الخرطوم - جمال إمام
تجددت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم، اليوم الأحد، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وجرى قتالاً عنيفاً بمحيط السوق العربي وسط الخرطوم كما كان هناك تحليقا كثيفا للطيران الحربي فوق عدة مناطق بالعاصمة، فيما تصاعدت أعمدة الدخان .
أتى ذلك، فيما لا يزال ممثلون عن القوتين العسكريتين المتحاربتين، في جدة لإجراء محادثات يأمل وسطاء دوليون أن تضع حداً للقتال المستمر منذ ثلاثة أسابيع، في أول محاولة جادة لإنهاء تلك الأزمة التي حولت أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب وقوضت خطة مدعومة دوليا تهدف إلى الانتقال للحكم المدني بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت سنوات.
فيما أوضح الجانبان أنهما سيناقشان فقط هدنة إنسانية، دون أن يتفاوضا في الوقت الحالي على حل سياسي.
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، أكد أمس السبت مشاركة جماعته في المحادثات، قائلا إنه يأمل في أن تحقق الهدف المرجو منها وهو فتح ممر آمن للمدنيين. كذلك رحب الجيش بتلك الجلسات من أجل وقف النار.
إلا أن بعض المراقبين أبدوا خشيتهم من أن تتواصل المعارك على الأرض، في حرب استنزاف، وقتال شوارع لاسيما في الخرطوم، بانتظار أن يوجه طرف الضربة القاضية والحاسمة إلى الآخر، رغم صعوبة ذلك.
هذا فيما أعلنت جامعة الدول العربية، الأحد، أن أمينها العام أحمد أبو الغيط، تلقى خطاباً من القوى المدنية السودانية الموقعة على «الاتفاق الإطاري» يعرضون فيه وجهة نظرهم حول الدور المنشود من «الجامعة العربية» لوقف الحرب الدائرة في السودان.
وأفاد المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير جمال رشدي، في بيان، الأحد، بأن «القوى المدنية طلبت من الأمين العام التواصل الفوري مع قيادات القوات المسلحة والدعم السريع لحثهم على وقف القتال كأولوية رئيسية».
وشددت القوى، بحسب بيان الجامعة، على «رفض التدخلات الخارجية التي تسهم في زيادة إشعال الحرب أو توسيع رقعتها، ودعم الانتقال لعملية سياسية تفضي إلى اتفاق جميع الأطراف على ترتيبات دستورية جديدة تنشأ بموجبها سلطة مدنية، متوافق عليها، لتنفيذ برنامج إصلاحي خلال فترة انتقالية قصيرة تؤدي إلى انتخابات عامة».
وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وقع الشق العسكري في مجلس السيادة الحاكم في البلاد، وقوى «إعلان الحرية والتغيير» المجلس المركزي، ومجموعات متحالفة معها، «اتفاقاً إطارياً» لإنهاء الأزمة السياسية في السودان وإعادته إلى الحكم المدني، وكان منتظراً توقيع الاتفاق النهائي قبيل اندلاع الأزمة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وأكدت الأطراف المدنية في «الاتفاق الإطاري السوداني» على «أهمية الحصول على الدعم الإغاثي العربي لمواجهة الكارثة الإنسانية داخل وخارج الخرطوم».
يذكر أن المعارك بين الجانبين تسببت منذ اندلاعها منتصف أبريل في مقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف، كما عرقلت وصول إمدادات المساعدات إلى العاصمة وغيرها من مناطق النزاع. وأدى القتال إلى فرار 100 ألف لاجئ حتى الآن إلى خارج البلاد. فيما توقفت معظم المستشفيات عن العمل في الخرطوم.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك