القاهرة - أكرم علي
أكّد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط،، أنّ الوضع العربي مازال إجمالاً يواجه أزمات ضاغطة على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية، وتحديات كبيرة في التعامل مع جواره الإقليمي، ومع المنظومة الدولية التي تمرُبحالة غير مسبوقة من السيولة واحتدام المنافسات والصراعات بين القوى الكبرى.
وأوضح أبو الغيط خلال كلمته في اجتماع الوزراء العرب، الأربعاء، في مقر الجامعة العربية، أن الأزمة السورية، بتطوراتها الأخيرة المؤسفة، تمثل جرحًا مُستمرًا وغائرًا في قلب الأمة، ولا زال الإجماع العربي منعقداً على أن الحل السياسي يُمثل المخرج الوحيد لهذه الأزمة المستحكمة التي فاقت خسائرها المادية والبشرية كل تصوّر، لقد تمكنت جهود عربية مخلصة من جمع شتات المعارضة السورية على أجندة موحدة، وبقي أن يستمع النظام السوري إلى صوت العقل والتخلي عن تصوراته بإمكانية الحسم العسكري، اعتماداً على قوى أجنبية.
وأشار إلى إن الخطوة الأولى التي ننادي بها اليوم هي وقف نزيف الدم والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2401 والقاضي بوقف إطلاق النار في سورية لمدة لا تقل عن 30 يومًا، إذ يُمثل ذلك السبيل الوحيد لإنقاذ المدنيين المحاصرين منذ سنوات في الغوطة الشرقية وغيرها من المدن السورية، عبر السماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة للمناطق التي تتعرض للقصف اليومي، وأنه لا زالت الأزمات في اليمن وليبيا تراوح مكانها من دون أفق واضح للحل السياسي الذي يمثل الضمان الوحيد للاستقرار، في اليمن، من المؤسف أن نسجل استمرار تمترس القوى الانقلابية وإمعانها في فرض سيطرتها بقوة السلاح على السكان، ورفضها لأي حوار سياسي يجنب البلاد التكلفة الفادحة لاستمرار النزاع، بكل تبعاته الإنسانية الثقيلة على اليمنيين، وفي ليبيا؛ نرصد حالة من التعثر والتباطؤ على مسار الحوار السياسي والاعداد لإتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية المُقررة ن فضلاً عن استكمال عملية المصالحة الوطنية الشاملة، وذلك برغم الجهود المقدرة التي يبذلها المبعوث الأممي السيد غسان سلامة وفق خطة العمل التي أطلقها والتي تدعمها الجامعة العربية.
وقال إن القضية الفلسطينية يشغل مكان الصدارة على الأجندة السياسية لهذا المجلس الذي اجتمعت كلمته على التصدي للتبعات السلبية للقرار الأميركي الخطير وغير القانوني بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل، لقد انعقد المجلس في دورة غير عادية بعد يومين من القرار الأميركي المجحف، وشكل وفداً وزارياً مصغراً لمواجهة آثار هذه الخطوة والعمل مع المجتمع الدولي لإطلاق جهد منهجي للضغط على إسرائيل لالتزام قرارات الشرعية الدولية، وشدد أبو الغيط على أن القمة المقبلة في الرياض سوف تعطي دفعة قوية للعمل العربي المشترك، على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إن القمة الدورية تظل أهم آليات العمل العربي المشترك.
أرسل تعليقك