أكدت الرئاسة الروسية اليوم الخميس، ثبات موقفها الداعم للحكومة الشرعية في فنزويلا والرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، محذرة من "عواقب كارثية لأي تدخل عسكري هناك"، وأكد أن لا مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن هذه الأزمة، وأن موسكو لا تتنفس معها في هذا الموضوع.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، حذر من اللجوء إلى الحل العسكري في فنزويلا، مشيرا إلى أن ذلك سيكون كارثيا. وقال ريابكوف إن "النتائج المترتبة من التدخل العسكري المحتمل في فنزويلا ستؤثر على خارج البلاد أيضا"، موضحا أنه "من الصعب التنبؤ بعواقب التدخل العسكري، لكن من الواضح أن الاستخدام المحتمل للقوة في هذه الحالة سيؤدي إلى إراقة الدماء وإلى عواقب ستمتد أيضا إلى خارج فنزويلا".
وأشار نائب وزير الخارجية في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، إلى أن "موسكو تأمل في أن يساهم اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بفنزويلا، والتي ستنعقد اليوم في عاصمة الأوروغواي مونتيفيديو في إيجاد حل للأزمة".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن ريابكوف قوله، إن "روسيا كانت تأمل في أن تحصل على فرصة الانضمام للعمل الذي يبدأ في مونتيفيديو اليوم، على الأقل بصيغة دولة مراقبة، لكن قيل لنا إن هذه الصيغة غير مخصصة لأي جهة"، معربا عن أمله في أن يساهم الاجتماع في حل الأزمة الفنزويلية".
وسط ذلك، اعتبر المعهد السويدي للدراسات الدفاعية، أن "روسيا أصبحت أكثر نشاطًا في التدريب على بدء حرب شاملة وشنّها في أي وقت"، لافتاً الى أن "التدريبات العسكرية الاستراتيجية للجيش الروسي أصبحت الآن أكثر طموحا".
وأوضح المعهد السويدي للدراسات الدفاعية (FOI) في دراسة نشرها اليوم أنه: "إذا كانت روسيا تولي اهتماما أكبر لتطوير مهارات حل النزاعات المحلية الصغيرة، فإن التدريبات العسكرية الاستراتيجية المنتظمة للجيش الروسي أصبحت الآن أكثر طموحا، كما لو أن حربا شاملة قد تندلع غدا".
واستشهد المحللون السويديون على سبيل المثال بتدريبات "الغرب 2017" في المنطقة العسكرية الروسية الغربية، والتي شارك فيها حوالي 5.5 ألف عسكري روسي، بالإضافة إلى تدريبات "الشرق 2018"، حيث شارك فيها حوالي 300 ألف عسكري.
ويؤكد معدو الدراسة: "أن الجيش الروسي زاد بشكل ملحوظ من استعداداته القتالية، وأصبح قادرا في وقت قصير على الانتقال من زمن السلم إلى أداء المهام القتالية بفعالية أثناء الحرب".
وتجري القوات الروسية تدريبات واسعة النطاق في البلاد مرة واحدة في السنة، في واحد من الاتجاهات الأربعة، من أجل تعليم الجيش على" شن الحرب في معظم الاتجاهات القارية".
وقال رئيس معدّي الدراسة، يوهان نوربرغ: "تستعد روسيا لشن حرب إقليمية وربما حروب مفتوحة تمتد في الوقت المناسب ضد خصوم محتملين كبار من وزن حلف شمال الأطلسي والدول العظمى فيه".
كما يشير المحللون في دراستهم إلى أن روسيا تراقب بشكل منهجي الاستعداد القتالي لقواتها منذ عام 2013، ويشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا بشكل دائم في هذه العملية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.
قد يهمك ايضا : ترامب يعمل على تحقيق الدعم الداخلي لخوايدو
رئيس البرلمان الفنزويلي يرجح منح عفو للرئيس مادورو
أرسل تعليقك