القاهرة - أسماء سعد
تتصاعد المطالبات في مصر بالاتجاه إلى الزراعات المائية أو التي تعرف بالزراعة من دون تربة، لما توفرّه من كميات هائلة من المياه، وهو ما كللته الحكومة المصرية بالإعلان عن هدفها زراعة 10 % من أسطح منازل العاصمة المصرية خلال العامين المقبلين.
وأشار خبراء ومراقبون إلى أن نقص المياه الوشيك في مصر والتقلّص المستمر في حجم الرقعة المزروعة في البلاد يدفعان إلى تعظيم مقترحات الزراعة من دون ماء، ليرصد "مصر اليوم" وجود ما لا يقل عن 25 شركة تعمل في مجال التوعية بنشر الزراعة صديقة البيئة في شكلها غير التقليدي .
و قال محمد الغندور الخبير الزراعي وعضو اللجنة العليا لتطوير الري، إنه لا مفر من اللجوء إلى الزراعات بشكلها الحديث في مصر لما تحققه من استفادات متمثلة فيه مواجهة التلوث وإتاحة رئة جديدة للتنفس وسط التكدسات العمرانية في قلب العاصمة، مشيرا إلى أن تلك المشروعات ستعود باستفادات مادية إلى سكان.
وأكّد في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" أن هناك مشروعًا قوميًا يتبلور بالفعل لزراعة الأسطح في المدن وهو الأمر الذي ينقصه صياغات تشريعية وقانونية، لإقراره بشكل رسمي، لافتًا إلى أن ذلك الاتجاه يعوض ما تم تبويره للأراضي الزراعية كاشفًا عن أن أحدث المسوحات التي تمت بالأقمار الاصطناعية أظهرت أنه تم بناء مليون فدان على الأراضي الزراعية في أقفل من عشرين عامًا، وهو مايدفعنا نحو إتمام المشروع الجديد.
و قال هشام يحيي الأستاذ المساعد بكلية الزراعة، جامعة القاهرة، " نحتاج إلى خلق مناخ يشجّع على الزراعة المائية ونشر ثقافة توعوية بين السكان بأهمية المشروع بالإضافة إلى توطيد التعاون مع الجهات الدولية المعنية بالمسألة كمنظمة الزراعة والتغذية "فاو" ، والوحدات الأممية للمساعدات الانمائية.
وثمّن يحيي تزايد لأصوات التي تدعو للزراعة المائية و قال إنها تتيح كم أكبر من المنتجات الغذائية غير المقيدة بمواسم معينة، والتي ستساعدنا في احداث اكتفاء م الأمن الغذائي والزراعي.
وأضاف يحيي، أنه يجب علينا البدء من الآن في تنظيم ورش تعليمية لتوعية الأطفال بطرق وفوائد الزراعة المائية، وتشجيع ممارستها خارج نطاق الاستفادات التجارية فقط، وهو ماقال إنه سيكتب له النجاح حال توفر له غطاء حكومي رسمي من جانب وزارة الزراعة والجهات الإعلامية في الدولة.
وقال عادل الشنتناوي الرئيس التنفيذي لشركة شركة هايدروفارمس المعنية بتوفير مشاريع زراعية حديثة جاهزة للتسليم، ، إن أكبر مميزات الزراعة المائية وهي أن المحاصيل تكون خالية من المبيدات الحشرية، و أضاف خلال تصريحات صحافية أن تغيير عقلية الزراعة التقليدية سيساهم بنمو هذه الصناعة: يمكن أن يقطع التدريب والبرامج التعليمية شوطا طويلا في خلق ثقافة تحتضن الزراعة المائية وتشجع ممارستها خارج الاستخدام التجاري.
يذكر أنه ومع أهمية القضية لترشيد المياة، من جانب وتحسين جودة، الحياة من جانب آخر فإن غياب حملات التوعيه باهمية النمظ الزراعي الحديث، تتحمل وزاره الزراعة دور توعوي ترويجي عبر أجهزة إعلامها، وهو ما يستلزم بذل المزيد من الجهد والوقت لتوفير الوعي اللازم للتوسع في التجربة، وتقييمها ومن ثم وضع الخطط اللازمة لإنجاحها.
أرسل تعليقك