عقدت المجموعة الرباعية الدولية التي تضم ممثلين من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ،اجتماعاً في بروكسل اليوم الثلاثاء، خُصص لتقييم التطورات في ليبيا منذ اجتماعهم الأخير في القاهرة يوم 18 مارس/آذار 2017 ولتعزيز التنسيق بين جهودهم بغية دفع العملية السياسية ومساندة ليبيا في عملية انتقالها الديمقراطي.
وأعادت المجموعة الرباعية التأكيد على التزامها بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية ومؤسساتها المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات، مع تجديد دعوتها الى التوقف عن التواصل مع المؤسسات الموازية الموجودة خارج الاتفاق السياسي الليبي. وأكدت المجموعة على الحاجة الملحة إلى تسوية سلمية للأزمة السياسية بقيادة ليبية، وأعادت التأكيد في هذا الصدد على رفضها للتهديد أو استخدام الأطراف الليبية للقوة العسكرية وكذلك أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا.
وأدانت المجموعة الرباعية بشدة الهجوم غير المبرر على براك الشاطئ الأسبوع الماضي وأعربت عن ذعرها البالغ إزاء التقارير حول سقوط أعداد كبيرة من القتلى، من بينهم مدنيين، ووقوع حالات إعدام بإجراءات موجزة، وشددت المجموعة على أن مثل هذه الأعمال من العنف تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وأنه يجب اخضاع مرتكبيها الى المساءلة الكاملة. ودعت المجموعة كافة الأطراف إلى الامتناع عن المزيد من العنف وعن أي عمل من شأنه أن يقوض الجهود القائمة لايجاد حل تفاوضي للصراع.
وأعربت المجموعة الرباعية عن قلقها إزاء الحوادث الأمنية الأخيرة والتهديد باستخدام العنف في طرابلس. وأشادت المجموعة بالجهود الرامية إلى تثبيت خفض حدة التوتر في العاصمة ورحبت باستعادة الهدوء في منطقة الهلال النفطي. وطالبت المجموعة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بالاستمرار في بسط سلطته ومعالجة المسائل الأمنية في العاصمة وفي غيرها من المناطق ودعت الي تجديد الجهود من قبل كافة الأطراف لتثبيت ترتيبات أمنية أكثر متانة في كافة أرجاء البلاد، واقراراً منها بأهمية تعزيز الاستقرار والأمن على حدود ليبيا، أعادت المجموعة الرباعية التأكيد على دعمها للتدابير الليبية والإقليمية لتحسين أمن الحدود وتعهدت بتعزيز التنسيق في ما بينها في هذا المجال.
وأثنت المجموعة الرباعية على جهود الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور للانتهاء من مشروع الدستور وأعربت عن تقديرها للعمل الذي تم انجازه حتى الآن، وآخره مع المسودة التي تم طرحها يوم 16 أبريل 2017. ودعت المجموعة إلى إتمام عملية صياغة الدستور في أقرب وقت ممكن لتمهيد الطريق أمام اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. واكدت استمرارها في تشجيع كافة الأطراف الليبية على الانخراط في حوار بنّاء وشامل بغية تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي بالكامل. ورحبت بكافة الجهود وبالتقدم المشجع الناتج عن اللقاءات الأخيرة بين أصحاب المصلحة الليبيين، خاصة اللقاء بين رئيس الوزراء فايز السراج والمشير خليفة حفتر في أبو ظبي يومي 2 و3 مايو/آيار الجاري، وبين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وعبد الرحمن السويحلي رئيس المجلس الأعلى للدولة في روما يوم 21 أبريل/ نيسان الماضي.
ورحبت المجموعة الرباعية أيضاً بتعيين أعضاء لجان الحوار من قبل كل من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وناشدتهما بالسعي الى التوصل للتوافق حول المسائل العالقة لضمان التنفيذ الكامل للاتفاق السياسي الليبي. وأعادت المجموعة التأكيد على التزامها بدعم هذه الجهود والعمل بشكل تكاملي لدفع العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة نحو حل شامل للأزمة الليبية. وأعربت عن تقديرها للجهود الإقليمية المتواصلة لدعم العملية السياسية الليبية، ورحبت بالبيان الختامي الصادر عن الاجتماع الحادي عشر لدول الجوار الليبي المنعقد في الجزائر والذي أعاد التأكيد على دعم حل سياسي شامل على أساس الاتفاق السياسي الليبي.
كما أعربت المجموعة الرباعية عن قلقها إزاء الوضع الاقتصادي في ليبيا، بما يؤكد على حاجة السلطات الليبية إلى معالجة التحديات المالية والنقدية الخطيرة والملحة التي تواجه البلاد. وشجعت المجموعة جميع أصحاب المصلحة المعنيين – وخاصة مصرف ليبيا المركزي والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني – على زيادة التعاون ومعالجة هذه التحديات، بما في ذلك من خلال الإصلاحات، على النحو الذى تم بلورته في إطار الحوار الاقتصادي.
وأعادت المجموعة الرباعية التأكيد على دعمها للدور التنسيقي للأمم المتحدة، وشجعت الأمم المتحدة على أخذ زمام المبادرة لقيادة أي جهد لتسهيل التعديل المحدود للاتفاق السياسي الليبي بما في ذلك بلورة وتيسير خارطة طريق ترسم الطريق لمجموعة محدودة من التعديلات على الاتفاق السياسي الليبي، ليتم الموافقة عليها في اطار صفقة متكاملة من خلال عملية شاملة بقيادة ليبية. كما رحبت المجموعة الرباعية بسلسلة الأنشطة والفعاليات التي عقدتها الأمم المتحدة لتسهيل عملية المصالحة الوطنية في ليبيا.
وأقرت المجموعة الرباعية بالدور الهام للاتحاد الإفريقي ورحبت بالمشاورات الأخيرة التي أجراها الرئيس الأسبق جاكايا كيكويتي الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا مع فايز السراج رئيس الوزراء وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب في طرابلس والبيضاء على التوالي. وعبرت المجموعة الرباعية عن تطلعها للمشاورات الإضافية التي سيجريها الممثل الأعلى خلال الأسابيع المقبلة.
كما أقرت المجموعة الرباعية بمسئولية جامعة الدول العربية لتشجيع التسوية السلمية للوضع في ليبيا، ورحبت بعزمها على مواصلة هذه الجهود وتحقيق المصالحة الوطنية بين كافة الليبيين على أساس الاتفاق السياسي الليبي على النحو الذي تم إعادة التأكيد عليه في القمة العربية الأخيرة التي عُقدت يوم 29 مارس/آذار الماضي، كما رحبت المجموعة بجهود الوساطة التي يقوم بها الممثل الخاص للأمين العام، بما في ذلك خلال مشاوراته الأخيرة في طرابلس وطبرق والبيضاء.
ورحبت أخيرًا بالدعم المتواصل للاتحاد الأوروبي والهادف إلى مرافقة ليبيا في انتقالها نحو الديمقراطية الشاملة، خاصة جهوده في تشجيع الاستقرار وإعادة التأهيل، بما في ذلك من خلال صفقة مساعدات التعاون الملموسة، إلي جانب تعاونه وحواره المعززين مع السلطات والمؤسسات الليبية والشركاء الدوليين لتعظيم قدراتهم على التعامل مع تحديات الهجرة غير الشرعية.
أرسل تعليقك