صدت قوات الحدود العراقية هجومًا لعناصر تنظيم "داعش" المتطرف، في منفذ الوليد الحدودي مع سورية، بينما شنت مدفعية التحالف الدولي قصفًا على مواقع "داعش"، انطلاقًا من مطار الموصل المُحرر، في تطور جديد تشهده عمليات تحرير نينوى، تزامنًا مع تحذير وكالات إغاثة من أن المرحلة الأخطر في الهجوم على الموصل على وشك أن تبدأ، بالنسبة لمئات الآلاف من المدنيين. وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم الجديد، وسط نقص في الغذاء والوقود.
ويذكر أن الشرطة الاتحادية ووحدة الرد السريع، التابعة لوزارة الداخلية، قامت بتطهير المطار من القنابل والشراك الخداعية التي خلفها التنظيم، والذي انسحب من مواقعه هناك، الخميس. وتخطط القوات العراقية لإصلاح المطار، واستخدامه كقاعدة لطرد المتطرفين من أحياء غرب الموصل، وتوجيه ضربة قاصمة للتنظيم.
وفي سياق متصل، أكد مصدر أمني، أن قوات التحالف الدولي، المساندة للقوات العراقية في معركة تحرير الجانب الأيمن لمدينة الموصل، قصفت بالمدفعية الثقيلة، من مطار الموصل الدولي، أهدافًا منتخبة لتنظيم "داعش" في منطقة وادي حجر، جنوب المدينة. ونجحت القوات العراقية، في وقت سابق، في السيطرة على معسكر "الغزلاني" ومطار الموصل، والتقدم في اتجاه حيي تل الرمان والمأمون، غرب الموصل. وواصلت التوغل في الشطر الغربي من المدينة، الجمعة.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، التابعة للجيش العراقي، بدء عملية استعادة الجانب الغربي لمدينة الموصل من تنظيم "داعش"، وذلك عقب إعلان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إطلاق المرحلة الثالثة من معركة "قادمون يا نينوى"، لاستعادة غرب المدينة، الأسبوع الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، في بيان له: "تعرضت عناصر داعش المتطرفة، في الساعة السابعة من مساء الجمعة، لوحدات الفوج الثالث، ولواء مغاوير، وقوات الحدود في مفرق طربيل الوليد، بكل الأسلحة، وقامت قواتنا بالتصدي للهجوم".
وأكد استقرار موقف عمليات قيادة الحدود في مفرق طربيل الوليد، الساعة التاسعة من صباح نفس اليوم، بهزيمة عناصر التنظيم المتطرف. وحررت قوات الشرطة الاتحادية منطقة حاوي الجوسق، في المحور الجنوبي للساحل الأيمن لمدينة الموصل، من عناصر "داعش". وقال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، في بيان له، إن فرقة الرد السريع، في الشرطة الاتحادية، حررت منطقة حاوي الجوسق، وتقدمت في اتجاه حي الجوسق، بمحاذاة نهر دجلة. وذكر بيان لإعلام "الحشد الشعبي" أن قوات الحشد، من "اللواء 43"، تتقدم في اتجاه قرية العزيزية. وقتلت عنصرين من "داعش" شرق تلعفر. وأضاف، في بيان آخر، أن "اللواء 43" حرر قرية العزيزية، شرق تلعفر. وأشار إلى أن آليات هندسة الحشد الشعبي تباشر بناء السواتر الترابية الواقية حول القرية.
وحققت القوات المشتركة العراقية تقدمًا سريعًا في عمليات تحرير الجانب الأيمن من الموصل، فيما باتت تلك القوات على مشارف المجمع الحكومي في المدينة. وتمكنت قطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع من التقدم وتحرير مطار الموصل بالكامل، وتطهير حاوي الجوسق. وأصبحت الوحدات العسكرية على مشارف حي الجوسق وحي الطيران، وتحرير ملعب الطيران. ومازالت القطعات مستمرة في عملية التقدم والتطهير.
وتمكنت قوات أخرى من تدمير ثلاثة عجلات مفخخة، وتفجير حزامين ناسفين، والاستيلاء على عدد من الأسلحة والعتاد، وتفجير 20 من العبوات الناسفة، وقتل عدد من المتطرفين، وأسر متطرف أجنبي. وقال العميد محمد عبد الأمير، من قوات الرد السريع، إن القوات المسلحة العراقية المشتركة تبعد عن المجمع الحكومي في منطقة باب الطوب، وسط مدينة الموصل، مسافة كيلومتر واحد.
ويضم المجمع الحكومي ديوان محافظة نينوى، ودار القضاء، ومبنى شرطة نينوى المحلية، والمؤسسة الإعلامية الحكومية. واوضح "عبد الأمير" ان سيطرة القوات العراقية على المجمع الحكومي من شأنها وأن تعجل بانهيار التنظيم في الساحل الأيمن.
ويضم غرب الموصل مركز المدينة القديمة، بأسواقها العتيقة، إضافة إلى المباني الحكومية الإدارية، والجامع الذي أعلن منه زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، قيام "دولة الخلافة" على مناطق من سورية والعراق، بعد الهجوم الخاطف الذي نفذه التنظيم المتطرف في 2014.
وأكد رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، إن موضوعة استقلال الكرد عن العراق شأن داخلي مع الحكومة العراقية في بغداد، وليس لأنقرة أو طهران أي علاقة بالموضوع. وقال "بارزاني"، في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية، إن استقلال كردستان مسألة لا علاقة لها بإيران أو تركيا، بل الموضوع داخلي، ومحصور بين أربيل وبغداد.
وأضاف متسائلاً: "كيف نستطيع أن نتحدث عن عراق وسورية موحدين، هناك تناقض في هذا، مبينًا أن بعض السياسيين يعرفون الوضع الحالي في المنطقة، ولكنهم لا يريدون الاعتراف بالواقع. وأوضح أن حدود هاتين الدولتين أصبحت جزءًا من التاريخ، وأن زمن الحكومة المركزية في بغداد قد ولى، مضيفًا: "نحن الآن بصدد تقرير مصيرنا".
ويطالب الكرد منذ سنوات بإجراء استفتاء على استقلال إقليم كوردستان، في خطوة يُتوقع خلالها وضع حد للعديد من الأزمات، خاصة بعد مرور أكثر من 100 عام على اتفاقية "سايكس بيكو"، التي قسمت الكرد، ووزعتهم على أربع دول، من بينها العراق وسورية.
أرسل تعليقك