بيروت - كمال الأخوي
اندلعت مواجهات، السبت، بين الأمن اللبناني وموالين لميليشيات حزب الله وحركة أمل حاولوا اقتحام ساحات الاحتجاج في وسط العاصمة بيروت.
وأحرق مناصرو حركة أمل وحزب الله الإطارات المطاطية وألقوا بها نحو القوى الأمنية التي انتشرت عند جميع المداخل المؤدية لساحتي رياض الصلح والشهداء في بيروت، وبعد إصابات طفيفة في صفوفهم جراء رشقهم بالحجارة والمفرقعات، استخدمت قوى الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين المناصرين لحزب الله وحركة أمل.
وقال حساب قوى الأمن الداخلي على تويتر إن "عناصر مكافحة الشغب تتعرّض لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الأشخاص".
وطالبت قوى الأمن في تغريدتها بوقف "هذه الاعتداءات وإلا ستضطر لاتخاذ إجراءات إضافية وأكثر حزما".
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية ومالية متفاقمة هزت الثقة في نظامه المصرفي. وقالت دول مانحة أجنبية إنها لن تقدم الدعم إلا في حالة وجود حكومة قادرة على تطبيق إصلاحات.
وتواجه المحادثات بين الأطراف الرئيسية في لبنان طريقا مسدودا منذ استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة في 29 أكتوبر، وسط احتجاجات ضخمة ضد النخبة الحاكمة التي تشوبها منذ فترة طويلة انقسامات طائفية وسياسية.
وجعل الحريري، السياسي السني البارز والحليف للغرب، عودته مشروطة بأن يكون على رأس حكومة مؤلفة من اختصاصيين فقط.
وشكل هذا الشرط حجر عثرة في ظل دعم حزب الله وحلفائه، بمن فيهم الرئيس ميشال عون، لتشكيل حكومة مختلطة من تكنوقراط وسياسيين.
وأرجأ عون حتى يوم الاثنين إجراء مشاورات رسمية مع قادة الكتل النيابية لتسمية رئيس الوزراء المقبل، وهو منصب مخصص للسنّة في النظام القائم على المحاصصة الطائفية في لبنان.
وفي وقت سابق من السبت، أعلن سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية رفضه تشكيل حكومة مختلطة من تكنوقراط وسياسيين، مؤكدا على ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلة.
وأضاف "لا حل إلا بحكومة اختصاصيين، وهذا ما سيترجم بكل مواقفنا السياسية، وسنشارك بالاستشارات النيابية، والقرار النهائي بشأن التسمية سيتخذ باجتماع تكتل الجمهورية القوية".
كان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال، الجمعة، إن الحكومة اللبنانية المقبلة يجب أن تضم كل الأطراف حتى تتمكن من علاج أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ عقود، مشيرا إلى عدم إحراز تقدم في المحادثات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، أما زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل فقد قال، الخميس، إن حزبه لن يشارك في حكومة جديدة، وفق شروط الحريري، لكنه لن يعرقل تشكيل حكومة جديدة.
غاز مسيل منعاً لتقدم أنصار حزب الله
عاد الهدوء إلى جسر الرينغ ومحيطه في العاصمة اللبنانية، مساء السبت، بعد أن حاول شبان موالون لحركة أمل (التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري) وحزب الله اقتحام ساحة الشهداء وجسر الرينغ وسط بيروت، وفق مراسلة العربية/الحدث.
وأوضحت أن عدداً من أنصار الحزبين أقدموا على رمي الحجارة على بعض السيارات المتوقفة عند جسر الرينغ (جسر أساسي يؤدي إلى وسط العاصمة اللبنانية) وباتجاه القوى الأمنية المتواجدة هناك، ما دفع قوات مكافحة الشغب إلى رمي القنابل المسيلة للدموع.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولها عدد من الناشطين على مواقع التواصل، مجموعة من أنصار حركة أمل وحزب الله يتوجهون نحو الرينغ هاتفين "شيعة، شيعة"، إلى ذلك أعلن الصليب الأحمر اللبناني على تويتر عن إصابة عنصر من قوى الأمن الداخلي تم نقله إلى المستشفى.
الاسم الغريب في "عقوبات أميركا"
أصدرت وزارة الخزانة الأميركية رزمة عقوبات جديدة مساء الجمعة استهدفت شخصيات وشركات لبنانية متورطة بتمويل حزب الله.
وشملت العقوبات كلاً من صالح عاصي وناظم سعيد أحمد"، مشيرةً، إلى أنهما "متهمان بغسل الأموال وتمويل مخططات إرهابية، ودعم حزب الله"، غير أن اللافت في رزمة العقوبات هذه أنها شملت وللمرّة الأولى رجل أعمال من خارج بيئة حزب الله الطائفية، وهو وطوني بطرس صعب، وهو ما يتقاطع مع تصريح مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، حيث أكد "أن كل من يتورط في تمويل منظمة حزب الله الإرهابية معرّض للعقوبات"، قائلاً "إن أشخاصاً من كل المذاهب والأديان متورطون بتمويل حزب الله".
محاسب في شركة صالح
ويعد طوني صعب رئيس قسم المحاسبة في شركة "إنتر أليمنت" التابعة إلى عاصي، ولدى هذه الشركة تعاملات عديدة في أفريقيا".
وينتمي صعب وهو في العقد الرابع إلى عائلة مسيحية مارونية من بلدة تنورين التحتا (شمال لبنان) وهو متزوّج من رنا انطوان كرم من تنورين أيضاً، ولديهما ثلاثة أولاد ويسكن في منطقة كفرحباب في جبل لبنان.
وفق المعلومات فإن صعب موجود في لبنان منذ مدة، بعدما تم إبلاغه بالاستغناء عن خدماته في شركة "انتر اليمنت" المُدرجة على لائحة الإرهاب"، وأشارت المعلومات إلى أن طوني بطرس صعب مقرّب جداً من رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الحليف الأساسي لـ"حزب الله"، وهو ما وضعته مصادر مطّلعة في خانة الرسالة الموجّهة إلى باسيل بأنه قد يكون في دائرة العقوبات في المرحلة المقبلة بسبب دعمه لـ"حزب الله".
وحرصت مصادر مطّلعة من بلدة تنورين على التأكيد أن أهالي البلدة بمعظهم معارضون لسياسة حزب الله وسلاحه غير الشرعي، وتورّط ابن البلدة طوني بطرس صعب في دعم حزب الله يتحمّل مسؤوليته هو فقط وليس البلدة ولا عائلته"، وأشارت وزارة الخزانة الأميركية في بيانٍ، إلى أن "عاصي، قام بمساعدة أو رعاية أو توفير الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لأحمد طباجة، وهو شخص قد تم حظر ممتلكاته ومصالحه بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 بصيغته المعدلة".
أما طوني صعب وبحسب البيان نفسه، فقد قام بمساعدة أو رعاية أو توفير الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لعاصي، وهو شخص تم حظر ممتلكاته ومصالحه بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 بصيغته المعدلة، وكموظف في شركة "إنتر أليمنت" التابعة لعاصي، شارك صعب في تسهيل تحويل ملايين الدولارات لشركتي مينوكونغو وإنتر أليمنت وقدم وثائق هذه التحويلات لعاصي، كما شارك صعب أيضا في تسهيل مدفوعات عاصي إلى طباجة.
قد يهمك أيضا :
تفاصيل تكشفها صحيفة "تاغيسبيغل" عن استخدام حزب الله اللبناني مركزاً في برلين لشراء الأسلحة
مشاورات الحكومة اللبنانية تركّز على شروط الحريري بعد التطورات الأخيرة
أرسل تعليقك