حالة احتفاء كبرى أبداها سياسيون ونواب بزيارة ولي العهد السعودي لمصر مؤكدين على وجود دلالات معينة لها في هذا التوقيت ومعبرين عن تفاؤلهم بما سينتج عنها من مشاورات أو قرارات ستعود بالنفع على القاهرة والرياض وهو ما رصده "مصر اليوم" خلال تحليله لحيثيات الزيارة والنتائج المرتقبة منها.
بداية قال أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي في تصريحات خاصة إن تلك الزيارة تعكس الروح التضامنية بين البلدين، وإصرار القاهرة على دعم الرياض ضد الحملة التي تتعرض لها، وفي الوقت ذاته تكشف عن الكيفية التي يرانا بها ولي العهد السعودي لمركز وثقل للحركة السياسية والتجارية، كعمق للنظام الإقليمي العربي في مختلف الظروف.
وتابع فهمي أن السعودية ومصر حريصون علي نقل رسائل مهمة لكونهم أشقاء حريصون على اصطفاف حقيقي ضد أطراف مغرضة بالمنطقة، والتنسيق بشأن ملفات خاصة بالبيت الخليجي من الداخل وملفات أخرى حول قضايا مشتعلة مثل سورية واليمن وليبيا.
وبرصد الأجندة الإعلامية للفضائيات المصرية على مدار الساعات الماضية، فقد بلور عدد من كبار الإعلاميين المصريين رؤيتهم حول الزيارة التي وصفوها بالمهمة والدالة وقالوا إنها دليل ملموس على المؤازرة والتكاتف مع السعودية حول ما تتعرض له من عواصف مشبوهة للنقد، مشيرين أيضا إلى الاستفادات العائدة على تثبيت لأركان التحالف العربي الرباعي، ودفع قوته الاقتصادية والاستثمارية.
وأضاف الإعلاميين الذين تصدرهم عمرو أديب أن الزيارة ستتطرق إلى تفعيل مؤتمر الاستثمار في السعودية وإنجاحه، بالإضافة إلى التنسيق حول مناورات درع العرب، والتصدي بشكل عملي لمحاولات تركيا وايران استغلال الظروف التي تمر بها المنطقة.
وصف وكيل لجنة الشئون الاقتصادية في مجلس النواب، النائب محمد السلاب، أن زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية، استراتيجية ومحورية للعلاقات المصرية السعودية وتؤكد على المصير الواحد والمشترك للقاهرة والرياض، قائلًا إن الزيارة لها أهمية كبيرة بالنسبة للبلدين لمواجهة التهديدات والتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية.
وأضاف السلاب، أن العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين القاهرة والرياض تعتبر واحدة من أهم العلاقات بين دول المنطقة والعالم، حيث تمثل المملكة العربية السعودية الشريك الرئيسي والأول في التبادل التجاري والاستثمارات وكذلك العلاقات العسكرية المتميزة بين الدولتين متمثلة في التدريبات العسكرية المشتركة وأنواع التعاون كافة.
وتوقع السلاب، أن يكون لهذه الزيارة آثارها الاقتصادية الإيجابية لصالح البلدين وبما يسهم في زيادة وتدفق المزيد من الاستثمارات السعودية للمشاركة في إقامة المزيد من المشروعات الإنتاجية والاستثمارية داخل المشروعات القومية الكبرى التي تقوم الدولة المصرية بتنفيذها خاصة داخل المشروع القومي العملاق بمحور قناة السويس.
وزار ولي العهد السعودي مصر في مارس/ آذار 2018 وتخلل الزيارة توقيع البلدين اتفاقا لتأسيس صندوق مشترك لإقامة مشاريع في محافظات عدة بينها جنوب سيناء وذلك ضمن خطة سعودية لبناء منطقة اقتصادية ضخمة.
وفي السياق ذاته قال أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد، والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، محمد حسنين، إن زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة محمد بن سلمان، تهدف لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتخدم المصالح الإقليمية المشتركة، وأن الزيارة في هذا التوقيت، تؤكد على صلابة العلاقات بين البلدين، وهي بمثابة حائط صد لمنع التوغل التركي والإسرائيلي والإيراني في الشرق الأوسط.
