القاهرة - مينا جرجس
بعد ارتفاع أسعار الوقود في مصر، شهدت تكلفة النقل والمواصلات في مصر زيادة ملحوظة، الأمر الذي تسبب في زيادة كبيرة في أسعار السلع كافة، حتى التي ليس لها علاقة بالوقود من قريب أو بعيد، وهو ما يشير إلى موجة جديدة من الغلاء في الشارع المصري ظهرت مؤخرًا. وقال رئيس شعبة نقل البضائع بالسيارات في الغرفة التجارية في الإسكندرية، سيد مكاوي، إنه تم التوافق مع الأجهزة الحكومية ومع منظمات الأعمال على زيادة تعريفة نقل البضائع والسلع في وبين المحافظات بنسبة 30% عن المطبقة قبل زيادة أسعار الوقود.
وأضاف مكاوي، أن تلك الزيادة تم الاتفاق عليها بشكل رسمي، لافتا إلى أن التوصل لها كان أمرا حتميا على ضوء الزيادات الأخيرة لأسعار الوقود والكاوتش والصيانة وتعويم العملة، مضيفاً أن تأثير تلك الزيادة على سعر البيع للمستهلك سيكون ضئيلاً جدا لأن العبء الإضافي لن يتجاوز 5 قروش في نقل الكيلو الواحد على ضوء الدراسات والقياسات التي تم تنفيذها في هذا الملف.
من جانبه، قال أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إنه في حالة زيادة تعريفة نقل البضائع بالنسبة المذكورة فإنها حتما ستنعكس على أسعار السلع المتداولة بالأسواق، مضيفاً بأن أسعار تعريفة نقل المنتجات ستختلف حتما حسب حجم ووزن كل منتج وسعره، غير أنه قال إن الزيادة الكبيرة في أسعار السلع والمنتجات كانت ناتجة عن الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار مع الجنيه بعد التعويم وإن أي زيادة جديدة لن تكون بنفس النسب التي حدثت في أعقاب التعويم أي أن أي زيادة متوقعة ستكون أقل بكثير من الزيادات السابقة.
بدوره، قال يحيى الزنانيري، رئيس شعبة منتجي الملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية: "إن تحريك سعر المحروقات سيؤثر في أسعار النسيج، إذ سيرتفع سعر الأقمشة من 5 إلى 10%، ما يؤدي إلى زيادة أسعار الملابس". وتوقع الزنانيري أن ترتفع أسعار الملابس 10 جنيهات في القطعة، وخصوصًا الملابس الشتوية، لافتًا إلى أن البضائع المتوافرة حاليًّا من الملابس الصيفية لم تطرأ عليها أي زيادات.
وأوضح أن أسعار الملابس ستزيد بنسبة 30% متأثرة بالارتفاع في أسعار المواد البترولية، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الوقود سيزيد أسعار النقل وأجور العاملين وباقي سلع ومدخلات الإنتاج، كما أن ارتفاع أسعار السلع والخدمات سيزيد حالة الركود بسوق الملابس الجاهزة، إذ ستضعف القدرة الشرائية للمستهلك.
وفي ما يخص قطاعي السياحة والآثار في مصر، قال الأثري أحمد عامر، إن ارتفاع أسعار البنزين والسولار يعد مؤشرًا لارتفاع أسعار باقي السلع خلال الفترة القادمة كما أنه سينعكس على عدد كبير من الخدمات فقد زادت أسعار النقل بين المحافظات وبالتالي فجميع أسعار المواصلات سوف تزيد وسيترتب على ذلك ارتفاع أسعار الخدمات السياحية والمواد العضوية التي تستخدم في ترميم الآثار وأيضا نقل الآثار من مكان إلى آخر.
وأكد عامر، في تصريحات صحافية، أن ذلك سوف يزيد من تكلفة رحلات النقل السياحي بنسبة تتراوح من 15 % إلى ٢٠٪ لافتا إلى أن الزيادة لن يكون لها تأثيرات مباشرة حيث يوجد عقود للشركات سوف يؤدي تحملها لزيادة السعر في حالة ارتفاع تكلفة الوقود لحماية الشركة من الخسائر وذلك بالنسبة لبعض الشركات وليس كل الشركات. وأشار عامر إلى أن أسعار البنزين والسولار أثرت على شركات السياحة هي الأخرى، حيث أن جميع شركات النقل السياحي قامت برفع أسعار الرحلات الخاصة بها وذلك بعد ارتفاع أسعار البنزين مؤكدًا أن ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 30% أدى إلى قيامهم برفع جميع الرحلات، وقد أدى هذا الارتفاع إلى مشكلات مع أصحاب الحجوزات، كما سوف يؤدي ذلك إلى رفع أسعار الحجوزات بالنسبة للفنادق مما يضع أصحاب المنشآت السياحية والعاملين بها في مأزق أكثر من الأول نظرا لأن ذلك سوف يؤدي إلى تراكم الديون أكثر عليهم.
وقال أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات المنزلية، بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية، ارتفعت بمتوسط 12%، عقب القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الفائدة بالبنك المركزي وزيادة أسعار الطاقة، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة النقل.
في سياق موازٍ، شهدت أسواق الفاكهة الخضروات ارتفاعاً ملحوظاً، حيث ارتفعت الأسعار بسبب زيادة تكلفة نقلها، فوصل سعر كيلو التفاح البلدي لأكثر من 20 جنيها في بعض المناطق، كما ارتفع سعر البرقوق لـ17 جنيهاً للكيلو، ووصل التين البرشومي لـ16 جنيهاً للكيلو.
أرسل تعليقك