القاهرة - مينا جرجس
أكد سياسيون وحزبيون مصريون، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر إقامة الرئيس المصري في نيويورك، وتأكيده خلال كلمته أمام الأمم المتحدة على أهمية إحياء عملية السلام، يعكسان دور مصر الريادي وحرصها على دعم السلام في المنطقة، مؤكدين أن اللقاء المشترك بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي يعجّل في إتمام عملية السلام.
وقال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، مكرم محمد أحمد، أن لقاء الرئيس السيسي برئيس الوزراء الإسرائيلي ، يمكن أن يساهم في إتمام عملية السلام، ويرى البعض أننا لن نتمتع بسلام حقيقي بسبب انتماء نتنياهو لليمين المتطرف، وسعيه لأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل.
وفي ما يتعلق بقرارات "حماس" الأخيرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، رأى رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أنها جيدة، ولكن تاريخنا السابق في التعامل معها على مدار 12 عامًا يجعلنا حذرين، لذلك يجب تقوية البيت الفلسطيني وترتيبه من الداخل لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني.
وقال النائب الدكتور سمير غطاس، عضو مجلس النواب المصري المعني بالملف الفلسطيني: إن المحور الرئيسي في لقاء السيسي ونتنياهو يتعلق بالمساعي الإسرائيلية في الحصول على ضمانات أمنية مصرية بشأن قطاع غزة، بعد الاتفاق الأخير مع حماس، فهذا هو الهم الأول لإسرائيل. وأضاف، أن "حماس" ما زالت من وجهة نظر إسرائيل حركة إرهابية، وهي تريد أن تحمّل مصر مسؤولية ضمان الأمن في قطاع غزة، مستبعدا أي تقدم ملموس على صعيد إحياء المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في الوقت الراهن.
وقال غطاس: "بالنسبة لعملية السلام، فالشروط بدت واضحة ومعروفة لكل الأطراف، إسرائيل تريد تعديل بندين رئيسيين في المبادرة العربية للسلام، الأول متعلق بإسقاط حق العودة، واستبعاد المطالبة بعودة الجولان السورية، باعتبار أنه لا يوجد طرف سوري واضح يمكنه استعادتها في الوقت الراهن". وتابع أن نتنياهو يطالب بالتطبيع العربي مع إسرائيل قبيل البدء في إجراءات التسوية، وهو عكس ما تنص عليه المعاهدة تماما. وفي كل الأحوال، هو ينتظر الموقف الأميركي الذي لم يكن حاسما حتى الآن".
وقالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي في مقر إقامته في نيويورك رئيس الوزراء الإسرائيلي كان بهدف خلق مناخ سياسي جديد بين الدول على أرض محايدة في الولايات المتحدة تجاه حل الأزمات والعقبات التي تعاني منها المنطقة من ظاهرة الإرهاب.
وأضافت أن ما يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل اللجان الإلكترونية الإخوانية بأن الرئيس طبع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مُستشهدين بالضحك الذي ظهر بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اللقاء بنيويورك غير صحيح على الإطلاق، مؤكدة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يقم بعقد زيارة واحدة حتى الآن إلى تل أبيب. كما أكدت أستاذ العلوم السياسية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه مقاليد نظام الحكم وهو يهتم بإعادة ريادة مصر في ملف العلاقات الخارجية بالدبلوماسية السياسية وليست بالقوى الهجومية غير البناءة.
ووصف رئيس حزب الجيل المصري، ناجي الشهابي، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنها شاملة وحددت بوضوح رؤية مصر في القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدا أهمية شراكة دول العالم فى مكافحة الإرهاب وأن مصر تواجهه بقوة نيابة عن العالم كله. وأضاف الشهابي، في بيان له، أن الرئيس السيسي كان واضحا وهو يدعو إلى عدم إشراك الدول الممولة الداعمة والمخططة والموفرة ملاذات آمنة للإرهاب وقادته في اجتماعات لمكافحته وأعرب عن دهشته من هذا الموقف المائع.
وتابع الشهابى أن الرئيس السيسى أظهر حرص مصر على حل القضية الفلسطينية بتوجيهه نداء إلى الفلسطينيين والإسرائيليين لاغتنام الفرصة الحالية وحقن دمائهم والدخول فى مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين، وأكد الرئيس من جديد موقف مصر الثابت المؤيد إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وكذلك دعا الرئيس الشعب الفلسطيني إلى نبذ الخلافات والاتحاد وكأنه يذكر العالم بالجهود التي تبذلها مصر لإنهاء الخلاف بين "فتح وحماس".
أرسل تعليقك