصدر أربعون عالمًا إسلاميا معارضا وشرعيا بارزا بياناً صوتياً، تلاه القاضي في "جيش الفتح" عبد الله المحيسيني، يُطالبون فيه قادة فصائل المعارضة في درعا بالتحرّك عسكرياً وفتح جبهات القتال ضد القوات النظامية، لمساندة المعارضة المسلحة في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية المتاخمة لمحافظة درعا، و"نصرة" لفصائل حلب.
ودعا المحيسني في البيان الذي تلاه قادة فصائل المعارضة في الجنوب السوري بالتحرّك عسكرياً وفتح جبهات القتال ضد القوات النظامية، لمساندة المعارضة المسلحة في داريا و"نصرة" لفصائل حلب. واستنكر البيان الذي نشرت منه نسخة مكتوبة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الهدوء الذي تشهده المنطقة الجنوبية منذ حوالي عام، وأنّه "لا يجوز" لأي فصيل أن يستجيب لأي ضغط كان ولأي جهة داخلية أو خارجية، في عدم فتح الجبهات.
كما دعت الهيئة الشرعية في "ألوية الفرقان" المعارضة التابعة للجيش السوري الحر والعاملة في ريف درعا الشمالي والقنيطرة، إلى إعلان النفير العام في الجنوب السوري، "نُصرةً" لداريا وحلب، ووصفت القتال لمساندة داريا بـ"الفريضة الشرعية والضرورة العسكرية والاستراتيجية"، بحسب بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك."
وفي القنيطرة، دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور العجرف بريف القنيطرة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي ريف اللاذقية الشمالي استهدفت فصائل المعارضة بقذائف الهاون اليوم تجمعات عناصر القوات الحكومية في تلة المختارية بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى إلى وقوع إصابات بينهم، كما دمرت مدفعا عبر استهدافه بصاروخ من طراز تاو مضاد للدروع، على محور قرية عطيرة بجبل التركمان.
وكانت القوات الحكومية حاولت التقدم على محور بلدة "كنسبا" في جبل الأكراد مساء أمس، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع فصائل المعارضة استمرت ست ساعات، انسحبت القوات المهاجمة بعدها إلى قرية "مجدل كيخا"، من دون أن تحرز أي تقدم. وأدت المواجهات، التي تزامنت مع قصف مدفعي وصاروخي نظامي عنيف على مواقع المعارضة، إلى مقتل عنصرين نظاميين وإصابة ثلاثة مقاتلين معارضين.
يذكر أن فصائل المعارضة سيطرت على بلدة كنسبا وحوالي عشر قرى بريف اللاذقية، ضمن معركة أطلقتها منذ حوالي ثلاثة أسابيع تحت مسمى "اليرموك"، في حين تحاول القوات النظامية بشكل متكرر استعادة السيطرة عليها.
أرسل تعليقك