أكّدت مصر مرارا خلال الأسابيع الماضية على رفضها استمرار عسكرة إسرائيل لمعبر رفح الحدودي، أقصى جنوب قطاع غزة، و أدت إلى إقفاله وعرقلة دخول شاحنات الإغاثة، وتمسّكت القاهرة من جديد في التشاور من أجل التوصل إلى صيغة تعيد الحياة إلى هذا الممر البري الحيوي لغزة.وقالت المصادر إن الاجتماع الذي عقد، الأحد الماضي، وشارك فيه مسؤولون أميركيون ومصريون وإسرائيليون فشل في إحراز أي تقدم يفضي إلى إعادة فتح المعبر.ووفقاً للمصادر فإن السبب يعود إلى رفض الجانب الإسرائيلي السماح بأي دور للسلطة الفلسطينية في تشغيل هذا الموقع الاستراتيجي، وفق ما أكد أربعة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وكان شارك بهذا اللقاء الذي عقد في القاهرة وفد أميركي ترأسه تيري وولف، كبير مديري الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، فيما ترأس الوفد الإسرائيلي منسق الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الجنرال غسان عليان، فضلا عن مسؤولين من جهاز الأمن العام الشاباك.
أما من الجانب المصري، فشارك مسؤولون من جهاز المخابرات والجيش.وخلال الاجتماع، طرحت الولايات المتحدة ومصر إمكانية إعادة فتح المعبر مع تسليم إدارة الجانب الفلسطيني منه إلى ممثلين عن السلطة الفلسطينية، حسب ما نقل موقع "أكسيوس"، اليوم الجمعة.
قائمة بـ 330 فلسطينياً
كما كشف الوفد الأميركي أن السلطة الفلسطينية في رام الله أعدت قائمة تضم نحو 300 فلسطيني من غزة، على استعداد للعمل في المعبر، مؤكدة أنهم لا ينتمون لحماس.
و أكد الوفد الإسرائيلي أنه مستعد لفحص هؤلاء الفلسطينيين المدرجين في القائمة، والسماح لمن لا ينتمون إلى حماس بتشغيل المعبر جنبا إلى جنب مع مراقبين تابعين للاتحاد الأوروبي، كما كان الحال عليه قبل سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007.
لكن إسرائيل رفضت أن يقوم هؤلاء بإدارة المعبر بصفة "ممثلين رسميين للسلطة الفلسطينية"، بل "كلجنة مدنية محلية".
و هو ما رفضه الجانب المصري والسلطة الفلسطينية على السواء.إلا أن المصريين اقترحوا بعدها عقد اجتماع متابعة مع مدير المخابرات في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد الفرج لبحث الموضوع لاحقا.
وعلى مدى الأشهر الماضية، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاركة السلطة الفلسطينية بأي شكل في غزة في كل اجتماع تقريبًا عقده مع مسؤولي الإدارة الأميركية.
ولا يزال حتى الآن رافضاً إعطاء السلطة الفلسطينية التي يتهمها بحماية حماس، أي دور في المشاركة بحكم أو إدارة غزة سواء حالياً أو ما بعد الحرب أو حتى في إدارة معبر رفح.
فيما أكدت مصادر مطلعة أن نتنياهو يتناقض تماماً مع السياسة التي تمت الموافقة عليها في مجلس الوزراء الحربي قبل أيام، والتي أفادت بأن إسرائيل ستوافق على أن يتم تشغيل معبر رفح من قبل أي كيان حكومي فلسطيني آخر غير حماس.
يذكر أن التوتر بين إسرائيل ومصر كان اشتد خلال الأسابيع الماضية، لاسيما بعد سيطرة القوات الإسرائيلية في السابع من مايو على الجانب الفلسطيني من معبر رفح
فيما تمسكت القاهرة بعدم فتح المعبر طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية عليه.
وينوي وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن التوحّهً إلى إسرائيل يوم الاثنين القادم في زيارة هي الثامنة له منذ تفجّر الحرب على قطاع غزة، تواصل الإدارة الأميركية الضغط من أجل التوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية.
فقد كشف مسؤولون أميركيون مطلعون أن واشنطن طلبت من بعض حلفائها في المنطقة الضغط على حماس من أجل قبول المقترح الذي كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الماضي، حسب ما نقلت شبكة سي إن إن، اليوم الجمعة.
كما أوضحوا أن إدارة بايدن حثت قطر ومصر وتركيا على زيادة الضغط على حماس بطرق متعددة، من تقييد تحركات مسؤوليها إلى التهديد بطردهم.
كذلك كشفوا أنها طلبت من تلك الدول التهديد بتجميد الحسابات المصرفية لأعضاء حماس وتضييق الخناق على قدرتهم على السفر والتنقل بحرية في المنطقة.
طرد من الدوحة
كما شجعت واشنطن قطر التي تستقبل عاصمتها المكتب السياسي لحماس، على الإعلان عن أنها ستطرد الحركة إذا لم تقبل الصفقة، وفق ما أكد أحد المسؤولين الأميركيين.
وقال إنه بعد أشهر من تحذير حماس بمخاطر رفضها التوصل لاتفاق مع إسرائيل وإمكانية طرد مسؤوليها، وجهت قطر بالفعل الآن هذا التهديد بالطرد، حسب زعمه.
وسط تلك الضغوط، لا تزال بعض المؤشرات الإيجابية تتردد في واشنطن، إذ أوضح مسؤول أميركي أن إدارة بايدن تعتقد أن هناك فرصة لإبرام اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى.
كما قال مصدر آخر إن مصر تلقت إشارات مشجعة من حماس بشأن الاقتراح الأخير، على الرغم من رفضها تقديم تفاصيل دقيقة عن تلك المؤشرات.كذلك، لفت إلى أن القاهرة تمارس بدورها ضغطاً كبيراً على الحركة، بشكل أقوى من السابق، للموافقة على الصفقة، حسب زعمه.
يذكر أنه من المتوقع أن ترد حماس على الاقتراح الإسرائيلي الذي عرضه بايدن الأسبوع الماضي خلال الأيام المقبلة.على الرغم من أن الحركة كررت مجددا أمس ربط موافقتها على أي اتفاق بوقف دائم للحرب وانسحاب إسرائيل من كامل القطاع.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
اشتباك إسرائيلي فلسطيني يودي بحياة جندي مصري على حدود مع رفح والقاهرة مصري نكشف الأسباب
مجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئاً الثلاثاء عقب "مجزرة رفح" وسط تنديد عالمي بالهجوم الإسرائيلي
أرسل تعليقك