كثّف وفد مصري رفيع من نشاطه، خلال حضوره وقائع اجتماعات الجمعية العامة للصحة العالمية، حيث عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية مع منظمات، ومؤسسات، وشركات دولية لتعزيز سبل التعاون معهم في المجال الصحي، وذلك على هامش مشاركتهم بالدورة رقم 72 للجمعية العامة للصحة العالمية بمقر الأمم المتحدة بالعاصمة السويسرية، جنيف.
وكشفت الوزارة في بيان رسمي، أن الوفد حرص خلال تواجده بجنيف على تحقيق أقصى استفادة من خلال لقاءات مع عدد من المؤسسات، والمنظمات الدولية، التي تعمل في المجال الصحي، لدعم المنظومة الصحية في مصر للارتقاء بها، لخدمة المريض المصري.
استهل الوفد لقاءاته بمقابلة ممثلي منظمة GAVI، الخاصة بالتطعيمات واللقاحات، حيث أثنت على جهود التحالف العالمي للقاحات والتحصين GAVI في تعزيز الإجراءات التحصينية على مستوى العالم من خلال إدخال لقاحات جديدة وإجراء أبحاث على الأمراض السارية والحديثة.
أقرأ أيضًا:
مقتل وإصابة 30 مدنيا في هجوم صاروخي على مخيم النيرب قرب حلب
أكد الوفد أن رؤية مصر تتوافق مع رؤية "GAVI" في أن حياة كل طفل غالية ولا تقدر بثمن، وهو الأمر الذي لا بد أن ترتكز عليه سياساتنا المحلية والدولية، مشيرا إلى أن اللقاحات لم يعد ينظر إليها باعتبارها نوعًا من التدخل لخفض معدلات الوفيات عند حديثي الولادة أو الأطفال الصغار ولكنها وسيلة أيضًا للوقاية من الأمراض التي تظهر مع تقدم العمر، ورغم كل ذلك فإن هناك تحديًا كبيرًا لدى الدول النامية التي تحتاج إلى توافر اللقاحات بسعر منخفض.
وأشار الوفد المصري خلال لقائه إلى أن توفير تغطية من اللقاحات والمراقبة المستمرة من شأنه تقليل الأمراض والإعاقة والوفاة من الأمراض مثل الديفتريا والتيتانوس والحصبة وشلل الأطفال.
كما أكد وفد وزارة الصحة أن مصر أصبحت خالية من مرض شلل الأطفال منذ عام 2006، حيث تم اتخاذ إجراءات تحصينية إلزامية منذ عام 1968، وذلك منذ إطلاق اليوم القومي للتحصين ضد شلل الأطفال عام 1976، كما تم إطلاق هذا اليوم كل عام منذ 1989، كما شدد على أن الدول ذات الدخول المتوسطة في أمس الحاجة لدعم التحالف العالمي للقاحات والتحصين، مع إعطاء الأولوية للدول ذات الدخل المنخفض ولاسيما تلك الدول التي تواجه أزمات وحالات طوارئ فضلًا عن تلك الدول التي تأوي اللاجئين وخاصةً في وقت الارتفاع الملحوظ في الأسعار بهدف تأكيد تحقيق التحصين العالمي.
لفت الوفد إلى أن الدعم قد يكون بصفة مؤقتة سواء من خلال تسهيلات في طرق السداد أو تغطية التكاليف بصفة مؤقتة حتى انخفاض الأسعار، بالإضافة إلى دعم الدول في شراء بعض اللقاحات ذات الأولوية الأولى بأسعار GAVI المميزة، موضحةً أن دعم GAVI من الممكن أن يكون من خلال منح الدول ذات الدخول المتوسطة ثم إعطائها تسهيلات في طرق السداد.
وأكد الوفد خلال اللقاء أن العقود الماضية شهدت تشارك منظمات الأمم المتحدة ولاسيما منظمتا اليونيسيف والصحة العالمية، مع مصر في برنامجها للتحصين العالمي الموسع، مؤكدةً أنه سيتم الاستمرار في العمل من أجل منع الوفاة المحتملة للأطفال الناتجة عن الأمراض والعمل على منحهم جميعًا فرصة جديدة للحياة.
التقى الوفد المصري مدير قسم التغذية بمنظمة الصحة العالمية د.فراشسكو برانكا، والرئيس والمدير التنفيذي لشركة "Resolve to save lives" حلول من أجل إنقاذ الحياة د.توم فريدن، لمناقشة مبادرة القضاء على الدهون المتحولة "نوع من الدهون غير المشبعة".
