تواصل وزارة البترول والثروة المعدنية، خطوات جادة في تنفيذها للعمل على تحويل مصر إلى مركز دولي للطاقة، استغلالًا للاكتشافات الغازية الضخمة التي أعلنت عنها الوزارة خلال الفترة الماضية، يأتي هذا بالإضافة إلى استغلال البنية التحتية وأصول مصر من معامل تكرير ومحطات الإسالة والتسهيلات لتصبح مورد وناقل للطاقة إلى الدول كافة في المنطقة.
وأعلنت وزارة البترول، الثلاثاء، عن توقيع ثلاثة اتفاقات جديدة للتنقيب عن النفط والغاز مع شركات من بينها إيني الإيطالية باستثمارات إجماليها نحو 139.2 مليون دولار لحفر 15 بئرًا جديدة، موضحة في بيانها إن أحد الاتفاقات أُبرم مع شركات المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وثروة للبترول وإيني بمنطقة نور في البحر المتوسط لحفر بئرين باستثمارات قيمتها 105 ملايين دولار.
وأضافت الوزارة أن الاتفاق الثاني أُبرم مع الهيئة المصرية العامة للبترول وإيني واينا نفتالين الكرواتية داخل منطقة رأس قطارة في الصحراء الغربية لحفر تسع آبار بإجمالي استثمارات 11.7 مليون دولار، أما الاتفاق الثالث فكان مع هيئة البترول وإيني وبي بي البريطانية ويخص منطقة دلتا النيل لحفر أربع آبار باستثمارات 22.5 مليون دولار، وفقًا للبيان، وتشمل الاتفاقات منح توقيع بقيمة 55 مليون دولار.
وأكد المهندس طارق الملا، وزير البترول، أن هناك أهداف عدة تعمل الوزارة على تحقيقها في الفترة المقبلة، أبرزها تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة، وما يلزمه ذلك من استيراد غاز من بعض الدول المجاورة، وإسالته في مراكز مصرية، ثم تصديره إلى الخارج، بالإضافة إلى أهداف أخرى تتمثل في تحقيق اكتفاء ذاتي من الغاز وتلبية احتياجات السوق المحلية منه ثم تصدير الفائض إلى الخارج، كما تعمل "البترول" على تحقيق خطة الرئيس لتوصيل الغاز إلى المنازل بنجاح وتستهدف 13 مليون وحدة سكنية بحلول 2021.
وأضاف "الملا"، في تصريحات له، أنه تم مد 9 ملايين وحدة حتى يونيو/ حزيران الماضي، موضحًا أن تحسُّن وضع مصر الدولي والتزامها بسداد مديونيات الشركاء الأجانب، أهم عوامل إقبال الشركات العالمية على الاستثمار في البترول المصري.
وقال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة في الجامعة الأميركية، إن هناك دعم من جانب الاتحاد الأوروبي وبخاصة وكالة الطاقة الأوروبية، من أجل تعويض أوروبا بحوالي 12% من نسبة ما تستهلكه من الطاقة، موضحًا أن أسرع وأمن منطقة هو مد الخط المصري القبرصي، كما أن هيئة الطاقة الأوروبية ستقوم بإعطاء قرض لقبرص واليونان لمد الخط للجنوب اليوناني بطول 70 كيلو متر.
وأضاف "القليوبي"، أن ربط خط الغاز المصري القبرصي سيجعل مصر مركز إقليمي للطاقة عن طريق ربط الغاز المصري بالأوروبي، كذلك فإن تجميع الغاز من منطقة شمال شرق البحر المتوسط سيكون أقرب نقطة لها مصر، موضحًا أن ذلك يُعزز أيضًا الاقتصاديات الأوروبية، حيث إن كل شركات البترول الأوروبية ستذهب إلى منطقة شمال شرق البحر المتوسط، وتستمر فيها لدعم الاتحاد الأوروبي، كما أن الربط بين مصر وقبرص عن طريق خط الأنابيب سيعمل على زيادة حجم الاستثمارات في المناطق الصناعية، الذي يعد داعم قوي لوجود بورصة غاز مصرية، ووجود شركات تعمل في استيراد وبيع الغاز لأوروبا من خلال خط الغاز المصري والشبكة المصرية.
وقال الدكتور محمد عبد الرءوف، خبير اقتصاديات البترول، إن تحول مصر إلى مركز إقليمي لتداول وتجارة الطاقة له العديد من المزايا الاقتصادية فإنه يزيد من وزن مصر سياسيًا في المنطقة، موضحًا أن حوض شرق المتوسط يصنف كأحد أغنى مناطق العالم غير المكتشفة بالغاز الطبيعي، حيث توجد به نحو 222 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى، وتعد هي إجمالى الثروة غير المكتشفة لدول شرق المتوسط مصر وإسرائيل وسوريا ولبنان وقبرص واليونان، كما تمثل احتياطيات الغاز المصري فى هذه المنطقة نحو 122 تريليون قدم مكعب بما يمثل نحو 50 - 55 % من احتياطيات شرق المتوسط.
يذكر أن شركة إيني، أعلنت في بيان عن تفاصيل اتفاقها مع وزارة البترول، إذ قالت إنها حصلت على ترخيص جديد للتنقيب البحري في مصر على مساحة إجمالية قدرها 739 كيلومترا مربعًا في البحر المتوسط، وتخطط للمضي في حفر بئر استكشافية في النصف الثاني من العام الجاري في الامتياز المشترك مع الشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) والذى تملك فيه إيني حصة نسبتها 85% بينما تحوز شركة ثروة للبترول حصة قدرها 15%.
وأعلنت شركة إيني أن السلطات المصرية وافقت على إبرام اتفاقية جديدة تتعلق بامتياز دلتا النيل والتي تسمح بتمديد عقد امتياز غرب أبو ماضي (حيث يقع حقل نورس) إلى 10 سنوات، وأضافت أن السلطات وافقت أيضًا على تنفيذ المزيد من أنشطة الاستكشاف داخل منطقة القرعة البالغ مساحتها 64 كيلومتر مربع، وتقع هذه الأصول في منطقة النورس الكبرى وهي واحدة من أكثر المناطق غزارة في الإنتاج في دلتا النيل في مصر.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تخطط فيه شركة بترول بلاعيم (بتروبل) لزيادة إنتاجها من الزيت الخام والغاز الطبيعي من جميع مناطق امتيازها إلى حوالي 600 ألف برميل مكافئ يوميًا، وفق ما نقله موقع أموال الغد عن مصدر مسؤول بالشركة، أول أمس الثلاثاء، ويستحوذ حقلا نورس وظهر على حصة الأسد من إنتاج الشركة من الغاز الطبيعي، في حين يتركز إنتاج الزيت الخام بمناطق امتياز دلتا النيل وخليج السويس والبحر المتوسط، التابعة للشركة، ولم يذكر المصدر موعدًا محددًا لتحقيق ذلك المستهدف، وتعد "بتروبل" شركة مشتركة بين كل من الهيئة العامة للبترول وشركة إيني.
أرسل تعليقك