القاهرة - أسماء سعد
يسعي وزيرا خارجية مصر والولايات المتحدة الأميركية إلى ترجمة التوصيات الصادرة عن اللقاءات بين رئيسا الدولتين، والتي تبلورت في آخر اجتماعاتهما على هامش اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما أكّد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، أن السياق الحالي على المستوى الدولي في حاجة لتكثيف التنسيق بين القاهرة وواشنطن.
وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، مباحثات هامة هاتفيا مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، حسب ما صرح به المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، والذي قال إن شكري تلقى اتصالاً من نظيره الأميركي، في إطار التشاور المستمر بين البلدين في شأن مجمل وتطورات الأوضاع في المنطقة، والتباحُث حول الأوضاع الثنائية.
وأضاف حافظ بن الوزيريّن تناولا أهمية مواصلة الدفع قدماً بالعلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة، حيث تم التطرُّق لبدء التحضيرات لعقد اجتماعات بين وزيريّ دفاع وخارجية البلديّن وفقًا لصيغة ٢+٢، وجولة آلية الحوار الاستراتيجي، وذلك في إطار تدعيم العلاقات المشتركة على كافة الأصعدة، وتابع أن الوزيرين تبادلا الرؤي حول مستجدات الأوضاع في المنطقة؛ كما اتفقا على تكثيف التواصل خلال المرحلة القادمة بغية التشاور بشأن القضايا الإقليمية والتحديات التي تواجه استقرار الشرق الأوسط.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، أن السياسة المصرية الخارجية استطاعت تحقيق العديد من النجاحات خلال الفترة السابقة، وأنها عكست حالة الاستقرار بالداخل، وبالتالي رغبة القوى العالمية في تفعيل الشراكات مع مصر، والتي أثبتت أنها في القلب من الملفات المهمة في المنطقة العربية، وأن واشنطن تنظر إلى القاهرة الآن كشريك استراتيجي لا غنى عنه، واعتبر أن محادثات شكري وبومبيو دليل على حيوية العلاقات المشتركة، ورغبة أكيدة في ألا تخفت نتائج المباحثات التي يعقدها الرئيسين المصري والأميركي، مؤكدا على ثقل المسؤولية المُلقاة على جهاز التمثيل الدبلوماسي والخارجية المصرية في تقوية شبكة العلاقات والتحالفات بين مصر ومختلف دول العالم.
الجدير بالذكر أن مصر أعادت صياغة علاقاتها مع دول العالم عقب تولي الرئيس السيسي، بشكل يعكس توازنا مع الدول الكبرى مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة، حيث تناقش العلاقات على المستوي الاستراتيجي بالإضافة إلى العلاقات المصرية الأوروبية، كما أولت الدبلوماسية المصرية اهتماما كبيرا بالعلاقات مع أفريقيا باعتبارها تمثل امتدادا استراتيجيا مهما لمصر الأفريقية، وهو ما يمهد بصفة عامة لاستعادة مصر لمكانتها الخارجية، على المستويين الإقليمي والدولي بالإضافة للعربي.
أرسل تعليقك