القاهرة - محمود حساني
أقدّم طالب مصري، يبلغ من العمر 11 عامًا، في الصف السادس الابتدائي، على الانتحار شنقًا، عقب قيام والديه بمعاتبته لعدم اهتمامه بالدراسة، ورفضهم ذهابه معهم إلى الكنيسة .
وسمع جيران الطفل كيرلس أيمن عبده دانيال، الطالب في مدرسة العائلة المقدسة، والبالغ من العمر 11 عامًا، ومُقيم في شارع 17 في منطقة العزبة البحرية، التابعة لحلوان، صوت استغاثته، وبعد كسر الباب والدخول وُجد الطفل مُعلقًا بالحبال ومشنوقًا وعاريًا من ملابسه، فتم إبلاغ الشرطة، وعلى الفور انتقل فريق من قسم شرطة حلوان إلى مكان الحادث، للوقوف على ملابسات الواقعة.
وتبيّن من التحريات أن الوالدين تركا الطالب في المنزل وحده، بعد معاتبة والدته له على عدم الاهتمام بدراسته، ومنعه من الذهاب للكنيسة حتى الانتهاء من الدراسة، وهو ما أثر في نفسيته. وعقب خروجهم، ظل الطالب يبكي حتى قرر إنهاء حياته، عن طريق شنق نفسه بمروحة المنزل، وارتفع صراخ الطالب عقب تعليق رقبته في المروحة، وحاول جيرانه فتح باب الشقة إلا أنهم لم يستطيعوا إنقاذه، حتى حضرت شقيقته وفتحت الباب لتجده جثة هامدة.
وأمرت نيابة حلوان بالتصريح بدفن جثة الطالب، عقب ثبوت عدم وجود شبة جنائية في الحادث، بشهادة أهالي الحي الذين سمعوا صراخ الطالب.
ويعد الانتحار من الظواهر الخطيرة التي ابتلي بها المجتمع المصري خلال العقد الأخير، والتي ازدادت حدتها خلال السنوات الخمسة الأخيرة، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وعجز الكثير من المواطنين عن مواجهة الظروف وتدبير احتياجاتهم المعيشية. ووفقًا لدراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية، احتلت مصر المركز الـ96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المُقبلين على الانتحار.
وشهد عام 2011، وهو العام الذي اندلعت فيه ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق، حسني مبارك، 3788 حالة انتحار متنوعة بين الذكور والإناث، وجاء سوء الظروف الاقتصادية على رأس الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى الانتحار، كما أكد المجلس القومي للسموم، التابع لجامعة القاهرة، في منتصف عام 2016، وقوع 580 حالة انتحار بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و23 عامًا.
أرسل تعليقك