c عودة اليمين المتطرف إلى واجهة المشهد الأوروبي عقب الفوز الساحق - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 09:34:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة اليمين المتطرف إلى واجهة المشهد الأوروبي عقب الفوز الساحق لجورجيا ميلوني

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عودة اليمين المتطرف إلى واجهة المشهد الأوروبي عقب الفوز الساحق لجورجيا ميلوني

الزعيمة اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني
روما ـ مصر اليوم

تعرضت إيطاليا فجر أمس الاثنين لزلزال سياسي كبير تفوح منه رائحة عودة اليمين المتطرف إلى واجهة المشهد الأوروبي بعد صعوده المتواصل منذ سنوات. وللمرة الثانية، بعد بريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تجد أوروبا نفسها أمام المجهول بعد الفوز الساحق الذي حققه حزب «إخوان إيطاليا»، الذي نشأ من ركام الحركة الفاشية، في الانتخابات العامة التي أجريت الأحد وسجلت أدنى نسبة من المشاركة منذ خمسة عقود.

وأفادت النتائج الأولية بأن ائتلاف اليمين، الذي يضم «إخوان إيطاليا» وحزب «الرابطة» اليميني المتطرف وحزب برلوسكوني، قد حصل على ما يزيد على 44 في المائة من الأصوات، ما يؤمن له أغلبية مطلقة في مجلسي الشيوخ والنواب. وحصل حزب ميلوني وحده على 26.5 في المائة من الأصوات، مضاعفاً 6 مرات النتيجة التي نالها في الانتخابات الأخيرة عام 2018 ما يجعل من زعيمته المرشحة الأولى لتشكيل الحكومة الجديدة لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ إيطاليا. ويتضح من هذه النتائج أن المزاج الانتخابي الإيطالي مال بوضوح إلى تأييد ائتلاف اليمين المتطرف واليمين المعتدل الذي يمثله رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني الذي تمكن، بعكس التوقعات التي كانت ترجح انهياره بشكل نهائي، من الحفاظ على شعبيته المحدودة، فيما ينذر انهيار حزب «الرابطة» دون 10 في المائة بأزمة داخلية حول زعامة ماتيو سالفيني.

وهذه هي المرة الأولى التي يعود فيها هذا التحالف اليميني إلى الحكم منذ العام 2011 عندما كانت إيطاليا قد وصلت إلى شفا الإفلاس على عهد حكومة برلوسكوني الرابعة التي كانت ميلوني تتولى فيها وزارة الشباب. وتظهر النتائج تطابقاً مع التوقعات التي كانت متداولة مطلع الصيف الماضي عندما قرر الائتلاف إسقاط حكومة ماريو دراغي الذي حافظ على حياد تام طوال الحملة الانتخابية. ويأتي هذا الدعم الواضح لميلوني بعد أن كان حزبها الوحيد الذي لم يشارك في الحكومات الثلاث الأخيرة، واستفاد من تفرده بالمعارضة لاستقطاب نسبة كبيرة من شعبية حزب «الرابطة» الذي كان منذ تأسيسه خزان اليمين المتطرف، والذي لم يحصل سوى على 8.5 في المائة من الأصوات بعد أن كان قد حصل على 33 في المائة في الانتخابات الأوروبية الأخيرة.

وفي أول إطلالة لها أمام جمهورها بعد ظهور النتائج الأولية فجر أمس الاثنين، استعادت ميلوني لدقائق خطابها الناري الذي أشعلت به الحملة الانتخابية لتعلن «لسنا نقطة الوصول، بل نحن نقطة الانطلاق، ولن نخون الذين وضعوا ثقتهم فينا»، قبل أن تقول: «أزف وقت المسؤولية. الوقت الذي يقتضي من الراغبين في دخول التاريخ، أن يدركوا المسؤولية الملقاة التي ألقاها على عاتقنا عشرات الملايين من المواطنين. وإذا طلب منا أن نحكم هذه الأمة، فسنحكمها لكل الإيطاليين». وأضافت زعيمة «إخوان إيطاليا»: «كانت حملة انتخابية بشعة، تعرضنا خلالها للتشهير وعانينا من قسوة الانتقادات، لكن الوضع الذي تسير نحوه إيطاليا، والاتحاد الأوروبي، بالغ التعقيد ويستدعي مساهمة الجميع في أجواء من الهدوء».

وفيما تشير النتائج المفصلة إلى أن الأصوات التي حصل عليها حزب «إخوان إيطاليا» تفوق بكثير على ما حصل عليه حزبا «الرابطة» و«فورزا إيطاليا» معاً، الأمر الذي قد يؤدي إلى توتر عند توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة. ويكاد التأييد الذي حصلت عليه ميلوني يعادل ما حصل عليه الائتلاف التقدمي الذي يرأسه الحزب الديمقراطي الذي سيكون الحزب الرئيسي في المعارضة بقيادة رئيس الوزراء الأسبق إنريكو ليتا.

وتكشف هذه النتائج أن هزيمة الكتلة التقدمية لا تعود فقط لتراجع شعبيتها، بل أيضاً للقانون الانتخابي الذي يجمع بين النظامين النسبي والأغلبية، ويكافئ الائتلافات التي تتشكل قبل الانتخابات، أي ما فشل الحزب الديمقراطي في تحقيقه مع الأحزاب والقوى التقدمية واليسارية الأخرى. ومن بين هذه الأحزاب حركة «النجوم الخمس» التي كانت قد فازت في الانتخابات الأخيرة، وتمكنت من الحصول على 15 في المائة من الأصوات في هذه الانتخابات بقيادة رئيس الوزراء الأسبق جيوزيبي كونتي، ورغم انشقاق زعيمها السابق ووزير الخارجية الحالي لويجي دي مايو الذي خسر مقعده في هذه الدورة.

ويستفاد من التحليلات الأولى أن الفوز الساحق الذي نالته ميلوني وحزبها «إخوان إيطاليا» ساهم فيه أيضا التدني الكبير في نسبة المشاركة في المقاطعات الجنوبية. ويذكر أن «إخوان إيطاليا» كان قد حصل على 4 في المائة فقط من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، وهي النسبة التي لم يتجاوزها في جميع الانتخابات التي سبق أن خاضها منذ تأسيسه في العام 2012، كما يعود هذا الارتفاع الكبير في شعبية «إخوان إيطاليا» إلى الاستياء الذي عم أنصار اليمين المتطرف من تقلبات زعيم «الرابطة» سالفيني وعثراته المتكررة، وإلى الإحباط المستشري من السياسة، كما يستدل من تدني نسبة المشاركة، والجنوح إلى اختبار التجارب الجديدة. يضاف إلى ذلك أن ثمة رغبة متنامية لدى الإيطاليين في إخراج اليمين المتطرف من دائرة المحرمات السياسية، إذ لا يرون تطرفاً في مواقفه التي تتعارض بوضوح مع بعض الإنجازات الاجتماعية المهمة في العقود الأخيرة. وإذا كان التدني في نسبة المشاركة يعني أن كثيرين لم يصوتوا لليمين المتطرف، فهو يعني أيضا أنهم لا يشعرون بقلق كبير إزاء وصوله إلى الحكم.

ومن القراءات الأخرى لهذه الانتخابات الإيطالية التي يمكن أن تمهد لنزعة على الصعيد الأوروبي، هو الذوبان التدريجي للقوى والأحزاب اليمينية في التنظيمات المتطرفة، بسبب من عجزها عن التجديد ومواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية وطرح الحلول المناسبة لها. وتجدر الإشارة إلى أن المرة الأخيرة التي خرج فيها رئيس الحكومة الإيطالية من صناديق الاقتراع كانت في العام 2008 عندما فاز سيلفيو برلوسكوني في الانتخابات وشكل حكومته الثالثة، ومنذ ذلك يخشى شركاء إيطاليا في الاتحاد أن يؤدي وصول ميلوني إلى رئاسة الحكومة إلى عرقلة عملية اتخاذ القرارات في ذروة أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وربما إلى تصدع وحدة الموقف في المواجهة مع موسكو. والسبب في ذلك أن إيطاليا ليست المجر، فهي القوة الاقتصادية الثالثة في أوروبا، وعضو مؤسس للاتحاد الأوروبي.

