تقدمت الحكومة العراقية رسميا بمذكرة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وذلك جراء ما وصفته بـ "خرق" إسرائيل للمجال الجوي العراقي، واستخدامه للهجوم على إيران ليل الجمعة/السبت.يأتي ذلك قبل ساعات من اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي، الإثنين، لبحث الهجوم الإسرائيلي على إيران، بناء على طلب طهران وبدعم من الجزائر والصين وروسيا، بحسب سويسرا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس التابع للأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، في بيان إن الحكومة وجهت وزارة الخارجية بالتواصل مع واشنطن "بشأن هذا الخرق، طبقاً لبنود اتفاق الإطار الاستراتيجي الثنائي المبرم بين البلدين، والتزام الولايات المتحدة تجاه أمن وسيادة العراق".
وأكد العوادي، التزام الحكومة الثابت بـ "سيادة العراق واستقلاله وحرمة أراضيه"، لافتا إلى أنها "تعمل على مختلف الأصعدة لمواجهة هذه الانتهاكات".
وشدد البيان الحكومي، على عدم السماح باستخدام الأجواء أو الأراضي العراقية لـ "الاعتداء على دول أخرى، خصوصا دول الجوار التي تجمعها بالعراق علاقات احترام ومصالح مشتركة".
وأضاف أن هذا الموقف "يعكس حرص العراق على اتباع سياسة الحفاظ على استقرار المنطقة، من خلال منع أي استغلال لأراضيه في صراعات إقليمية، ودعمه حل النزاعات عبر الحوار والتفاهم المتبادل".
كان الجيش الإيراني قد ذكر، السبت، أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي العراقي المتاح للجيش الأمريكي (وفق اتفاق أمني بين واشنطن وبغداد)، "لإطلاق عدد من الصواريخ المحمولة جوا بعيدة المدى والمجهزة برؤوس حربية خفيفة للغاية" نحو إيران.
وقصف الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، مواقع عسكرية مرتبطة بالصواريخ في إيران، ردا على الهجوم الإيراني بالصواريخ البالستية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل. وتسبّبت الضربات الإسرائيلية بمقتل أربعة جنود إيرانيين.
في سياق متصل، قالت كتائب حزب الله العراقي، في بيان صدر في وقت متأخر من مساء الأحد، إن استخدام الأجواء العراقية لتوجيه ضربات لمنشآت إيرانية، يعد سابقة خطيرة لم تتعرض لها إيران من قبل.
ولفت البيان إلى وجود معطيات تشير إلى "استخدام أراضي الأردن، وصحراء الحجاز، ممراً للطائرات الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن هذا "ما كان ليحصل لولا وجود اتفاق وسبق إصرار مع الأمريكان المهيمنين على السماء العراقية".
وحذرت كتائب حزب الله العراقي من أن "الأمريكيين سيدفعون ثمن الاستهتار باستخدام الأجواء العراقية، وكذلك إسرائيل"، مضيفة أن "تجرؤهم ( الإسرائيليين) على إيران يعني أنهم سيتجرؤون على العراق حتما، إذا لم يدفعوا ثمن عدوانهم باهظا".
يذكر أن بغداد تتمتع بعلاقات وثيقة مع طهران، لكنها تتمتع أيضا بشراكة استراتيجية مع واشنطن، التي لديها قوات في العراق كجزء من تحالف دولي ضد الجهاديين.
وفي حين سعت الحكومة العراقية إلى تجنب الانجرار إلى الصراع الإقليمي المتصاعد، شنت بعض الفصائل العراقية الموالية لإيران هجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، وأعلنت مسؤوليتها عن مهاجمة إسرائيل بطائرات مسيرة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك