القاهرة- مينا جرجس
عقب تصاعد الإجراءات المصرية والخليجية تجاه دولة قطر، واجهت العمالة المصرية لديها، أزمة كبرى بسبب وجود نحو 250 ألف مصري أصبحوا مهددين بترك وظائفهم في أي وقت، نتيجة للضغوط المتلاحقة التي تفرضها مصر ودول الخليج على قطر لاتهامها بدعم ورعاية الإرهاب. واستقبل مكتب الشكاوى في وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج خلال اليومين الماضيين، 60 شكوى من قبل المصريين في قطر، على الخط الساخن المخصص لتلقي أي طلب أو شكوى طارئة تخص المصريين هناك، بعد الإعلان رسميا عن قطع العلاقات مع دولة قطر.
وكانت معظم هذه الشكاوى تتضمن حالات ذعر وتخوف من قبل المصريين المتواجدين في قطر من الوضع القائم، والتساؤل حول ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الفترة المقبلة، كما شملت البعض منها استفسارات عن كيفية العودة الى مصر، والتساؤل حول خطوط ومكاتب الطيران المتاحة للعودة الى أرض الوطن خلال الفترة الجارية، وهل ستكون كل خطوط الطيران متاحة عدا خطوط الطيران التابعة للدول التي أعلنت مقاطعتها مع قطر.
كما تضمنت الشكاوى استفسارات عن حجوزات السفر، وسبل استرجاع المتعلقات، فضلا عن التساؤل حول محاذير السفر لقطر، والنصائح عند السفر لها، كما تضمنت الاستفسار عن المعاملات البنكية، ووسيلة التواصل مع مصر للطيران. ولم ترد الى الوزارة أية شكاوى عن تسريح للعمالة المصرية حتى الآن، وتتابع الوزارة عن كثب شأن العمالة المصرية والعامليين في قطر.
وسبق أن أعلنت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أنها تتلقى أي طلب أو شكوى طارئة تخص المصريين في دولة قطر، بعد الإعلان رسميا عن قطع العلاقات وحددت الوزارة أرقام الخط الساخن 19787، ورقم 00233036436 لتلقي أي طلبات أو شكاوى من المصريين . وطالبت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، الجالية المصرية بقطر الاتصال بالوزارة أو بها مباشرة لنقل أى طلب أو شكوى طارئة تخص المصريين هناك. وأكدت مكرم لـ"مصر اليوم"، أنها تتابع عن كثب موقف الجالية المصرية في قطر، لتطمئن على المصريين هناك، واتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لمتابعة ورعاية مصالحهم وتقديم كافة الخدمات القنصلية لأبناء الجالية. وأوضحت وزيرة الهجرة المصرية، أنه لم يستجد أي إجراء قطري حتى الآن بشأن العمالة المصرية، لافتة إلى أنها تواصلت مع قسم رعاية المصالح المستمر في تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين بعد إغلاق السفارة المصرية في الدوحة، كما تواصلت مع ممثلي الاتحادات والجاليات المصرية بقطر.
في سياق آخر، كشف مواطنون مصريون متواجدون بقطر، أن السلطات القطرية حذرت المقيمين من المصريين من التواصل عبر الهواتف والإنترنت، ونقل أي أخبار تخص الدولة القطرية لذويهم. وأكد أحد المصريين المقيمين في قطر لـ"مصر اليوم"- رفض ذكر اسمه- أن السلطات القطرية وزعت منشورات تفيد بتحذير المقيمين من المصريين من التواصل عبر الهواتف أو صفحات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" و"تويتر" وغيرها، ونقل أي أخبار تخص الشأن الداخلي للبلاد.
وأضاف: " أن جميع وسائل التواصل مراقبة من قبل السلطات القطرية، وإذا أثبتت السلطات أي مكالمات عبر الهواتف أو عبر وسائل التواصل سيتم معاقبة فاعلها"، لافتًا إلى أن معظم المصريين فى دولة قطر يستعدون لمغادرة البلاد في أقرب وقت بعد المقاطعة التي فرضت عليها." وأشار إلى أن هناك تخبطًا بين الرأي العام في الشارع القطري ما بين معارض ومؤيد، مؤكدًا أن السلطات القطرية تعاني الآن من نفاد بعض السلع الغذائية لديها عقب المقاطعة، التي أربكت الحكومة، والشارع القطري الآن في حالة هيجان مؤقت في انتظار نتائج تلك المقاطعة وماذا ستفعل الحكومة حيال تلك الأزمة.
وقال مينا وديع، أحد المصريين المتواجدين في قطر لـ"مصر اليوم"، إنه يعمل محاسبًا في إحدى الشركات، وحتى الآن لم يتم اتخاذ أي قرار بشأنهم مطلقاً. وأكد محمد مجدي، أنه يعمل في شركة اتصالات، ولم يتم إخبارهم بأي شيء حتى الآن بشأن مستقبلهم داخل قطر، مبدياً قلقه من تطور الأحداث وتأثيره على استقرار الأوضاع داخل الامارة.
أرسل تعليقك