القاهرة - محمود حساني
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن استقرار جنوب السودان وأمنها أولوية رئيسية لبلاده، مبيناً أن مصر كانت ثاني دولة تعترف بجنوب السودان عند إعلان استقلالها في عام 2011 بعد جمهورية السودان الشقيقة، وأن بلاده تسعى جاهدةً إلى تقديم كل سبُل الدعم والتعاون مع السودان في مختلف المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي، الثلاثاء، في المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت .
وأضاف الرئيس :" أن جنوب السودان تُحظى بمكانة خاصة لدى مصر وأهلها يحظون بمكانة كبيرة في قلوب المصريين، والتي ترجع إلى العلاقات التاريخية الطيبة التي تجمع بين أبناء الشعبين. وتابع "السيسي" :" أن المباحثات التي أجريتها صباح اليوم مع جنوب السودان لدى وصوله إلى القاهرة، تناولت سبُل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تتطرقت إلى أهمية دفع عملية السلام في جنوب السودان، وأهمية الالتزام باتفاق التسوية السلمية الموقع في 12 أب/ أغسطس 2015، باعتباره الآلية الأساسية لاستعادة السلم والاستقرار والرخاء، كما تناول اللقاء سبُل تضافر كل الجهود لتحقيق الدعم لحكومة الوحدة الانتقالية. وأشار "السيسي" إلى أن مصر تنخرط بحكم مسؤوليتها في دفع عملية التنمية سواء بالمنح الدراسية أو الدورات التدريبية أو في مشروعات تنموية مباشرة مثل إنشاء محطات الآبار والكهرباء ودعم قطاع الصحة.
وارتبطت مصر والسودان منذ القدم بعلاقات وطيدة بدأت بالامتداد الطبيعي لأرض مصر في السودان ووجود رابط أساسي بينهما وهو نهر النيل ثم بدأت العلاقات تتنامى فيما بينهما وارتبطوا بعلاقات اقتصادية وسياسية واجتماعية فتتعامل كل منهما مع الأخرى على أنه دولة شقيقة ويتعامل كلا الشعبين مع بعضهم البعض على اعتبارهم إخوة .
وكانت دولة جنوب السودان قد قررت إجراء استفتاء شعبى للانفصال عن الشمال، وجاءت نتيجته كاسحة بموافقة 98% من أبناء شعب جنوب السودان بالموافقة على الانفصال، والذي أُعلنت نتيجته في شباط/ فبراير 2011، وتم الإعلان عن دولة جنوب السودان المستقلة في 9 تموز/يوليو 2011 .وسارعت مصر إلى إعلان دعمها لدولة جنوب السودان والاعتراف بها دولة مستقلة، وإقامة علاقات دبلوماسية معها، وذلك في إطار حرص مصر على رغبة أبناء الجنوب في أن تكون لهم دولة مستقلة خاصة بهم ومنفصلة عن الشمال، واستمرت العلاقة القوية بين مصر والسودان سواء الشمال أو الجنوب، بل وتم تطويرها وتنميتها.
وشهدت العلاقات المصرية مع دولة الجنوب تطوراً كبيراً في أعقاب استقلالها، وفى إطار دعم مصر لدولة جنوب السودان، أرسلت مصر أكبر قوة لقوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان، حرصا على دعم استقرار الدولة، كما شاركت مصر في تطوير المشروعات ودعم التنمية في دولة الجنوب، فقامت بوضع حجر الأساس لجامعة الإسكندرية في الجنوب، بالإضافة إلى البدء في تطهير مياة النيل، والذي يعد شريان الحياة لجميع دول حوض النيل، والرابط بين دولة الجنوب ومصر، من أجل الملاحة والمشاريع المشتركة في مجال المياه.
وفي نفس الوقت سعت مصر إلى زيادة دعمها لدولة جنوب السودان في مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية، والتعاون المشترك في كافة المجالات. ولم تتوقف الزيارات المتبادلة بين دولة جنوب السودان ومصر منذ استقلالها، وكان منها زيارات وزراء جنوب السودان في مجالات التجارة والصناعة الاستثمار لمصر، من أجل زيادة الاستثمارات المصرية في الجنوب.
أرسل تعليقك