القاهرة – أكرم علي
أكّد المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أنه لم يتقرر حتى الآن موعد انعقاد الاجتماع التساعي الثالث بشأن "سد النهضة"، والذي كان مقرر عقده اليوم وغدا، ويضم وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة المخابرات في كل من مصر والسودان وأثيوبيا.
وأوضح أبو زيد في تصريحات له، أن موعد الاجتماع التساعي الذي كان من المقرر عقد اجتماعه اليوم الإثنين، تم تحديده خلال الاجتماع التساعي الثاني بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم 15 من شهر مايو(أيار) الماضي علي أساس تنفيذ بعض الاستحقاقات المرتبطة بتسليم الدول الثلاث استفساراتها بشأن التقرير الاستهلالي إلى المكتب الاستشاري المعني بدراسات السد، مشيرا إلى أن لم يتلقوا رد من المكتب الاستشاري بشأن تلك الاستفسارات، هو ما لم يتحقق حتى الآن، مما أدى إلى تأجيل الاجتماع التساعي الثالث لحين تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع التساعي الأخير في أديس أبابا.
وينص اتفاق المبادئ في عام 2015 على إقرار حقوق دولتي المصب مصر والسودان والالتزام بالاحتياجات المائية لمصر، والاحتياجات التنموية لإثيوبيا، فضلا عن أهمية استكمال الدراسات الفنية لمعرفة الآثار الجانبية للسد على دولتي المصب، فيما ذكرت صحيفة "جلف بيزنس" أنه خلال الأيام القليلة الماضية كانت هناك تدخلات إماراتية وسعودية لتغيير موقف إثيوبيا، حيث تدعم كل من الإمارات والسعودية الجانب المصري في المفاوضات، وهو ما أثر على موقف آبي أحمد مؤخرا بشأن طلب مصر لمد فترة ملء السد إلى 10 سنوات، فضلا عن دور مصري في إدارة السد، وتواجد فني وتقني واستثماري للمشاركة في تمويل النهضة، وهو ما يؤهل القاهرة لإدارة السد جنبا إلى جنب مع إثيوبيا، الأمر الذي يعطي مصر حق إدارة مياه النيل أيضا.
وأضاف مراقبون أن تخفيف تأثير السد لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق إقناع إثيوبيا بالموافقة على ملء الخزان لمدة تزيد على ثماني أو عشر سنوات، بدلًا من الثلاث المخططة، وقد حاولت القاهرة تحويل النزاع إلى فرصة للتعاون، وأوضح التقرير أن الصندوق المشترك لمشاريع البنية التحتية في مصر وإثيوبيا والسودان يمكن استخدامه لتعويض إثيوبيا ماديًا إذا ما وافقت على زيادة فترة ملء خزان السد.
وأكدت الصحيفة أن مساعدات الإمارات لإثيوبيا، والتي وصلت قيمتها الإجمالية إلى ثلاثة مليارات دولار والتي منحتها الإمارات بعد اجتماع آبي أحمد مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، تأتي في المقام الأول، بعد أن قدم أحمد لهجة تصالحية جديدة في خضم نزاع طويل ومرير حول السد الذي تبنيه على نهر النيل، علمًا أن رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، كان قد تعهّد بعدم إضرار بلاده بحصة مصر من مياه نهر النيل وذلك خلال زيارته الأولى للقاهرة الأسبوع الماضي.
أرسل تعليقك