c "مصر اليوم" يرصد أسباب تفشي الحوادث الغريبة في المجتمع - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أساتذة نفس يؤكّدون أن السلوكيات تتأثر بالاضطرابات الاقتصادية

"مصر اليوم" يرصد أسباب تفشي الحوادث الغريبة في المجتمع

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مصر اليوم يرصد أسباب تفشي الحوادث الغريبة في المجتمع

ارتفاع معدلات الجريمة والعنف في المجتمع المصري
القاهرة - أسماء سعد

سيطرت مصطلحات تعكس حالة من اللامبالاة والقيم السلبية على الشارع المصري، الأمر الذي تزايدت على إثره حالات البلطجة والتحرش الجنسي والسرقات الدموية، وهو ماتوصل بشأنه "مصر اليوم" مع مجموعة من الخبراء التربويون والمتخصصون، لرصد أسباب الظواهر الشاذة وتداعياتها المحتملة، وآليات وسبل مكافحتها والقضاء عليها.

باتت صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة برصد المشاكل الاجتماعية، تعج بشكل لحظي بمنشورات تندب تراجع واضح في قيم الأخلاق بالمجتمع، وغياب صور تقديم الدعم والمساندة فيما يعرف بـ"المؤازرة والشهامة"، وفي هذا الصدد تواصلنا مع الدكتور محمود غلاب أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة القاهرة سابقًا، والذي كشف عن أن الاضطرابات المتلاحقة التي شهدتها البلاد على الصعيدين الاجتماعي والسياسي أدت إلى تدهور وتراجع قيم كانت راسخة، وأنه في حال استقرار المجتمعات تظهر مجددا الصفات الحميدة وتطفو الإيجابية على السطح وتخفت السلبيات شيئًا فشيء.

وتابع غلاب: كما أن المناهج الدراسية التي لا تعتبر في أفضل حالاتها، سبب أساسي في عدم تربية وتنشئة أجيال تغذت عقولها بالقيم الإيجابية، وأن العديد من المصادر التي كانت مسؤولة عن أداء هذا الدور قد انسحبت من المشهد، كقصور الثقافة والسينما ونوافذ الإعلام، في ظل حالة تراخي من الأسر في التعامل مع أبنائها والتوقف عن التواصل بين الأجيال، والذي كان يعول عليه.

وأرجع مصطفى رجب مسئول لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة اختفاء صفات "الجدعنة والمروءة" إلى كونها "جزء من كل" منظومة قيمية غابت عن المجتمع ككل، بالإضافة إلى عنصر وصفه بـ"الهام للغاية" وهو السموم التي تدخل كافة البيوت المصرية من أفلام وموسيقى للعصابات والبلطجية.

وأضاف رجب: على الدولة أن تتحرك سريعا لصياغة برامج تربوية وتعليمية تؤدي خلال مدة قصيرة إلى إفراز أجيال حريصة على قيم المجتمع، ومن ثم قيادات تربوية مستقبلية تحارب الظواهر السلبية، وتهتم بنصرة الضعيف وتأدية أي دور أو واجب مطلوب منه حال تعرض آخرون لطارئ في الطرقات أو في أي من المواقف المختلفة.

وأختتم حديثه بالإشارة إلى دور هام ومطلوب من الأسرة المصرية، والتي قال أنه يجب أن تتحمل عبء الالتفات إلى أبنائها، وأن تعزز فيهم قيم مساعدة الآخر، وإثبات التواجد في أوقات الشدة، وأن تستدعي موروثها الجيد لكي تنقله إلى الأبناء، بالإضافة لمراقبة ومتابعة مايتعرض له أبنائهم من مجتويات تأتي من القنوات التليفزيونية.

توجهنا إلى الشارع ورصدنا انطباعات المواطنين وماشهدوه من أمثلة على غياب قيم المساندة والمساعدة الآخرين، فأجاب أحمد حسام "30 سنة - موظف"  بأنه يرصد يوميًا مواقف تعتبر دخيلة على المجتمع، ويطالع في الصحف نوعية غير مألوفة بالمرة لحوادث قال إنه يظن المواد المخدرة ورائها، وبالتالي وراء تفشي ظواهر وحوادث، تحتاج من وجهة نظره إلى تضافر عدة جهات، في مقدمتها الأسرة، ولكن لايمكن التعويل عليها وحدها،من دون قانون قوي وأمن مكثف متواجد في الشوارع لمنع الجرائم.

