القاهرة - سهام أبوزينة
أكّد وزير المال المصري محمد معيط، خلال حضوره حفلة غداء الغرفة التجارية الأميركية الأربعاء، على أن اقتصاد مصر "صامد" أمام اضطرابات الأسواق الناشئة، مشيرًا إلى أنها أحد العوامل التي هزّت البورصة المصرية.
وأقرّ معيط أن مصر تواجه مستحقات سداد ديون كبيرة، وأن ارتفاع أسعار النفط والهبوط الطفيف في قيمة الجنيه قد تعرقل هدف مصر بخفض عجز الموازنة إلى 8.4% في العام المالي الجاري، مقارنة بـ9.8% في العام المالي السابق، لكن معيط أبقى على تفاؤله قائلا "حتى الآن، اقتصادنا قادر على مواجهة تداعيات هذا الأثر السلبي"، وأضاف "أعتقد بأن اقتصادنا صامد، وأعتقد بأنه متنوع بشكل جيد، نأمل بأن نرى مناخًا مختلفًا خلال الأشهر القليلة المقبلة".
وتراجعت البورصة هذا الأسبوع إلى أدنى مستوى هذا العام، وتعد اضطرابات الأسواق الناشئة العامل الأكبر في تراجع البورصة المصرية، إلى جانب الموجة البيعية التي شهدتها السوق بدءًا من الأحد الماضي على خلفية توقيف ابنَي الرئيس الأسبق حسني مبارك وعدد آخر من رجال الأعمال في القضية المعروفة إعلاميا بقضية "التلاعب بالبورصة".
وأبدى بعض المحللين تخوّفهم من تأثير سلبي للأزمة الطاحنة التي تضرب الأسواق الناشئة حول العالم على سلسلة الطروحات الأولية التي يستعد السوق المصرية لاستقبالها خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفقا لما ذكرته تقارير صحفية اقتصادية، ويقول وائل زيادة من زيلا كابيتال: "يتمثل السيناريو الجيد لتلك الموجة من الطروحات في القدرة على الالتزام بالإطار الزمني لعملية الطرح وبيع تلك الأسهم بأسعار جيدة"، أما السيناريو السيئ بالنسبة إلى الزيادة فيتمثل في أن تؤدي الأزمة العنيفة التي تضرب الأسواق إلى تأجيل بعض تلك الطروحات لحين تحسن الأوضاع في السوق، وبالإضافة إلى سلسلة من الطروحات الحكومية، تتأهب السوق لاستقبال أسهم شركتي ثروة كابيتال والقاهرة للاستثمار والتنمية وشركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية (راميدا)، وأشار بعض المحللين إلى أن الحكومة بالغت في تقييم قدرة البنوك التي تدير الطروحات وشهية المستثمرين مع استهدافها لجمع نحو 10 مليارات جنيه من تلك الطروحات بنهاية العام المالي الجاري، ويرى محمد الأخضر من "بلتون" للأبحاث أن طروحات القطاع الخاص ستنجح في جمع أموال أكثر من الطروحات الحكومية، مضيفًا أن المستثمرين ينظرون إلى مصر بصورة مختلفة عن بقية الأسواق الناشئة.
ويتفق هاني فرحات من "سي أي كابيتال" مع وجهة النظر تلك، ويرى أن التحدي الرئيسي يتمثل في تسويق تلك الطروحات وتقديمها إلى المستثمرين، مضيفًا أن هذا الأمر سيجعلها تنجح نجاحًا باهرًا أو على العكس تفشل فشلاً ذريعًا.
وذكرت نشرة "انتربرايز" أن بنك "أوف أميركا ميريل لينش"، قال في تقرير إن معنويات المستثمرين تجاه النمو الاقتصادي العالمي "تراجعت بشدة"، وأشار التقرير إلى أن المستثمرين خفضوا استثماراتهم في أسواق الأسهم وقاموا بدلا من ذلك بتنمية حيازاتهم النقدية، وأظهر الاستطلاع الذي أجراه البنك أن 24% من المستثمرين يعتقدون بأن النمو العالمي سيتباطأ العام المقبل، في ظل نذير الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة التي تمثل أكبر عوامل الخطورة، ومن العوامل السلبية الأخر التي تؤثر على التوقعات، استمرار الموجة البيعية في الأسواق الناشئة وحالة عدم اليقين التي تنتاب الأسواق الأوروبية عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأشار جولدمان ساكس، لإدارة الأصول بعد أن قام بشراء أدوات دين حكومية في تركيا والأرجنتين، إلى أن أزمة الأسواق الناشئة مبالغ فيها، ويرى آخرون أن العالم معرض لأزمة اقتصادية متوسطة الحجم خلال العامين المقبلين، وهو ما يعكس بوضوح حالة القلق التي تشهدها الأسواق المالية العالمية بكل مكوناتها من مستثمرين وشركات وصناديق استثمار وإداره أصول وبنوك ومحللين اقتصاديين.
أرسل تعليقك