يضاف إلى ذلك أن ميلوني لا تصل إلى السلطة عن طريق المكائد المعهودة التي تجعل من رئاسة الحكومة الإيطالية أسرع المناصب السياسية للزوال، بل محمولة على أصوات عشرات الملايين من الإيطاليين الذين يتملكهم قلق عميق أمام الأزمة المتنامية، من الانكماش الاقتصادي الذي بدأت تظهر تباشيره في الأفق، إلى الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة، واتساع مساحة الفقر التي تغطي ستة ملايين إيطالي، فضلاً عن المخاطر الكامنة في الدين العام الهائل والخلل الهيكلي في العديد من القطاعات الأساسية. لكن الموقف الآن في المؤسسات الأوروبية هو الانتظار لمعرفة الخطوات العملية والتدابير الإجرائية التي ستتخذها الحكومة الإيطالية الجديدة التي ينتظر أن تتسلم مهامها أواخر الشهر المقبل، والبناء على مقتضاها. والمقتضى هنا، أوضحته رئيسة المفوضية أورسولا فون در لاين منذ أيام عندما قالت إن الاتحاد يملك الأدوات المناسبة لمواجهة أي تقويض لدعائم المشروع الأوروبي، كما حصل مع المجر وبولندا.
يبقى أن جيورجيا ميلوني الطالعة من صفوف الطبقة الكادحة في أحد أحياء روما الشعبية، والتي كانت تخدم في المنازل والمقاهي قبل أن تنضم إلى شبيبة الحركة الفاشية، هي وحدها اليوم الملكة غير المتوجة لإيطاليا، والمرآة التي تخشى أوروبا أن تنظر فيها إلى مستقبلها.

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يحترم «الخيار الديمقراطي» للإيطاليين الذي أدى إلى فوز اليمين المتطرف بالانتخابات العامة، داعياً روما إلى «مواصلة التعاون» مع الأوروبيين. وقال ماكرون في خطاب نشره قصر الإليزيه: «اتخذ الشعب الإيطالي خياراً ديمقراطياً وسيادياً. نحن نحترمه»، مضيفاً «بصفتنا جيرانا وأصدقاء، علينا مواصلة التعاون فيما بيننا».

وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن لإذاعة «آر إم سي» إنها لا تريد التعليق على الخيارات الديمقراطية للشعب الإيطالي، لكنها ترغب في التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي لديه قيم محددة يتمسك بها مثل حقوق الإنسان.
وفي المقابل، أشادت زعيمة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبان بفوز حزب «إخوان إيطاليا»، واصفة إياه بـ«التاريخي».
وغردت لوبان عبر موقع «تويتر»، أمس الاثنين، قائلة: «الشعب الإيطالي قرر استعادة مصيره، عبر انتخاب حكومة محبة لوطنها وقومية».
وتابعت لوبان: «لقد أبلت جورجيا ميلوني و(زعيم حزب الرابطة) ماتيو سالفيني بلاء حسناً لمقاومتهما تهديدات الاتحاد الأوروبي المناهض للديمقراطية والمتغطرس، وتحقيق هذا النصر العظيم». وأضافت السياسية الفرنسية: «في الوقت الذي تستيقظ فيه أوروبا بأكملها، بعد بولندا والمجر والسويد والآن إيطاليا، أحثكم على الانضمام إلى المسيرة الوطنية».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

50 مليون إيطالي إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تميل كفتها لصالح اليمين المتطرف

أوروبا تراقب إنتخابات إيطاليا والتنافس بين اليمين المتطرّف وحزب "أخوان إيطاليا والخيار المرّ

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة اليمين المتطرف إلى واجهة المشهد الأوروبي عقب الفوز الساحق لجورجيا ميلوني عودة اليمين المتطرف إلى واجهة المشهد الأوروبي عقب الفوز الساحق لجورجيا ميلوني



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon