القاهرة- سهام أبوزينة
رحّب عدد من خبراء الاقتصاد بإعلان وزارة البترول إيقاف استيراد الغاز من الخارج وبدء مرحلة جديدة من التصدير والاكتفاء الذاتي، مشيرين إلى أن ثمار الإصلاحات الاقتصادية بدأت في الظهور.
قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول في الجامعة الأميركية، لـ"مصر اليوم" إن زيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعي أسهمت في وقف الاستيراد وتوفير العملة الأجنبية، مشيرًا إلى أن مصر لديها خطة واضحة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة والاستفادة من البنية الأساسية المتاحة لديها، لافتا إلى أهمية الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرًا، حيث تم توقيع اتفاق مع قبرص لمد خط الغاز من الحقول القبرصية إلى مصر، وإتاحة استخدام الإمكانيات المصرية من شبكة نقل ومحطات إسالة في مقابل رسوم يحددها جهاز تنظيم الغاز.
وأضاف القليوبي أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي حاليا به فائض يقدر بنحو 300 مليون قدم غاز مكعب، مشددًا على أنه لا نية لتصدير الغاز المصري مجددًا، كما أن توجهات القيادة السياسية تشدد على أهمية القيمة المضافة للإنتاج، حيث يكون لذلك عوائد كثيرة بجانب الأرباح المادية.
وأوضح أن الفائض المصري من الغاز يزيد بشكل أكبر بكل تأكيد، حيث يزيد بنهاية العام الجاري 2018 إنتاج حقل ظهر للذروة بمعدل 2.7 مليارات قدم مكعب غاز، بزيادة عن الإنتاج الحالي بنحو 700 مليون قدم يوميا، لافتًا إلى أن تلك الإجراءات تؤكد تصميم الدولة على تنفيذ توجهها بحيث تكون لديها منصة إقليمية لتجارة الغاز المسال، بعد الاكتشافات الأخيرة وترسيم حدود الغاز ونقله في المياه الإقليمية والتي تم توقيعها مع دول الجوار، بالتزامن مع خطة وزارة البترول والثروة المعدنية لضخ استثمارات تقدر بـ10 مليارات دولار خلال العام المالي المقبل.
وقال النائب محمود عطية، عضو لجنة الطاقة والبيئة في البرلمان، إن إعلان مصر وقف استيراد الغاز المسال من الخارج يؤكد على الإنجاز الكبير الذي حققته القيادة السياسية في قطاع البترول، وبخاصة أنه كان من المقرر أن توقف مصر استيرادها من الغاز الطبيعي في عام 2019، إلا أنه تم وقف استيراده الشهر الحالي قبل حلول عام 2019.
وتابع "عطية" أن وقف استيراد الغاز المسال جاء بسبب امتلاك مصر لحقول الغاز مثل حقل ظهر وحقول أخرى في الإسكندرية والدلتا، مشيرًا إلى أننا ننتج 5.8 مليارات قدم مكعب من الغاز الطبيعي خلال الفترة الأخيرة، لكننا نحتاج إلى نحو 6 مليارات قدم مكعب يوميًا من الغاز.
وأوضح عضو لجنة الطاقة أن مصر ستوفر نحو 20% من البوتاجاز المستورد، حيث يدخل الغاز الطبيعي بنحو 2.5 مليون طن في تلك الصناعة سيتم تلبيتهم من الإنتاج المحلي حاليا، كما أن الغاز المنتج داخليا سيسهم في عملية توصيل الغاز التي مستهدف لها خلال 3 أعوام مقبلة، أي أن يتم تحويل 80% من مستهلكي البوتاغاز لغاز، لافتًا إلى أن هناك حصة ستخصص للمشاريع الصناعية، كالبتروكيماويات والأعمال الملحقة بصناعة الأسمدة وخلافه.
وأعلن المهندس طارق الملا، وزير البترول، أن مصر أوقفت استيراد الغاز الطبيعي المسال بعد أن تسلمت آخر شحناتها المستوردة منه الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة توفر نحو 250 مليون دولار شهريا.
ويصل إنتاج مصر اليومي من الغاز الطبيعي لنحو 6.6 مليارات قدم مكعب يوميا الشهر الحالي، مقابل نحو 6 مليارات قدم يوميًا في يوليو/ تمُّوز الماضي، إذ أسهم إنتاج حقل ظهر بالإضافة إلى حقلي أتول وشمال الإسكندرية في زيادة الإنتاج والتوقّف عن استيراد الغاز، كما كشف حمدي عبدالعزيز، المتحدّث الرسمي لوزارة البترول والثروة المعدنية، في تصريحات له، عن أن إجمالي ما استوردته مصر خلال العام المالي الحالي 2018/ 2019، بلغ 17 شحنة بقيمة ملياري دولار.
أرسل تعليقك