وخلال اللقاء أكد وفد وزارة الصحة، أن مصر تلتزم سياسيًا وعمليًا بالارتقاء بصحة المواطن المصري وقرار الوصول إلى مجتمع صحي هو أولى أولويات الدولة المصرية، حيث أطلقنا "مبادرة 100 مليون صحة" للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي مشيرا إلى أنه تم مسح أكثر من 55 مليون مواطن خلال 7 شهور وصرف العلاج بالمجان لمن ثبتت إصابته.
وأوضح الوفد، أن نجاح المبادرة كان دافعًا لمكافحة أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري والأمراض غير السارية الأخرى مثل السمنة والأمراض التي تتسبب فيها الدهون المتحولة، لافتا إلى أنه من أجل هذا الغرض، قامت مصر بإطلاق حملات توعوية متعددة من أجل حث الشعب المصري على إتباع أسلوب حياة صحي وتشجيعهم على استبدال العادات الصحية غير الصحيحة والتي تعتمد على الدهون المتحولة بالعادات الصحية السليمة وكذلك من أجل توعية الأطفال في صغرهم للحصول على التغذية الصحية السليمة.
وطالب الوفد المصري، خلال لقائه بدعم كل الدول باستحداث تكنولوجيا من شأنها إنتاج زيوت خالية من الدهون المتحولة وتعزيز استبدال الدهون غير المشبعة المنتجة صناعيًا بالدهون والزيوت الصحية، وكذلك وضع معايير صحية في الوجبات الغذائية المدرسية والوجبات التي تقدم في المستشفيات، والتي من شأنها تخفيض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتابع أنه لابد من تشريع إجراءات تنظيمية للقضاء على الدهون غير المشبعة المنتجة صناعيًا وتقييم ومراقبة محتوى الدهون غير المشبعة في الإمدادات الغذائية والتغيرات في استخدام الدهون غير المشبعة، فضلًا عن كتابة مكونات الطعام وحجم السعرات على ملصق وفق معايير موحدة، بالإضافة إلى نشر النسبة الصحية المعتمدة من الدهون المتحولة كشرط مسبق قبل طرح المنتجات وتداولها في الأسواق.
كما التقى الوفد بمسئول قطاع الصحة بالبنك الدولي، لتعزيز سبل التعاون في القطاع الصحي، حيث تناول اللقاء دعم المنظومة الصحية في مصر من خلال تقديم الدعم الفني في تطبيق قانون التأمين الصحي الشامل الجديد، والمشروع القومي لتجميع وتصنيع البلازما، بالإضافة إلى مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن سرطان الثدي والمقرر إطلاقها في شهر يوليو المقبل.
وقال إن وزارة الصحة وجهت لمسئولي البنك الدولي الشكر لمجهوداتهم في دعم القطاع الصحي في مصر، كما وجهت لهم الدعوة لحضور الاحتفالية المقرر تنفيذها بنهاية مبادرة "100 مليون صحة".
كما أشار "مجاهد" إلى أن وزارة الصحة والسكان التقت بمسئولي الصندوق العالمي لمكافحة "الإيدز، والسل، والملاريا" جلوبال فاند، في مصر، والشرق الأوسط، وذلك لتعزيز سبل التعاون في المجال الصحي.
وقال إن هذا الصندوق يعد من أكثر الجهات التي تدعم علاج أمراض الإيدز، والملاريا، والسل في جميع دول العالم، لذا حرصت وزارة الصحة على لقائهم للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.
وأشار إلى أن وزارة الصحة ناقشت سبل تقديم الدعم الفني لمصر للتوسع في تكنولوجيا صناعة الدواء والعلاج لأمراض السل، والإيدز، فضلًا عن تقديم الدعم للدول الأفريقية في علاج الملاريا، بما يمتلكون من تكنولوجيا في صناعة وتوفير العلاج بأسعار مناسبة لتلك الدول، يأتي هذا في إطار دور مصر الريادي، كونها رئيسًا للاتحاد الأفريقي.
واستعرضت وزارة الصحة تجربة مصر الرائدة في مبادرة "100 مليون صحة"، الأمر الذي أشادوا به، مؤكدين حرصهم على دعم ومساعدة مصر في خطتها لعلاج مرضى الإيدز من خلال توفير الأدوية المعالجة بسعر مناسب.
وقد يهمك أيضًا:
الأمم المتحدة تُحذِّر مِن "كارثة إنسانية" في محافظة إدلب السورية
مقتل جندي تابع للأمم المتحدة في هجمات في مالي
أرسل تعليقك