يصنع شباب مصر مشروعا جديدا يحمل الخير وينقل التنمية إلي أرض الفيروز، ألا وهو مشروع أنفاق الإسماعيلية "أنفاق الخير"، تحقق الحلم أسفل قناة السويس في مدينة الإسماعيلية لربط سيناء بالوطن الأم، وفقا إلى خطة الدولة لتنمية أرض الفيروز، وأصبح حقيقة واقعة على أرض الفيروز، لتكون شرايين حياة جديدة لربط شرق القناة بغربها.
العبور إلى سيناء لا يتجاوز ٨ دقائق
البداية كانت من المنطقة الأمنية خارج النفق والتي يتم بها إجراءات التفتيش والكشف عن المتفجرات وأي أعمال للتهريب، ويوجد بها 10 نقاط للتفتيش بأشعة (لكل اتجاه 4 منها للسيارات الملاكي و6 للنقل الثقيل والأوتوبيسات) بإجمالي 20 نقطة تفتيش من جهتين النفق، ويتم بعد تجاوزها الذهاب إلي بوابات دفع الرسوم، وهي علي بعد أكثر من 2500 متر من جسم النفق الرئيسي، ويوجد بمنطقة الرسوم والتفتيش ساحات للانتظار ومسجد ومنطقة خدمات للسيارات، ومبانٍ إدارية للتفتيش، لنبدأ الرحلة لجسم النفق الرئيسي.. طريق طويل تم تصميمه بدقة متناهية وتم تزيينه بأشجار كثيرة مختلفة الأنواع في الجزيرة الوسطي لتري بعد ذلك النفق المؤدي إلى أرض الفيروز والمار أسفل قناة السويس «القديمة والجديدة».
العمل بالأنفاق يتم وفقاً للمعايير الدولية بأسلوب علمي متقدم جدا، حيث يحتوي كل نفق على آخر أسفل منه وممرات للطوارئ، وأنظمة لمكافحة الحرائق، وكاميرات مراقبة، فضلاً عن نظام إضاءة «ليد» حديث، وكذلك وجود مكبرات الصوت لكل 100 متر لتوجيه قائد السيارة في حالة حدوث أي طارئ أو عطل، وخلال تفقدنا للنفق وجدنا أنه تم الانتهاء من أعمال الدهانات واختبار وسائل الإنارة، كما تم الانتهاء من الطبقة السطحية الأخيرة للأسفلت، وتشغيل أنظمة إطفاء الحرائق، بالإضافة إلي تشغيل المراوح الخاصة بالتهوية، ودهان النيوجيرسي، وتشغيل الإشارات الإلكترونية ووضع العلمات الإرشادية، كما تم الانتهاء من تركيب كاميرات المراقبة.
اقرأ أيضـــــــــــــَا
- شريف إسماعيل يؤكد تقدم العمل في مشاريع التنمية في سيناء
ويعمل في النفق نظامان للإطفاء، الأول أتوماتيكي عن طريق مواسير معلقة في أعلي النفق تضخ مادة للسيطرة علي الحريق سريعاً، بخلاف النظام اليدوي وهو عبارة عن وحدة إطفاء صغيرة كل 50 مترا يوجد بها طفايات حريق مختلفة الاستخدامات بخلاف خرطوم إطفاء متصل بالمياه مباشرة، كما أن هناك فرد خدمة علي كل وحدة إطفاء للتعامل السريع لحين وصول سيارات الإطفاء إذا لزم الأمر.
ويوجد 23 غرفة طوارئ بطول النفق للأفراد علي جانبي النفق بها سلم يصل إلي أسفل النفق، وذلك كل 250 مترا تقريباً، وهناك صدادات خرسانية بجانبي الطريق بعرض 60 سنتيمترا من الأسفل لحماية جسم النفق من أي اصطدام، كما يوجد 4 ممرات عرضية بطول 12.5 متر تربط النفقين، لنخرج بعد ذلك من الجهة الأخري للنفق ونري مدينة الإسماعيلية الجديدة فور خروجنا، لنري بشائر التنمية وقد دبت في أرض سيناء، ونعاود بعد ذلك التحرك من النفق الآخر لنعود إلي الإسماعيلية مرة أخرى.
النفق عبارة عن حارتين لمرور السيارات عرض الحارة الواحدة 3.70 متر، وسرعة السيارة 60 كيلومترا في الساعة مراقبة بالرادار، ونظراً لأن النفق عبارة عن أسطوانة فإن الجزء الأسفل من الأسطوانة أسفل طبقة الأسفلت مفرغ وهو مخصص لخدمات النفق ويوجد به نفق للأفراد للطوارئ.
