القاهرة – أكرم علي
تناولت وسائل الإعلام المصرية أصداء زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد لمصر، للمرة الأولى، منذ توليه المنصب، وقالت صحيفة "الأهرام" في افتتاحيتها "يدرك الجميع أن مطالب مصر عادلة ومشروعة وليست مستحيلة ويمكن التفاهم بشأنها، ومنها التوصل إلى توافق حول سنوات ملء السد بحيث تكون أطول فترة ممكنة حتى لا تؤثر على حصتنا المائية، حيث إن نهر النيل هو شريان الحياة".
وأضافت الأهرام أنه تم إنجاز الأمور الفنية المتعلقة بالسد قبل الشروع في ملئه، وهذا ما تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ بالخرطوم في القمة الثلاثية التي ضمت قادة مصر والسودان وإثيوبيا في مارس 2015، علما بأن هذا أمر في مصلحة الدول الثلاث.
أما صحيفة "الأخبار" القومية قالت في افتتاحيتها "علينا أن نتفاءل بنتائج مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، كان واضحا الود والانسجام في اللقاء، والحميمية بين الرئيسين، لم يحدث في التاريخ أن أقسم رئيس وزراء إثيوبيا ويردد " والله.. والله، لن نلحق الضرر بمصر"، ليس هذا فقط بل أعلن آبي أحمد، أنه جاء لمصر ليبدي للشعب المصري رغبته في المحبة، وأن يستخدموا حصتهم في مياه النيل وأن تحصل مصر علي حصتها، بل وزيادتها. وأزيدكم من المحبة الكثير، فقد قال رئيس الوزراء الإثيوبي "نحن نعرف الأصول وحسن الجوار ونخاف الله وليس لدينا رغبة لإلحاق الضرر بالشعب المصري، ويجب أن تكون الثقة بيننا في هذا الشأن".
ومن جانبه قال الكاتب الصحافي فاروق جويدة في مقال له بصحيفة الأهرام "كان الرئيس السيسي حريصا أن يؤكد على تاريخ العلاقات الطيبة بين مصر وإثيوبيا وأن مصر حريصة على التعاون في كل المجالات بين البلدين وسوف يقام صندوق للاستثمار يضم مصر والسودان وإثيوبيا، لأول مرة تبدو هناك روح جديدة في المفاوضات بين البلدين حول قضية شائكة أخذت وقتا طويلا ما بين الوعود والتأجيل والتسويف ولكن المفاوضات الأخيرة أعطت شكلا آخر حتى وإن كانت فيها بعض المجاملات الدبلوماسية، إلا أن هذه الروح لو كانت بدأت منذ سنوات لكانت الأمور قد وصلت إلى نتائج أفضل، لقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يراهن دائما على أن قضية سد النهضة لابد أن تعالج بقدر من الحكمة عن طريق المفاوضات الجادة وربما تعثرت هذه المفاوضات بعض الوقت إلا أن الواضح أنها عادت إلى مسارها الصحيح".
وكتب السياسي البارز أسامة الغزالي حرب في مقال له بصحيفة الأهرام "لقد شعرت مثل أي مواطن مصري- بالارتياح وأنا أشاهد وقائع المؤتمر الصحافي المشترك بين السيسي وآبي أحمد، والذي كان واضحا فيه الكيمياء الإيجابية في العلاقة بين الرئيسين والتي تسهم في إعادة بناء الثقة بين البلدين، والذي تعهد فيه آبي أحمد بعدم الإضرار بحصة مصر في مياه النيل، بل وزيادتها، مع بناء سد النهضة. ويبقى على مصر، وأقصد تحديدا القطاع الخاص المصري، الإسهام في المنطقة الصناعية المصرية في إثيوبيا، خاصة في مجالات الاستثمار الزراعي والثروة الحيوانية والمزارع السمكية والصحة... وهي المجالات التي ركزت عليها المباحثات، لتكون نموذجا يحتذى للتكامل بين بلدين إفريقيين كبيرين".
أرسل تعليقك