القاهرة - محمود حساني
تشهد محافظة شمال سيناء ، إجراءات أمنية مُشدَّدة من جانب قوات الجيش المصري والشرطة، بعد أن وردت معلومات إستخباراتية مؤكدة تفيد عزم عدد من عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس "، القيام بعمليات متطرفة ضد النقاط والإرتكازات الأمنية ، والتي يسعى من خلالها إفساد فرحة المصريين بالذكرى الثالثة والأربعين لمعركة العاشر من رمضان، والتي تحلُّ اليوم.
وتعرّض تنظيم " أنصار بيت المقدس " المتطرف ، فجر الأربعاء، الى عدد من الضربات الموجعة على معاقله في شمال سيناء ، وتم رصد استغاثات للمصابين ، كما تعرض الى خسائر هائلة في الأرواح والمعدات. وأوضح مصدر عسكري رفيع ، أن القوات الجوية شنّت أكثر من 30 غارة على عدد من مخازن الأسلحة والذخائر الخاصة بعناصر تنظيم " أنصار بيت المقدس" في عدد من قرى جنوب الشيخ زويد، والتي يتمركز فيها عناصر التنظيم مثل"الزوارعة واللفيتات، والتومة، وبلعة، والمهدية، والجورة، والسدرة، والحدادات، والشدايدة، وأبو العراج، والجميعى، والرطيل".
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ " مصر اليوم " ، أن تلك الضربات أسفرت عن مقتل وإصابة 30 عنصرًا متطرفًا شديد الخطورة، وتدمير كامل لمخازن الأسلحة والذخائر المستهدفة . كما تمكنت قوات إنفاذ القانون من إحباط محاولة لإستهداف أحد الكمائن حيث نجحت القوات فى تدمير سيارتين ذات الدفع الرباعي إحداها مجهزة برشاش 14,5 بوصة ، والأخرى محملة بكميات من الأسلحة والذخائر ، مؤكداً إستمرار أعمال التمشيط والمداهمة وتكثيف الإجراءات الأمنية على الطرق والمحاور الرئيسية في مدن وقرى شمال سيناء .
وأشاد عدد من الخبراء العسكريين والسياسيين ، بالنجاحات التي يحققها الجيش المصري ، في الحرب التي يخوضها في مواجهة التطرف ، ومدى اليقظة والحذر التي تتمتع بها القوات ، مؤكدين أن عناصر التطرف تستغل مثل هذه المناسبات الوطنية كذكرى معركة العبور ، وانشغال الجميع من أبناء الشعب المصري بالصيام ، لكي ينفذوا هجماتهم الخسيسية . واتفق الخبراء على أن هناك نقلة نوعية إستراتيجية في تعامل القيادة العامة للقوات المسلحة مع العناصر المتطرفة ، تعتمد على توجيه ضربات إستباقية بناء على معلومات إستخباراتية ، وهو ما تسبب في شلل تنظيم " أنصار بيت المقدس " ، بعد أن فقد المئات من عناصره .
ويقول الخبير العسكري والإستراتيجي ، ومساعد مدير المركز الوطني للدراسات العسكرية ، اللواء سمير سيف ، إن الحرب التي يخوضها أبناء القوات المسلحة خلال الوقت الراهن ، من أشرس المعارك التي خاضتها مصر منذ حرب أكتوبر / تشرين الأول 1973 ، مبيناً أن مصر تواجه الآن أكثر من عدو مدفوع ومدعم من قوى داخلية وخارجية ، خلاف حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 ، كانت مصر تواجه عدواً واحداً ، وهي إسرائيل .
ويتفق معه قائد الحرس الجمهوري السابق ، اللواء محمود خلف ، بأن الحرب الآن بين مصر وقوى إقليمية ودولية ، لها أهداف ومصالح في تركيع مصر ودفعها نحو الفوضى، بأعتبارها العمود الذي تستند إليه الدول العربية، مشيراً إلى أن هذه الحرب ضد التطرف ، من أشرس المعارك التي تخوضها مصر منذ حرب تشرين الأول /أكتوبر 1973 ، مثنياً على الجهود التي يقوم بها أبطال القوات المسلحة في أرض الفيروز ، والنجاحات التي حققوها .
أرسل تعليقك