حلقات خرسانية
التقينا المهندس محمد ريشه أحد المهندسين المشرفين على المشروع بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والذي أكد أن طول النفق الواحد يبلغ نحو 6 كيلو مترات من غرب القناة إلى الاتجاه الشرقي إلى سيناء، حيث يجري العمل داخل نفقين للسيارات أحدهما متجه إلى شرق القناة، والآخر مخصص للعودة من سيناء إلى غرب القناة.
وأوضح أن النفق عبارة عن حلقات خرسانية جاهزة الصب، حيث تم للمرة الأولى إقامة مصنع عملاق لإنتاجها بالقرب من المشروع، مشيرا إلى أن النفق يصنف الثالث على مستوى العالم من حيث القطر، الذي يبلغ 13.20 مترا، وذلك بعد الصين وتركيا، فضلا عن أنه ينفذ لأول مرة بمصر وبأيادٍ مصرية 100٪.
وأضاف أن نفق الشهيد أحمد حمدي نفذته شركة يابانية في 7 سنوات، بينما تم الانتهاء من الأنفاق الجديدة في 3 سنوات ونصف بقطر أكبر أربعة أمتار، حيث يبلغ قطر نفق الشهيد أحمد حمدي 9 أمتار، وأشار إلى أن العمل استمر في المشروع على ورديات على مدار الـ24 ساعة وعمل الماكينات علي ورديتين »12 ساعة» لكل وردية، ووصل عدد العمالة نحو 3 آلاف عامل ومهندس وفني، موضحا أن مصنع تصنيع حلقات النفق كان يعمل 3 ورديات.
وأضاف أنه سيتم إجراء تفتيش كامل للسيارات وقائدها وجميع العابرين وذلك بواسطة أجهزة حديثة ومتطورة، للكشف عن أي مخالفات من الممكن عبورها لأرض سيناء أو المجيء بها منها، موضحا أن تلك الإجراءات ستستغرق قرابة الـ10 دقائق فقط.
شملت علميات حفر الأنفاق ثلاث مراحل; أولها التخطيط، وثانيها تركيب الماكينات وتشغيلها حتي الانتهاء من الحفر طبقا للجدول الزمني، حيث كلفت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الشركات بتكوين تحالفات للانتهاء من حفر الأنفاق في أسرع وقت وبجودة عالية، مضيفا أنه تم تركيب حوائط لوحية داخل الأنفاق بأطوال 250 مترا، وهو ما يعتبر من أكبر المشاريع في العالم التي يتم تركيب مثل هذه اللوحات بها.. وتم إنشاء 4 بيارات للصيانة والتهوية، منها 2 بيارة غرب القناة القديمة، و2 بيارة شرق قناة السويس الجديدة بالأنفاق الجديدة.
4 أنفاق
صعاب عديدة واجهت رجال القوات المسلحة، 4 أنفاق تمر تحت قناة السويس القديمة والجديدة، ماكينات للحفر غير متوافرة، تربة يصعب الحفر فيها، عامل الوقت يداهمهم، بالإضافة إلي تحقيق أفضل معايير الأمن والسلامة والجودة.. ولكن كعادتهم رفعوا شعار الرئيس السيسي »نحن نتحدي التحدي»، مصممين علي قهر أي صعاب تواجههم.
مجموعتا الأنفاق أسفل قناة السويس المجموعة الأولي بمنطقة جنوب بورسعيد بعلامة كم 19،150 ترقيم قناة، وشمال الإسماعيلية بعلامة كم 73،250 ترقيم قناة، وتتكون كل مجموعة من نفقين للسيارات «بمعدل نفق لكل إتجاه مرور» وتم تصميم هذه الأنفاق بقطر خارجي 12.6 متر، وعلي عمق 16 – 20 مترا أسفل منسوب قاع المياه لقناة السويس، وتم التعاقد علي شراء 4 ماكينات للحفر من أفضل الشركات الألمانية العالمية ثم تقوم الشركات المصرية الوطنية الكبري بتنفيذ المشروع، وتم الاشتراط علي الشركة الألمانية، بأن يقوم مهندسوها بقيادة ماكينة حفر أول نفق لمسافة 100 متر، ثم يستمروا مع العمالة المصرية كنوع من التعاون معها من أجل اكتساب الخبرة، ثم يقوم مهندسونا بالعمل في باقي الأنفاق بأنفسهم، كما تم الاتفاق مع الشركة الألمانية بأنها سوف تستعين بالشركات المصرية في تنفيذ أي أعمال تطلب منها في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا في الفترة القادمة، بالإضافة إلي تدريب 40 مهندسا من الشركات المدنية والهيئة الهندسية سافروا إلي ألمانيا للتدريب علي تشغيل وصيانة الماكينات كما تم طلب »محاكاة» للماكينات التي تم شراؤها لتدريب العاملين بمصر الذين لم يتمكنوا من السفر للتدريب، كما تم الاتفاق مع الشركة علي توفير مصنعين للحلقات الخرسانية اللازمة للمشروع في موقعي العمل ببورسعيد والإسماعيلية.