كما قال وكيل مجلس النواب، سليمان وهدان، أن ترحيب القيادة المصرية بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يأتي كدعم لاستقرار المملكة العربية السعودية، وتأكيدا على وقوف مصر بجانب الشعب والقيادة السعودية في ظل الحرب الإعلامية التي تتعرض لها منذ فترة، موضحا أن أن السعودية من أكبر الداعمين لمصر وشعبها على مر التاريخ وهذه الزيارة لها طبيعة خاصة، وتجمعها بمصر روابط وعلاقات تاريخية على مستوى الشعوب.
وفي السياق ذاته، قال رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري المكلف الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ، إن زيارة ولى العهد السعودي إلى مصر سوف ينتج عنها الإعلان عن استثمارات سعودية ضخمة بين البلدين، مضيفًا نحن متفائلون كثيرا بأن هذه الزيارة سوف ينتج عنها الإعلان عن استثمارات سعودية ضخمة خاصة من قبل صندوق الاستثمارات العامة الذى قام بدراسة فرص استثمارية عديدة في مصر، كما أن هنالك اهتماما كبيرا من قبل الكثير من رجال الأعمال السعوديين للاستثمار في مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة ومشروع واحة أكتوبر بمدينة السادس من أكتوبر وأيضا مشروعات الخصخصة التي أعلنت عنها الحكومة المصرية والتي ستكون مشروعات جذب للمستثمرين السعوديين، ورجال الأعمال السعوديون يرون في مصر السوق الثاني لهم بعد المملكة ويعتبرون مصر مركز تصدير لقارتي أفريقيا وآسيا.
وأضاف بن محفوظ في أن ولي العهد أعلن عن تنفيذ مشروعات كبرى من قبل رجال الأعمال السعوديين في مصر هي مدينة "ديزني لاند" مصر الترفيهية، والتي تعتبر من أضخم الاستثمارات السعودية في مصر وبالشراكة مع مستثمرين أمريكيين، وبتكلفة إجمالية 3.3 مليارات دولار.
وتابع أن العلاقات المشتركة ين السعودية ومصر تتميز بالمتانة ووحدة الهدف، لذلك فإن زيارة ولي العهد إلى مصر ستساهم في تحقيق رؤية حكومة البلدين في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وأيضا في تعزيز اقتصاد كلا البلدين ليصبح سوقا اقتصاديا كبيرا في المنطقة، وتسهم في تسريع تنفيذ كافة الاتفاقيات الاقتصادية السابقة الموقعة بين الطرفين بقيمة استثمارية زادت على 16 مليار دولار، والتي من بينها إنشاء صندوق سعودي مصري بهدف ضخ استثمارات سعودية في مشروعات تنموية في محافظات مصر، ومشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة، ومشروع إقامة جسر عملاق يربط بين البلدين عبر البحر الأحمر.
ونشرت وزارة الخارجية السعودية اليوم، تدوينه على موقع التواصل الاجتماعي" توتير" أكدت أن العلاقات المصرية مع المملكة، تاريخية واستراتيجية وراسخة، موضحة تاريخ بدء العلاقات بين البلدين سياسيا واقتصاديا، وذلك احتفاءاك بزيارة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد، لمصر، وأن العلاقات السياسية بين مصر والمملكة، بدأت عام 1926، اعتبرتها شراكة تاريخية عززت العمل العربي المشترك، مشيرة إلى أن "فوزان السابق" أول من مثل السعودية في مصر.
وبشأن المجالات الاقتصادية المشتركة، أشارت إلى أن المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى بقائمة الاستثمارات العربية في مصر، ويصل حجم الاستثمارات السعودية في مصر لـ27 مليار دولار، ويصل حجم التبادل التجاري، لـ6.3 مليار دولار.
وكان قد أكد الرئيس السيسي اليوم في كلمته أثناء لقاء مغلق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، أن أمن واستقرار المملكة هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وكان قد وصل ولي العهد السعودي إلى القاهرة، أمس الاثنين، في زيارة تستغرق يومين وتتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بحسب الرئاسة المصرية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسّام راضي، إن الرئيس السيسي أكد لولي العهد السعودي على "عمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والسعودية وأن أمن واستقرار المملكة هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري".
وأضاف راضي، أن السيسي أكد أيضا خلال اللقاء على حرص مصر على تعزيز التعاون والتنسيق الحثيث مع السعودية على أعلى مستوى لمواجهة التطورات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا.
أرسل تعليقك