القاهرة – أكرم علي
كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن العلاقات بين مصر وفرنسا قوية للغاية وذات علاقة استراتيجية تؤدي إلى تحقيق مصالح الجانبين والقدرة على مواجهة التحديات، حيث التقى وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان مسار العلاقات المصرية الفرنسية على المستوى الثنائي، وبحث القضايا الإقليمية الأخرى. وأوضح شكري خلال مؤتمر صحافي، الأحد، أنه بحث مع الوزير الفرنسي القضية الفلسطينية والأوضاع في سورية والأوضاع في ليبيا ومقاومة الإرهاب، وأن هناك تطابق واسع بين الجانبين لمواجهة التحديات وإنهاء الصراعات في المنطقة من خلال السبل السلمية والتفاوض.
وقال وزير الخارجية سامح شكري إن مصر تعمل على جذب الشركات الفرنسية للاستثمار في مصر، مؤكدا أن مشروع مترو الأنفاق دليل على قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وردا على سؤال حول سد النهضة قال شكري إن مصر تتعامل مع هذه القضية وفقا لتوجيهات القادة للبلدان الثلاث (مصر والسودان وأثيوبيا)، وإنه تم عقد جولة في الخرطوم بعدها ولم يصدر وثيقة ختامية لهذا الاجتماع ولكن كان هناك تأكيد لحرص مصر على ضرورة الإسراع في وتيرة المفاوضات بعدما انقضت ثلاث سنوات منذ توقيع اتفاق المبادئ في الخرطوم ومازال الوضع مجمد فيما يخص صدور نتائج الدراسات المتعلقة بآثار تشغيل سد النهضة، وأن مصر حرصت أن يكون اجتماع يوم 20 أبريل/نيسان ولم يكن هناك رد واقترحنا بعد ذلك يوم 28 أبريل/نيسان ولم يكون هناك اتفاق، وطرحت يومي 3 و4 مايو/أيار المقبل وأن مصر حريصة على التنفيذ الكامل لاتفاق المبادئ.
وأوضح شكري أن هناك اجتماع للجنة الفنية يوم 4 مايو/أيار ويعقبه اجتماع آخر على المستوى التساعي يوم 15 مايو/أيار المقبل للتأكيد مرة أخرى على أن مصر حريصة على التواصل والتفاعل الإيجابي تؤدي إلى انفراج الأزمة. ونفى شكري طلب فرنسا من مصر إرسال قوات لسورية، مؤكدا على أن هناك حوار قائم بين مصر وفرنسا حول تطور مصر في كافة المجالات .
وأكد وزير خارجية فرنسا أن مصر بلد صديق وإن التأثير الدبلوماسي المصري نحو الهدوء والاستقرار هو أمر ضروري ولابد منه، وأنه بحث القضايا في المنطقة ولاسيما الأوضاع في سورية، والرد على الهجمات الكيمائية في سورية وإن فرنسا وجهت هذه الضربة لأهداف محددة وهي ضربة دقيقة ومتناسقة وكانت لضرب الأجهزة الكيمائية للدولة السورية ولم يكن مفاجئا والرئيس ماكرون أعلن عن ذلك منذ وصوله للرئاسة ولا يمكنا أن نقبل أن يتم إزاحة هذا المبدأ المهم. وأوضح لودريان أن الضربة في سورية لم تكن لإعلان الحرب على أي طرف ولكن كانت إعلان الحرب على انتشار الأسلحة الكيمائية، مشيرًا إلى أن فرنسا لن ترسل قوات إلى سورية.
وأشار إلى أنه بحث الوضع في ليبيا وجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة والعمل على إتمام العملية الانتخابية وهي ضرورية، مؤكدا أنه بحث أيضا القضية الفلسطينية وتعزيز حل الدولتين، مؤكدا أن الفترة الجديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي هي فرصة لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، ودعا لودريان إلى العمل على توحيد القوات المسلحة الليبية لإعادة تأسيس الأجهزة الأمنية التي تحتاج لها ليبيا.
وقال لودريان إن فرنسا تدعم مصر في مجال الإصلاحات الاقتصادية وقدمت الكثير من المساهمات خلال العام الماضي، مشيرا إلى أنه زار مشاريع مترو الأنفاق وسيزور موقع بناء المتحف المصري الكبير لأن التحديات كبيرة للغاية، مؤكدا على أن بلاده تقف بجانب مصر في هذه المرحلة وفي حربها على الإرهاب والاستمرار على تعزيز التعاون في القضاء على تلك الظاهرة. وشدّد الوزير الفرنسي على ضرورة ضمان الحريات وتعزيز عمل المجتمع المدني لمواجهة التطرف والإرهاب وتحدثنا بذلك مع الرئيس المصري، وهناك تحضيرات لزيارة الرئيس الفرنسي خلال الفترة المقبلة. وقال الوزير لودريان إنه في كل مرة يلتقي السيسي يتحدث عن حقوق الإنسان، ونتحدث عنها بوضوح وثقة وإن الحديث مثمر في هذا المجال ولا يستطيع التعليق عليها علنا.
أرسل تعليقك