4 شركات رئيسية تعمل في مشروع الأنفاق منهم اتحاد بين شركتين في الإسماعيلية وهي »بتروجت وكونكرد» وشركتين تعملان في مشروع أنفاق بورسعيد وهي شركة» أوراسكوم والمقاولين العرب» وهناك من 20 إلي 24 شركة من الباطن بعمالة مباشرة تصل إلي 3 آلاف عامل مباشر.
ويعد الاسمنت المستخدم في تجهيز الخرسانات من نوع مقاوم للعوامل الخارجية التي تطرأ علي التربة سواءً من مياه جوفية أو تسريبات من مياه المجري الملاحي.. ويتم تصنيع في المصانع المصرية بمنطقة سيناء والوادي ويتم توريدهم للمشروع بأسعار خاصة كما يتم دعم هذه القطع بحديد تسليح ذي كفاءة عالية و»تخانات» عالية مما يجعلها قادرة علي تحمل ضغط التربة والأحمال الثقيلة وضغط مياه قناة السويس.
ماكينتا حفر تعمل في مشروع أنفاق الإسماعيلية؛ وهي »ملكية مصرية وغير مستأجرة» كما توجد ماكينتان أخريان تعملان في أنفاق بورسعيد وهما أيضا ملكية مصرية خالصة.
أهمية الأنفاق
تربط الأنفاق الضفة الغربية من قناة السويس بالضفة الشرقية في سيناء، وستساهم في عملية سهولة نقل البضائع والركاب، كما أنها ستساهم في رفع المعاناة عن المواطنين، وذلك بسبب انتظارهم وانتظار السيارات بأنواعها المختلفة، خلال استقلالهم للمعديات ونفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس،.. كما أن مصانع الرخام في سيناء ستقوم بتصريف منتجاتها في الدلتا وباقي الجمهورية.. وستقوم بتسهيل حركة المستثمرين وتشجعهم علي استصلاح أراض في وسط سيناء، كما تم تطوير وتوسعة الطرق علي جانبي القناة مثل طريق شرق بورسعيد / شرم الشيخ شرق القناة بطول 500 كم ليكون طريقا باتجاهين بواقع 3 حارات مرورية كل اتجاه، وطريق الاسماعيلية / بورسعيد غرب القناة بطول 104 كم ليكون طريقا حرا من الاتجاهين بواقع 4 حارات مرورية لكل اتجاه، وإنشاء محور 30 يونيو والذي تم الانتهاء منه حاليا والذي يبدأ من الطريق الدولي الساحلي جنوب بورسعيد حتي طريق القاهرة / الاسماعيلية الصحراوي عند علامة 90 كم بطول 102 كم وعرض 5 حارات مرورية لكل اتجاه.
وتولى الدولة أرض الفيروز أهمية خاصة وأولوية في مشاريع التنمية التي تقوم بها في كل ربوع الوطن، وعندما كانت تنمية سيناء تبدأ من ربطها بالوادي فقد بدأ تنفيذ مجموعات أنفاق السيارات لتحقيق ذلك الهدف.. وأهمية أنفاق قناة السويس سوف تظهر بعد تسكين مدينة الإسماعيلية الجديدة، وبدء إنشاء مشاريع الهيئة الاقتصادية بقناة السويس، ولن يكون هناك أي تكدس للسيارات للدخول إلى الأنفاق من اتجاه الإسماعيلية.
ويبلغ قطر النفق الخارجي يبلغ نحو 12.6 متر، والداخلي 11.4 متر، وطول النفق الواحد نحو 2850 مترا ويصل إلي 3850 مترا بالمداخل والمخارج، وتبلغ المسافة بين النفقين الشمالي والجنوبي 13 مترا، وتحتوي الانفاق علي ممرات طوارئ للأفراد، ويخدم كل نفق اتجاها مروريا واحدا ويحتوي علي حارتين مروريتين بعرض 3.65 متر لكل حارة وبارتفاع 5.5 متر، وأن إجمالي كميات الحفر النفقي بلغت حوالي مليون متر مكعب وأعمال الردم لزوم تحسين خواص التربة بمنطقة التجهيزات ومداخل ومخارج الأنفاق شرق وغرب القناة 2 مليون متر مكعب، بينما بلغت كميات الخرسانة الجاهزة المستخدمة مليونا ومائتي ألف متر مكعب، وكميات الحديد المستخدمة إلى مائة ألف طن.
وقد يهمك ايضـــــــــــــــــــًا
- وزيرة التضامن ترعى احتفالية "طالعين على أرض الفيروز"
- البرلمان المصري يوصي بإعادة النظر في بند الأجور بموازنة قناة السويس
أرسل تعليقك