القاهرة - مينا جرجس
أكد حزب "المصريين الأحرار"، أن إيمان أعضائه وقياداته وكتلته البرلمانية الأكثرية بالثوابت الوطنية، كان دافعًا للدراسة العميقة والمتأنية والرصينة لاتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، مشددًا على أن موافقتهم عليها تحت قبة البرلمان، جاءت بما يشبه الإجماع في ظل مناخ من التخويف بلغ حد التطرّف لأغلبية النواب، فضلا عن التخوين الذي رشق به أصحاب الصوت العالي كل من حاول أن يُعمل العقل ويتحلى بالمسؤولية والضمير الوطني".
وقال الحزب، في بيان صحافي له، إنه "في هذه اللحظة، بعد إعلان الموافقة على الاتفاقية من جانب مجلس النواب، فإن جميع أعضائه وقياداته فخورين بموقفهم الذي أعلنوه في مواجهة الذين يمارسون المراهقة السياسية والفكرية عبر أساليب تؤكّد رفضها من جانب جموع شعبنا العظيم، الذي ترجم ذلك بالانصراف عن كل محاولات إثارة الاضطرابات بدعوات حمقاء للتظاهر يمكن أن تفجر الوطن، وتتسبب في خراب معلوم لكل مواطن، وسبق أن سقطت فيه أوطان وشعوب شقيقة، ندعو الله أن ينقذها منه وأن تتوقف ماكينات التخريب وسفك الدماء على أراضيها.
وأضاف الحزب أنّ "من يرون في أنفسهم معارضة، أساءوا لأنفسهم وللبرلمان بممارستهم المقصودة مع سبق الإصرار والترصد، حتى لا يعلو صوت فوق صوتهم، وإن كنا قد تحلينا بالصبر والصمت والهدوء في مواجهة العواصف والغبار التي أثارها من يختلفون معنا، فهذا لا يعني أننا سنواصل الاعتصام بالنهج ذاته في ظل إصرار هؤلاء على الإساءة للوطن ورموزه ومؤسساته الوطنية".
وبيّن الحزب أنه "سيواجه أولئك بصوت العلم والوطنية مع كل من يقدر على الحوار وممارسة الديمقراطية، ولن ندخل فى سجالات مع الذين يجيدون تزييف الحقائق وتسميم الرأي العام والوعي الجمعي لأبناء وطننا، وإن كان قد ظهر بيننا قلة رأت الاختلاف مع موقف الحزب، فهذا دليل على احترامنا للرأي الآخر، لكن الحزب سيكون له موقف مع أعضائه الذين ينزلقون لممارسة لغة التخوين والتخويف لمن يختلف معهم".
وأعلن حزب المصريين الأحرار، تحفظه على أداء حكومة المهندس شريف إسماعيل خلال الأشهر التي شهدت طرح هذا الملف منذ فتحه عند توقيع الاتفاقية قبل 14 شهرًا، لأن أعضاء الحكومة تركوا الساحة لكل الذين يجيدون تزييف الحقائق وتشويه صورة الوطن عبر جميع وسائل الإعلام داخليا وخارجيا، ويدفعنا ذلك إلى التأكيد على حاجة مصر لنهج وبناء إعلامي جديد، يقدر على التعامل مع محترفي تدمير العقول باسم الحرية والديمقراطية، وصولا إلى هدفهم بجعل الوطن يبدو كما لو كان يعاني حالة عدم استقرار.
وتقدم الحزب بمبادرة طرحها على جميع الأحزاب الوطنية، وكذلك ائتلاف "دعم مصر" نأمل من خلالها أن نجلس حول ورقة عمل سنعلن تفاصيلها قريبا، لدراسة توابع حالة التشكيك في موقف مؤسسات الدولة ورموزها، بارتداء "قميص تيران وصنافير"، مضيفاً "ونأمل أن تتعامل الحكومة مع تلك المبادرة بإيجابية، وتتعاطى معها بتفاعل، إذا كانت ترغب في ترسيخ روح المسؤولية وتعميق معاني الحوار عند مواجهة أزمات كتلك التي ترتبت على ترك الساحة خالية للذين يحترفون التخوين لمن يختلفون معهم، وإرهاب أصحاب الضمائر الوطنية."
وشدد الحزب على براءته مما سمّاه "ادعاءات مجموعة خارجة عن القانون"، تزعم أنها تمثل حزب "المصريين الأحرار"، وهؤلاء سبق أن كررنا وأكدنا أنهم "جماعة ساويرس" وليسوا منا، ويعرف القاصي والداني أن حزبنا تخلص منهم بموقف اتفقت عليه الأغلبية الساحقة خلال مؤتمر عام تاريخي، مشيرًا إلى أن احترامهم للقانون والنظام العام، جعلهم يتخذون جميع الإجراءات التي تضمن حق حزبنا في أن تبقى صورته ناصعة أمام الرأي العام، وأعرب عن ثقته المطلقة في القوات المسلحة "بيت الوطنية المصرية" ورجال الشرطة المحترمين الذين دفعوا ثمنا غاليا وفادحا لحفظ الأمن والاستقرار، منوهًا إلى احترامه لوزارة الخارجية وجميع المؤسسات الوطنية التي تحمل على عاتقها مسؤولية البناء واستعادة مكانة مصر في إقليمها وقارتها وبين جميع الأمم في العالم، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يقود مصر وسط خضم أوضاع شديدة الصعوبة داخليا وخارجيا، محققا إنجازات كبيرة تعيد لمصر مكانتها، وهذه القناعات لا يمكن أن تهتز لمجرد تعرض البلاد لهذه الزوبعة في فنجان والتي حاول البعض تضخيمها لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة يقودها ضيق الأفق.
أرسل تعليقك