وذكرت رضوى طه "19 سنة , طالبة" أنه في إحدى المرات بمترو الأنفاق نشبت مشاجرة كبرى، بين مجموعة من الشباب اللذين بدا عليهم الاستهتار، حينما دخل أحد المرضى من غير القادرين على الوقوف لمسافة طويلة، بينما استجداهم الرجل للجلوس رفضوا ذلك مرات ومرات، وكان باقي الجالسين من كبار السن ممن لم يستطيعوا مساعدة الرجل المريض الذي كان برفقة أحد زويه، ثم دخل مرافق الرجل في مشاجرة مع الشباب اللذين رفضوا النهوض وتطور الأمر حتى تم استدعاء شرطة المترو.

وأضاف: لم أكن أظن أن الأمور تصل إلى ذلك، أن يرفض شاب ناضج وقادر مساعدة آخر مريض، ولكن مع الأسف أصبحت تلك الظواهر منتشرة بشدة بين أفراد المجتمع.

ورصد استطلاع رأي لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري رؤية المواطنين حول مستوى الأخلاق وسلوكيات المجتمع بعنوان "رأى المصريين في بعض سلوكيات المجتمع المصري"، والذي قارن بين رؤية المصريين لأخلاق وسلوكيات المجتمع حاليًا، وبين رؤيتهم لما كان عليه الحال قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011"، أوضح  الاستطلاع أن المصريين يرون تراجعًا فى احترام كبار السن داخل المجتمع حاليًا، حيث كان 34% يرونها ظاهرة منتشرة بشكل كبير فى عام 2011، مقارنة بـ21% فقط حاليًا، كما تراجع الحرص على وجود علاقات طيبة مع جيران السكن إلى 16%، مقارنة بـ20% سابقًا، وأشار"الاستطلاع" إلى رؤية المصريين تراجع إتقان المواطنين للعمل، حيث إن 15% فقط يرونها منتشرة بشكل كبير، مقارنة بـ25% خلال 2011، وكذلك وجود تراجع في احترام آراء الآخرين، حيث يرى 16% فقط أن هذا الأمر منتشر بشكل كبير، مقارنة بـ26% خلال الاستطلاع السابق.

وشهد الاستطلاع تراجعًا في التزام المواطنين بالقواعد والقوانين، حيث إن 15% يرون أنها منتشرة بشكل كبير، مقارنة بـ17% فى الاستطلاع السابق، بينما يرى 41% أنها غير موجودة، فيما كانت تلك النسبة في الاستطلاع السابق 32%، وانتهى الاستطلاع إلى رؤية 37.7% من المصريين أن أخلاق وسلوكيات المواطنين حاليًا سيئة وسيئة جدًا،  فيما رأى 32.9% منهم أنها مقبولة، و14.1% فقط أنها جيدة وجيدة جدًا.

ويرى أغلب المشاركين في الاستطلاع بشأن اتجاه تغير أخلاقيات وسلوكيات المجتمع خلال المرحلة الراهنة، بنسبة 61.9% أنها تتغير للأسوأ، بينما يرى 22.2% أنها تتغير للأحسن، و2.4% يرون أنها لا تتغير من الأساس.

ولفت الاستطلاع إلى أن أكثر من يرون وجود اتجاه سيئ فى الأخلاق والسلوكيات كانوا من أصحاب المستوى الاقتصادي الأعلى بالعينة، والحاصلين على مؤهل جامعي، وأصحاب الشريحة العمرية من 18 عامًا حتى أقل من 30 سنة.

وأوضح أن أكثر السلوكيات التي يرى المشاركون فى الاستطلاع أننا نحتاج إلى تغييرها للأحسن كانت الاحترام بين الناس بنسبة 11.9%، ثم تعزيز روح الترابط والتعاون بين الناس وبعضهم بنسبة 8.4%، ثم مواجهة التحرش والمعاكسات والاغتصاب بـ6.4%، والالتزام بالدين والرجوع إلى الله بـ4.8%، وصولًا لتزكية صفات الصدق والأمانة ومراعاة الضمير بـ4.2%، وعدم استخدام الشتائم والألفاظ النابية بـ3.3%.

واحتل "القضاء على البلطجية والخناقات فى الشوارع"، المرتبة السابعة من حيث السلوكيات التى نحتاج تغييرها للأحسن، ثم التصدي لتعاطي المواد المخدرة والحشيش، وعدم احترام القوانين والالتزام بها، بينما رأى 1.9% من المشاركين بالعينة أنه لا توجد سلوكيات وأخلاقيات تحتاج للتغيير للأفضل.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر اليوم يرصد أسباب تفشي الحوادث الغريبة في المجتمع مصر اليوم يرصد أسباب تفشي الحوادث الغريبة في المجتمع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon