توقيت القاهرة المحلي 10:09:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزارة الأوقاف تتسلح بالخطبة الموحدة و"الأزهر" يؤكد أن الأمر جائز

دعوات تجديد الخطاب الديني تفتح المجال أمام تعديل المناهج والخطاب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - دعوات تجديد الخطاب الديني تفتح المجال أمام تعديل المناهج والخطاب

دعوات لتجديد الخطاب الديني في مصر
القاهرة- مينا سامي

عقب تصاعد وتيرة العنف والإرهاب في الفترة الأخيرة، تجدَّدت الدعوات مرة أخرى لتجديد الخطاب الديني في مصر، وخصوصًا من قِبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ردًا على انتشار فتاوى التكفير والعنف من جانب بعض المتشددين، أو من خلال بعض المناهج.

وقال رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف، الشيخ جابر طايع، إن الوزارة لها دور مهم وجاد في تجديد الخطاب الديني، والذي يبدأ بتنظيم العمل داخل المساجد، من خلال تحديد من يصعد المنبر، ومن المعنيّ بتوجيه الخطاب الديني، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف بدأت في تجديد الخطاب الديني منذ ثلاث سنوات، بعدما أصبح يعتلي المنابر كل من لا يملك الفكر الصحيح والسليم.

وأضاف طايع، أن وزارة الأوقاف رتبت البيت من الداخل، حيث أنها منعت صعود منابر المساجد، إلا لخريجي الأزهر، الذين درسوا أكثر من 18 عامًا، أو معاهد إعداد الدعاة، والمراكز الثقافية التي تشرف عليها الوزارة، موضحًا أن الوزارة وحّدت خطبة الجمعة، باختيار الموضوع وعناصره ومفرداته، وترك المساحة والحرية لإبداع الخطيب وفق رؤية معينة وهادفة من شأنها تحقيق الاستقرار.

وكشف أمين سر اللجنة الدينية في مجلس النواب والأستاذ في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، الدكتورعمر حمروش، أن الحديث عن تنقية الكتب الأزهرية كان منذ سنوات ماضية لما تحمله من أفكار مخالفة وخاصة فى كتب التراث، والتي تحمل أفكارًا لا تلقى قبول الآخر، وهذه الأفكار يكون محتواها الفكر التكفيري المنحرف.

وأضاف عمرو حمروش، أنه فى عام 2013 شُكلت لجنة من 100 عالم أزهري من أجل تطوير التعليم الأزهري وتنقية المناهج التعليمية التي تدرس في الأزهر بمراحله المختلفة. وأوصت هذه اللجنة حينها بتنقية الكثير من المناهج، ولكن ما زالت تلك التوصيات في أدراج المشيخة، ولم يؤخذ بها من الأساس، وهو ما نعاني منه في الفترة الحالية من وجود كتب تحمل الفكر التكفيري في الأزهر.

في المقابل، قال الدكتور أحمد حسني، رئيس جامعة الأزهر، إن مناهج الأزهر لا تدعو إلى التطرف أو الإرهاب، وإنما تدرّس المنهج الوسطي المعتدل الذي يستوعب الرأي والرأي الآخر. وأضاف حسني، أن هذه المناهج تُدرَّس في الأزهر منذ ألف عام ولم يظهر متطرفون منها، بل خرَّجت علماءً كبارًا خدموا الدين الإسلامي في العالم كله، متسائلًا: "هل بين عشية وضحاها أصبحت مناهج للتطرف والإرهاب؟".

أما الدكتور توفيق نور الدين، نائب رئيس جامعة الأزهر، الأستاذ في كلية الطب، قال إن التجديد لا يعني تبديد موروثاتنا وتراثنا، ولا يمكن أن ننكره، فلدينا موروثات وعلماء في الدين لا يمكن أن ننكر جهودهم، فعلماء الدين كانوا يفتون بمعطيات العصر الذي عاشوا فيه، وبالتالي فإن أفكارهم تناسب أزمانهم، والتجديد لا يعني تغيير الثوابت، فالثوابت ليست الفتاوى التي اجتهد فيها البعض.

وأضاف لـ"مصر اليوم"، أن المفترض هو اتخاذ ثوابت الدين بما يتناسب مع العصر، فهناك متغيرات اجتماعية وعلمية وتكنولوجية، ولا بد أن يتصدى لتلك المتغيرات أناس متخصصون في مختلف المجالات، فلا يجوز أن يتناول تجديد الخطاب الديني علماء الدين فقط، بل يكون هناك علماء نفس واجتماع واقتصاد.

وتابع توفيق نور الدين: "أرى أن تحديث الخطاب الديني ليس المنوط به جهة واحدة، ولكن منوط به جهات متعددة، أهمها مؤسسة الأزهر، التي هي في أشد الحاجة لهذا التجديد لنقله للطلاب، فالأوقاف تتسلم الطالب من الجامعة، ومرجعية الأزهر وأهميته أنه المفرخة التي تخرّج للمجتمع داعية صغيرًا وعالم دين صغيرًا، ولابد أن يشترك في هذه الدورات متخصصون في مجالات مختلفة، حتى يتسلح الداعية بعلوم كثيرة كي يكون مؤثرًا".

وواصل: "لابد أن يشترك في تشكيل هذا الداعية، علماء في شتى المجالات بمؤتمرات حقيقية لها نتاج حقيقي، وهذا الناتج يجب أن يتجه الى جامعة الأزهر لتحديث مناهجها، فالفتوى قابلة للتغيير، فمن أفتوا سابقًا لم يخطئوا، بل كانت فتاواهم متماشية مع العصر الذي عاشوا فيه، فالجهاد كان قديما ضد محتل، ولكن حاليا لا نعرف الجهاد ضد من بالضبط".

وشدد نائب رئيس جامعة الأزهر، على أن أي مناهج في حاجة للتطور، من خلال تطوير الفكرة كعلم التشريح مثلاً، فالتطوير قد يكون في المدروس وآلية التدريس، متسائلا: "لماذا لا تُراجع المناهج؛ فكل شيء كان له وقته الذي يناسب تلك المناهج، ويجب تعديل ومراجعة مناهج الدراسات العليا وعمل مناهج موحدة بحيث لا يكون تلقينيًا بل استنباطيًا لإعطاء فرصة لإعمال العقل".

وختم قائلاً: "الموجودون الآن عليهم دراسة هذا التراث القديم واستخلاص الإيجابي منه وعدم إنكار القديم، فدوره الدراسة والتحليل، وللأسف هذا الكلام لا يحدث الآن، فلابد من تعظيم دور الأزهر لأنه الحامي للدولة، حتى لو وُجه له النقد فلا يصل لـ"النقض".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوات تجديد الخطاب الديني تفتح المجال أمام تعديل المناهج والخطاب دعوات تجديد الخطاب الديني تفتح المجال أمام تعديل المناهج والخطاب



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon